هل تريد زيادة ثقتك في نفسك؟ توقف عن قول آسف كثيراً!

1 دقيقة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

كثرة الاعتذار ليست دليلاً على اللطف كما يظن البعض، بل قد تكون علامة على ضعف الثقة بالنفس ومحاولة مستمرة لإرضاء الآخرين بأي ثمن. فالشخص الذي يعتذر كثيراً يفقد هيبته تدريجياً ويشعر بالعجز أمام المواقف التي تتطلب حسماً، ما يجعله يعيش في دوامة من جلد الذات وتضخيم أخطائه. وح…

يشير المختص النفسي سلطان العصيمي إلى أن الاعتذار عند الخطأ مؤشر إيجابي في العلاقات ودلالة على ثقة الفرد بنفسه، وتقبله لمفهوم الخطأ سواء لديه أم لدى الآخرين، لكن هذا الحديث يتعلق بالاعتذار ضمن حدوده الصحية المعتدلة، والتي إن تجاوزها وأصبح الاعتذار نغمة ثابتة في المواقف جميعها سواء تلك التي أخطأنا فيها أم التي لم نخطئ فيها فإنه في هذه الحالة يصبح مشكلة حقيقية، لأنه بمرور الوقت تصبح كلمة "آسف" بمثابة عامل يضعف ثقتنا بأنفسنا ويشعرنا بأن وجودنا عبء، فكيف نفهم هذه المشكلة ونعالجها؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا.

متى يتحول الاعتذار من ذوق إلى ضعف؟

قد يتبادر إلى ذهنك التساؤل حول التأثير الذي يمكن أن تحدثه كثرة الاعتذار في ثقتك بنفسك خصوصاً واتزانك النفسي عموماً، وهو ما يمكن التعرف إليه بالكشف عن جذور هذا السلوك؛ فالشخص الذي يكثر من قول كلمة "آسف" غالباً ما يهتم اهتماماً مفرطاً بنظرة الآخرين إليه ويحاول في سبيل تحسين صورته أمامهم أن يتجنب خلافاته معهم مهما كان ذلك مكلفاً له، لتكون النتيجة أنه يظهر في وضع لا يعطيه قيمته الحقيقية، كما يفقد شعوره بالسيطرة في المواقف التي تحتاج إلى حسم ووضوح.

من ناحية أخرى فهو يلزم نفسه بمعايير مرتفعة للغاية، لذا تكون النتيجة التلقائية أنه يفشل في الوصول إليها، ومن ثم يضطر إلى الاعتذار حتى لو لم يكن هناك أي خطأ صدر منه، كل ما في الأمر أنه رفع سقف توقعات من حوله منه، ومن هنا يتسرب إلى داخله شعور بأنه فاشل وعاجز عن تحقيق أي شيء، بل قد يمتد تأثير هذا السلوك إلى ما هو أبعد من ذلك بتحمله مسؤولية أخطاء الآخرين في بعض المواقف.

وترتبط كثرة الاعتذار في أحيان كثيرة بمعتقد خفي في النفس بأن الشخص لا يستحق الحب أو الدعم، ويرتبط هذا البعد بتبرير الشخص وجوده في مواقف طبيعية للغاية، وشعوره بأنه ثقيل على من حوله على الرغم من أنه في معظم المواقف لا يكون كذلك.

المفاجأة هي أن كثرة الاعتذار، على العكس، لا تؤدي إلى تعزيز علاقته بمن حوله، فهي تحدث نتيجة عكسية تظهر في ضعف تواصله بهم نتيجة عدم وضوح مواقفه معهم، إلى جانب أنه عندما يقلل قيمته بالتبعية سيعامله الآخرون بدونية، وهنا يعاني الفرد العيش بشخصية مهتزة توجهها رغبات الآخرين ومحاولات إرضائهم.

اقرأ أيضاً: هل تغير كثرة الاعتذارات نظرة الآخرين إلينا؟

كيف تعتذر بوعي دون أن تهتز صورتك أمام الآخرين؟

عرفنا فيما سبق أن كثرة الاعتذار قد تفقدك ثقتك بنفسك، لذا حان الوقت لنقدم لك إرشادات ستجعلك تمسك بالعصا من المنتصف تماماً، وتعتذر بفعالية في المواقف الصحيحة:

  1. دون اعتذاراتك: يشمل ذلك كتابة ملاحظات تتضمن متى ولماذا تعتذر، حتى تتمكن من العثور على الجذور الحقيقية لإفراطك في الاعتذار ثم تعمل على معالجتها، وقد تساعدك الاستعانة بمعالج نفسي على ذلك.
  2. استخدم كلمات بديلة لكلمة "آسف": بدلاً من قولك "آسف لإزعاجك"، يمكنك القول: "من فضلك هل لديك دقيقة لنتحدث سوياً؟"، أو بدلاً من قولك: "آسف لن أستطيع مساعدتك"، جرب القول: "للأسف لا تتوافر لدي حالياً إمكانية مساعدتك".
  3. قدر نفسك وأنزلها منزلتها: تنبع كثرة الاعتذار في بعض الحالات من أن علاقة الشخص بذاته مضطربة، لذا يعد العمل على إصلاح تلك العلاقة خطوة أساسية لمعالجة المشكلة، وذلك بمنح نفسك الاهتمام والعناية التي تستحقها.
  4. اعرف متى تعتذر: يمكن القول إن معرفتك متى تعتذر أهم من معرفتك كيف تعتذر، لذا إن كان من الواضح أنك قد تسببت في مشاعر سلبية لشخص آخر سيكون من الجيد أن تعتذر إليه وتوضح موقفك، وحتى تميز هذا الموقف ضع نفسك مكانه وأجب عن السؤال التالي: ماذا لو كان حصل معي ما حصل معه هل سأكون منزعجاً؟ بعد الإجابة ستتمكن من تحديد موقفك بوضوح.
  5. كن واعياً بمن يبتزك: يدفعك بعض الأشخاص أحياناً إلى الاعتذار في محاولة لزعزعة صورتك في أعينهم واستغلالك لاحقاً، لذا في حال شعرت أن الطرف الآخر يبالغ في تقدير الموقف فيمكنك أن تنبه إلى ذلك بوضوح، وتقدم اعتذاراً على قدر ما حدث بالفعل.
  6. تحمل المسؤولية عن أخطائك: هذا العنصر من أهم العناصر التي قد تفقد اعتذارك قيمته، فقولك آسف أمر جيد لكنه لا يحدث فرقاً حقيقياً إلا بعد تحملك مسؤولية ما حدث، على سبيل المثال إذا قلت كلمة جارحة لشخص ما فالأفضل، عندما تعتذر له، أن توضح له أنك لم تحسب جيداً وقع تلك الكلمة على نفسه، وتؤكد معرفتك بما أحدثه ذلك من ضرر تعتذر عنه.
  7. بادر بإصلاح الأضرار التي نتجت عن خطئك: يمكن إظهار مبادرتك لإصلاح شيئاً كسرته، أو تقديم وعد بالانتباه لتأثير كلماتك مستقبلاً، المهم ألا تقدم اعتذاراً ليس له وقع حقيقي على أرض الواقع.

اقرأ أيضاً: لماذا يكون الأفضل أحياناً ألا ننتظر اعتذارات من آذونا؟ وكيف نتأقلم مع ذلك؟

المحتوى محمي