"لم يطلب أحد نصيحتك"، جملة كثيراً ما سمعتها في سياق نقاشات حادة بين طرفين نتيجة إسداء أحدهما النصيحة للطرف الآخر بأسلوب غير لائق، وقد يحدث ذلك أحياناً بحسن نية، وفي الأحيان الأخرى بسوء نية وذلك ما يعقد الموقف ويزيد ارتباكه. لذلك في حال شعورك بالانزعاج نتيجة أن شخصاً ما قدم إليك نصيحة غير مرغوب فيها، فهناك العديد من الردود اللبقة التي توصل له من خلالها أنك لا ترغب في تلقي تلك النصيحة دون أن تجرحه أو تستفزه، وفي هذا المقال سنتعرف إلى أهمها.
محتويات المقال
1. "شكراً على اهتمامك، سأفكر في الأمر"
يمكنك هذا الرد من تقدير مبادرة الشخص الآخر للنصح، وفي الوقت نفسه يعفيك من التقيد بتطبيق نصيحته. ومن ناحية أخرى، أنت تظهر رغبتك في الحفاظ على الود القائم بينكما مع وضع الحدود الشخصية التي تضمن لك سلامك النفسي.
وهذا الرد سيكون من المناسب استخدامه على نطاق واسع من المجالات؛ مثلاً في الحياة المهنية عندما يبدي زميل عمل رأيه في طريقة إدارتك لمشروع ما، أو في الحياة الاجتماعية حين يتدخل قريب في حياتك الشخصية.
2. "هذا رأي مفيد، لكنني أفضل التعامل بهذه الطريقة"
يختلف هذا الرد عن الرد السابق في إنك تبدي إعجابك بالنصيحة وتؤكد جدواها، لكن في الوقت نفسه تفسح المجال لاستقلالية شخصيتك برؤيتك أن من الأفضل لك التصرف بطريقة أخرى، والرد بهذه الطريقة يكون مثالياً في حال كان الشخص الذي شاركك النصيحة كبيراً في السن، ويمكنك أيضاً أن تشرح له أسباب وجهة نظرك بحيث يكون هناك تبادل مثمر للآراء.
3. "أقدر اهتمامك، لكن لدي بالفعل خطة أخرى"
ستكون بذلك قد أغلقت حلقة النقاش بكل احترام ونقلت إلى الطرف الآخر أنك تسيطر على مجريات الأمور، لذا تقل احتمالية تكراره لتقديم مثل هذه النوعية من النصائح، ويمكنك اللجوء إلى هذه الطريقة في الرد على زميل عمل يضغط عليك باستمرار لتطبق طريقته في إنجاز المهام، أو مع أحد أفراد الأسرة الذي لا يثق بك في اتخاذ قراراتك، ويعد هذا الرد أكثر حسماً من الرد السابق لأنك تصرح بوجود مسار عملي لديك ولست بحاجة إلى النصيحة.
اقرأ أيضاً: 3 تحديات نفسية في الشركات العائلية العربية مع حلول عملية
4. "أقدر نصيحتك، لكنني حالياً أبحث عن الدعم أكثر من تقديم الحلول"
يسلط الرد بهذه الصياغة الضوء على احتياجاتك ويعطي انطباعاً عن أن لديك وعياً ذاتياً بما تحتاج إليه فعلاً، وترسل رسالة ضمنية للطرف الآخر مفادها أنه إذا كانت نيتك حسنة فهناك مسار آخر يمكنك السير فيه معي.
ويجدي هذا الأسلوب نفعاً في المواقف الشخصية مع الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة الذين يمكنهم تقديم التعاطف والإنصات إليك باهتمام؛ فالدعم العاطفي في المواقف الصعبة يسهم في الحد من توترنا في حين أن النصائح ضمن مثل هذه المواقف قد لا تكون مؤثرة بدرجة كبيرة.
5. "أتفهم وجهة نظرك، وإذا احتجت إلى مزيد من التوجيه سأتواصل معك"
هنا أنت تثني على جهد مقدم النصيحة لكنك تضع حدوداً واضحة بينك وبينه، وتترك المجال مفتوحاً لطلب المشورة لكن وفق شروطك، وتفيد هذه الطريقة عندما تحتاج إلى إنهاء محادثة بحسم، أو أن يكون أسلوب النصيحة فيه تجاوز مثل قول الطرف الآخر: يجب عليك أن تفعل كذا، لكن احرص عندما ترد بهذه الصياغة على أن تكون نبرتك هادئة وثابتة وتعكس الاحترام وليس التهكم.
أخيراً، لا يعني استخدامك للردود السابقة أنك ستكون في مأمن من تكرار تعرضك لتلقي نصائح غير مرغوب فيها، لكن النقطة الفارقة هي في كيفية تعاملك معها، فوفقاً لاستشاري الطب النفسي محمد اليوسف عليك ألا تكون لطيفاً أكثر من اللازم؛ لأن المحيطين بك سرعان ما سيلاحظون أنك تحرص على عدم إغضابهم، ولا تستطيع أن تقول لهم "لا" أو أن تدافع عن حقك وصحة موقفك خوفاً على مشاعرهم، ما يجعلهم يستسهلون استغلالك والتلاعب بك وتحميلك فوق ما تطيق.
اقرأ أيضاً: كن لطيفاً دون أن تفقد سلطتك: كيف تحقق هذه المعادلة؟