5 أسباب يكون فيها الانفصال عن الصديق مؤلماً

2 دقائق
علاقة الصداقة

يمكن أن يؤذي الانفصال في علاقة الصداقة المرء، بقدر ما يؤذيه الانفصال في الحب. كلاهما يولّد شعوراً عميقاً ودائماً بالخسارة اعتماداً على درجة استثمارنا في العلاقة.
في مقال عن الصداقة؛ يتذكر الطبيب النفسي الأميركي أليكس ليكرمان، أنه في اللغة اليابانية تعرّف الصداقة على أنها كينزوكو؛ وهي كلمة تعني أيضاً "العائلة". وفي الحقيقة؛ إن دلّ هذا على شيء فهو يدلّ على أهمية هذه الرابطة الاجتماعية الخاصة في جميع الثقافات التي تنبثق عن الاختيار وتفاعل الصّلات. وكما يُقال، "أنت تختار أصدقاءَك، وليس عائلتك". يعتبر الطبيب النفسي الأميركي أيضاً أن الصداقة إحدى ركائز سعادتنا. لذلك؛ ليس من المستغرب أن انهيار علاقة الصداقة، يمكن مقارنته في شدته العاطفية بحسرة القلب. أما بالنسبة إلى آن ماري بينوا؛ المحللة والمعالجة النفسية: "إن هذان النوعان من الانفصال يؤذيان نرجسيّتنا، ويقوضان ثقتنا بأنفسنا ويؤثران في مُثلنا العليا، وهذا هو السبب في أن جرح الصداقة قد يكون أحياناً مؤلماً أكثر من جرح الحب". فيما يلي حدد المحلل النفسي الأسباب الخمسة للمعاناة ما بعد الانفصال عن الصديق.

1. ضياع جزء من هويتنا

الصديق هو أيضاً مرآة تعكس صورتنا. ولأن الصداقة تقوم على الاختيار الحر، فإن هذه الصورة غالباً ما تكون إيجابيةّ. نظرة الصديق هي نظرة صافية، وأحياناً تكون نظرة تسامح أو إعجاب. إنه دائماً ما يبرز صفاتنا، وحتى لو أدرك عيوبنا فلن يظهرها لنا. باختصار؛ نحن نحب الصورة التي يرانا من خلالها أصدقاؤنا. لكن فقدان هذا الرابط يحرمنا من هذا الدعم الذي يِعتبر نرجسياً بعض الشيء، لأنه بعد ذلك؛ لن نستطيع الاعتماد على هذا التساهل والإحسان والتعاطف الذي جعل حياتنا أحلى، وجعلنا أيضاً أكثر محبّةً لأنفسنا.

2. ضياع جزء من تاريخنا

علاقة الصداقة دائماً ما تكون خلاّقةً في العلاقة الحميمة بين الطرفين. يتم بناؤها وتغذيتها من خلال تبادل ومشاركة الأسرار والمشاكل والمشورة والدعم والذكريات.

كلما تم الاستثمار في الصداقة، أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من تاريخنا. يعرف الصديق مسبقاً محيط ومكان طفولتنا، وحياتنا العاطفية والعائلية والمهنية. ولطالما شارك النقاط البارزة في بعض فصولها، فهو أحد الممثلين المتميزين وحافظ أسرار تاريخنا الحميم. من الناحية الرمزية؛ يشبه الصديق صندوقاً يحتوي على بعض الأجزاء المهمة من حياتنا الشخصية وذاكرتنا. ومن هنا يأتي الشعور بفقدان جزء مهم من تاريخنا وذاكرتنا عند انقطاع الارتباط.

3. فقدان المُثُل الأعلى

لطالما كان يُقال أن الصداقة علاقة نزيهة بين الجميع. إنها حب دون تعقيدات كما في البعد الجنسي للعلاقة الرومانسية، وفق ما يقول الرجال والنساء الذين تم سؤالهم عن هذا الموضوع. كما أن العلاقة الودية تتغذى وتستمر فقط من خلال الرغبة والمتعة التي نعيشها في المواعدة والتبادل والمشاركة. فضلاً عن أنها ليست مشروطةً بنتيجة أي قيد أو التزام. إنها أيضاً علاقة مثالية للغاية، تحمل بين ثناياها قيماً قويةً وثابتةً مثل التضامن والولاء والكرم. كذلك، فعندما تنهار العلاقة بين الصديقين بعد التعرّض لخيانة ما، كثيراً ما يتبع ذلك فقدان الثقة في العلاقات أو الاستياء تجاه الآخرين عموماً. إنه نوع من الاكتئاب الوجودي الذي يخلق فجوةً بين المرء والعالم.

4. فقدان علاقة أسريّة

الصداقات القوية عادةً ما تكون مثل الرابط العائليّ. وكأنها علاقة مهمة مع أحد أفراد عائلتنا. فيمكن أن تكون لدينا علاقات وطيدة داخل العائلة مع شقيق أو شقيقة على سبيل المثال؛ ولكن ليس حصرياً. كلما كانت علاقة الصداقة شبيهةً بنمط العلاقة الأسرية، زاد التشبث بها بوعي أو بغير وعي سواء كان هذا أمراً إيجابياً أو سلبيّاً. هذا هو السبب في أن الانفصال عن الصديق يكون مؤلماً، حتى لو كان تحرراً من علاقةٍ سامة.

5. ضياع ركن وجوديّ

لطالما كان الصديق متواجداً بجانبنا عند إشراقة الشمس وقصف الرعد. إن الاستماع إليه وإلى نصائحه ودعمه المتواصل قيم مؤكّدةً، لا نستطيع أبداً التخيل أنها قد تخذلنا يوماً ما. إنها إحدى ركائز وجودنا في عالم لم تعد فيه العلاقات المهنية والرومانسية مستدامةً. من ناحية أخرى؛ تُعتبر علاقة الصداقة بمثابة نقطة ارتكاز ومَعلم ثابت. وهذا ما يفسر الشعور بالخيانة والتخلي والضياع عند انهيار الصداقات، ناهيك عن المعاناة التي يولدها هذا الشعور.

المحتوى محمي