تتعدد المواقف التي نتحدّث فيها عن شخص واثق بنفسه وآخر يفتقر إلى تلك الثقة بالنفس. من تلك المواقف مقابلات العمل، كيف يمكنك تعزيز الثقة في مقابلة العمل؟
ربما يختلط لدينا مفهوم الثقة بالنفس بغيره من المفاهيم؛ مثل حب الذات أو حب الظهور أو أن يكون الشخص مهووساً بأن يكون مركزَ اهتمام الآخرين.
لكن بتعريف بسيط للثقة بالنفس، وفقاً للجمعية الأميركية لعلم النفس (APA)، فهي ذلك الاعتقاد بأنك قادر على تلبية متطلبات المهمة -أي مهمة- بنجاح.
ذلك التعريف الذي تتلاشى من حوله المفاهيم المغلوطة عن ذلك المصطلح الذي نستخدمه مراراً وتكراراً في حياتنا اليومية؛ شخصية وعملية.
لكن في حين قد نكون واثقين من أنفسنا حيال بعض الأمور التي نعلمها جيداً ونعلم كيفية التصرف تجاهها؛ قد تكون المواقف غير الواضحة وغير معروفة النتائج مسبقاً مربكة؛ ما يجعلنا نشعر بعدم الثقة بالنفس إذا قابلناها. من أكثر تلك المواقف شيوعاً هي مقابلات العمل.
5 نصائح لتكون واثقاً بنفسك في مقابلة العمل
إلى جانب التحضير الجيد للمقابلة والإلمام بطبيعة عمل الشركة وأقسامها وخدماتها، فهناك بعض النقاط الأساسية في مقابلة العمل التي لا عوض عنها للحصول على الوظيفة.
فكونك كفؤاً لشغل تلك الوظيفة من حيث الخبرات والمهارات لا يكفي، خاصةً عندما يمتلك المتقدمون خبرات مشابهة. حينها تكون النقطة الفاصلة هي ذلك الانطباع الذي تغرسه في نفس مسؤول التوظيف أو مَن يُجري معك مقابلة العمل بإجاباتك ومظهرك وطريقتك في الردود على الأسئلة.
فيما يلي 5 مفاتيح أساسية لتكون أكثر ثقة بنفسك في مقابلة العمل يقدمها "غلين غيهير" (Glenn Geher)؛ أستاذ علم النفس بجامعة ولاية نيويورك:
1. كن ودوداً: على الرغم من أنها مقابلة لن تستغرق الكثير من الوقت؛ إلا أن الناس بوجه عام يفضّلون تلقائياً أولئك الذين يعتبرونهم ودودين، على عكس أولئك الذين يعتبرونهم جافين أو قاسين. فالشخص الودود يتجاوب مع الآخرين بشكل جيد، وهذه إحدى الصفات المرغوبة في بيئة العمل وتحظى بتقييمات إيجابية من الآخرين.
لتحقيق ذلك؛ يجب أن تركِّز طاقتك على بناء علاقة ودية مع الشخص الذي يُجري معك المقابلة بدلاً عن السعي لإثارة إعجابه.
2. ابحث عن الشركة وما تقدِّمه: يساعد ذلك العمل التحضيري في إثبات يقظتك وجديتك في العمل، ويزيد من ثقتك بنفسك في الرد على الأسئلة. لذلك حاول أن تعرف أكبر قدر من المعلومات حول القسم الذي تود الالتحاق به والمسؤول الذي سيُجري معك المقابلة.
بعبارة أخرى؛ كن خبيراً في كل هذه الأشياء حتى يعرفوا أنك تسعى فعلاً لشغل تلك الوظيفة.
3. كن مستعداً لوصف عيوبك: من الأسئلة الشائعة في مقابلات العمل:
- صِف أكبر فشل لك.
- ما هي النقاط التي تحتاج إلى تحسينها؟
- هل تم طردك من قبل؟ إذا كان الأمر كذلك اشرح الظروف.
قد يفاجئك مسؤول التوظيف بمثل هذه الأسئلة، وعليك أن تكون مستعداً للإجابة عنها بثقة. يمكنك الإجابة على تلك الأسئلة بالتفكير في بعض النتائج السلبية المتعلِّقة بعمل سابق ومعالجتها، ومن ثم تطوير روايات لها عن كيفية حل تلك المشكلات؛ بما في ذلك ما تعلَّمته منها.
لا ينتظر منك المسؤول إجابة نموذجية تُشعره بأنك كامل؛ لذلك لا تقلق بشأن احتمال الاضطرار إلى إسقاط بعض المعلومات السلبية عن عملك السابق. ركِّز فقط على كيف ساعدتك التجربة على أن تصبح أفضل فيما تفعله.
4. تحضير أمثلة محدَّدة: ليست هناك إجابات نموذجية في مقابلات العمل، فالشخص الذي يُجري معك المقابلة يريد إجابتك أنت، وليس إجابة عامة.
لذلك كلما كان محتوى الرد أكثر تحديداً كان ذلك أفضل، فأنت بحاجة لتمييز إجاباتك عن نفسك عما سيسمعه من المتقدمين الآخرين.
5. اهتم بالوقت والجداول الزمنية للآخرين: جميعنا مشغولون، لذلك عليك الحضور مبكراً. وإذا كنت تعلم أن المقابلة تستغرق 20 دقيقة واستغرقت 15 دقيقة للإجابة على السؤال الأول، فأنت متأخر، لذلك يجب تحديد إجاباتك مسبقاً والتدرب عليها وفقاً لمدة المقابلة.
تعزيز الثقة في مقابلة العمل
بالإضافة إلى ما سبق، فهناك بعض الطرق العامة لتعزيز الثقة بالنفس؛ والتي يفضّل تطبيقها قبل مقابلة العمل، وهي:
- استخدم تقنيات التنفس: يكمن الشعور بالاسترخاء في صميم الثقة بالنفس، لذلك تساعد تمارين التنفس واليقظة على البقاء حاضراً في اللحظة وتهدئة الأعصاب، كما يقول "غيلونج توبتن" (Gelong Thubten)؛ مدرِّس اليقظة الذهنية.
- كن لطيفا مع نفسك قبل المقابلة: تقول عالمة نفس الأعمال "سارة كونيل" (Sarah Connell) أنه من المهم التحدُّث إلى نفسك برأفة مثل أفضل صديق، وتبديد أي أفكار انتقادية تقف في طريقك.
- استخدم وضعيات القوة وتمارين الاسترخاء للحد من القلق: استخدم وضعيات القوة قبل الذهاب إلى المقابلة للمساعدة على التخلص من التوتر، كما تقول "كلير جينكينز" (Caire Jenkins)؛ وهي مؤسسة 121 مقابلة تدريب.
- ركز على اللحظة الحالية: إما من خلال التركيز على تنفسك أو ما يشعر به جسدك لبضع لحظات. سيساعدك ذلك على أن تكون هادئاً كما يقول توبتن. تذكر أيضاً في المقابلة أن تتحدث ببطء، لأننا نميل إلى التسرع عندما نشعر بالتوتر. كذلك لا تخف من الصمت، ففي بعض الأحيان سيساعدك التوقُّف لفترات في حديثك على التحكُّم بشكل أفضل.
- تخيل نفسك تنجح: إن تخيل نفسك ناجحاً في مقابلة عمل قادمة يعزز ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك. تقول "مارغريت بوج" (Margaret Buj)؛ مدربة مقابلات العمل ومؤلفة كتاب (Land That Job!): "قبل أن تبدأ في تخيُّل مقابلة ناجحة تخيَّل كيف تسير إلى الغرفة، وصافح الشخص الذي يُجري المقابلة وأجب عن الأسئلة بثقة". ستساعد هذه التقنية على تهدئة أي توتر قبل المقابلة.
اقرأ أيضاً: كيف يساعدنا الاعتراف بضعفنا على استعادة الثقة بأنفسنا؟
وأخيراً؛ في حين قد تبدو مقابلات العمل أمراً باعثاً على التوتر والقلق بشأن ما إذا كانت ستؤهلك للحصول على الوظيفة أم لا. فهي تجربة تتعلّم منها، سواء تم قبولك أم أنك لم توفَّق بها؛ ما يعني أن رفضك لا يعني أنك لم تكن جيداً بالدرجة الكافية أو أن تهتز ثقتك بنفسك وبقدراتك، فهناك الكثير من المتقدمين الذين قد يجدهم مسؤول التوظيف أكثر ملاءمة لتلك الوظيفة في الوقت الحالي، وأن الأمر لا يتعلَّق دائماً بقدراتك.