فور استيقاظي من نومي اليوم، طلب مني ابني الأصغر أن نلعب معاً، كان الوقت باكراً لذلك قررت أن ألعب معه قبل أن أنخرط في مهام عملي اليومية، والحقيقة أن الوقت الذي قضيته في اللعب صباحاً حسن حالتي المزاجية، وأضفى على البيت جواً من المرح، ولأن عالم اليوم يتسم بتسارع وتيرة العمل وما يصاحب ذلك من ضغط نفسي وإرهاق واحتراق وظيفي، ربما تبرز الحاجة إلى وسائل مبتكرة من أجل تعزيز الصحة النفسية للموظفين، على سبيل المثال يمكنك الاستعانة بالألعاب في بيئة العمل وذلك من أجل تحويلها من مكان مجهد إلى بيئة داعمة للنمو والصحة النفسية والمرح، فما هي طرق دمج الألعاب في بيئة العمل لإعادة شحن طاقة أعضاء الفريق وتقوية الروابط بينهم؟ الإجابة عبر هذا المقال.
محتويات المقال
ما هو دور الألعاب في تحسين الصحة النفسية داخل بيئة العمل؟
ينجز معظم الموظفين مهام متشابهة تقريباً كل يوم، وفي بعض الأحيان قد تكون هناك أيام ضاغطة يتضمن جدول الأعمال فيها الكثير من مهام العمل الصعبة، لذلك فإن دمج الألعاب في المكتب يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً ويساعد الموظفين على تحقيق نتائج أفضل، ويحسن صحتهم النفسية، وذلك عن طريق:
1. رفع الروح المعنوية داخل الفريق
تعزز المشاركة في الأنشطة والألعاب الترفيهية روح الزمالة بين الموظفين، كما يساعد التعاون في بيئة مريحة ومرحة على بناء علاقات قوية، ويحسن التواصل، ويشجع العمل الجماعي؛ فعندما يترابط الموظفون من خلال الألعاب المشتركة، يهيئ ذلك بيئة عمل أكثر دعماً وتماسكاً، ما يعزز الروح المعنوية ويحسن الحالة النفسية للموظفين.
2. زيادة الرضا الوظيفي
يشعر الموظفون في أماكن العمل الممتعة بتقدير أكبر، ما يؤدي إلى زيادة رضاهم الوظيفي، ويمكن القول إن الموظف حين يحس بالرضا الوظيفي سيكون قادراً على الإبداع وستزداد ثقته في نفسه وفي أدائه المهني، ما يحسن بالتبعية حالته النفسية والمزاجية.
اقرأ أيضاً: 5 أسباب للضحك في مكان العمل
3. تعزيز الحالة المزاجية
الاستعانة بالألعاب في مكان العمل تعزز إطلاق الدماغ للدوبامين، ما يحفز الموظفين على مواصلة العمل بكفاءة وفعالية بعد اللعب، كما أن الانخراط في الألعاب الجماعية يشتت الانتباه عن الأفكار السلبية، ما يسمح للموظفين بتجديد طاقتهم ونشاطهم والتركيز على الجوانب الإيجابية في العمل، والإحساس بالمرح، وفي هذا السياق، يؤكد استشاري الإرشاد النفسي، محمد فهد القحطاني، أنك كلما كنت أكثر مرحاً، أصبحت الحياة أخف وأسهل، وذلك لأن المرح يقلل التوتر، ويمنحك طاقة تتجاوز بها الضغوط النفسية.
4. تقليل حدة القلق والتوتر
تتراكم ضغوط يوم العمل مع مرور الوقت، وإذا لم تعالجها، فأنت تخاطر بالغرق في حالة من الإرهاق النفسي والاحتراق الوظيفي والمعاناة من الاكتئاب، وهذا أمر سيئ لك وللفريق بأكمله بسبب انخفاض الإنتاجية، وغياب الإبداع وقلة النمو والتطور، ولهذا يمكنك المساعدة على تخفيف آثار ضغوط العمل من خلال الانخراط في الألعاب الجماعية مع الفريق داخل المكتب.
5. تعزيز بناء المهارات
يعد تعزيز بناء المهارات من خلال اللعب استراتيجية فعالة من أجل تحسين الصحة النفسية والرفاهية في مكان العمل. على سبيل المثال، يمكن تحويل التدريب، الذي غالباً ما يكون جاداً وجافاً، إلى تجارب تفاعلية وممتعة، حيث إن بعض الألعاب الجماعية يمكن أن تجعل التدريب تفاعلياً ومن ثم يحس الموظفون بالمتعة ويقدرون قيمة المشاركة.
6. زيادة مستوى الإبداع والابتكار
تشجع الأنشطة والألعاب الترفيهية التفكير الإبداعي وحل المشكلات؛ فعندما يشارك الموظفون في ألعاب تحفزهم على التفكير خارج الصندوق أو ابتكار حلول مختلفة، فإن ذلك يحفز إبداعهم ويلهمهم من أجل إنتاج أفكار جديدة، ويمكن تطبيق تلك الحلول الإبداعية على تحديات العمل، ما يؤدي إلى خلق مساحة أكثر كفاءة وفعالية.
اقرأ أيضاً: الغناء في العمل: أداة غير متوقعة لتقوية الروابط بين الموظفين
كيف تستعين بالألعاب لتعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل؟
في عالم العمل الجاد، غالباً ما ينظر إلى الألعاب والمتعة والمرح على أنها أمور غير مهمة أو حتى غير منتجة أو فعالة، لكن الحقيقة أن مكان العمل المليء باللعب والمرح يفيد كلاً من الموظفين والمؤسسات؛ فعندما يستمتع الموظفون في العمل، يكونون أكثر إبداعاً وإنتاجية، وإليك كيفية الاستعانة بالألعاب في بيئة العمل لتعزيز الصحة النفسية:
1. اصنع مساحة آمنة للألعاب والمرح في المكتب
تتيح غرفة الألعاب داخل المكتب للموظفين مساحة لتخفيف التوتر والمشاركة في الأنشطة التي يستمتعون بها. يمكنك، على سبيل المثال، تحويل مكتب أو خزانة أدوات غير مستخدمة إلى طاولات من أجل لعب تنس الطاولة، يمكنك أيضاً توفير ألعاب ورقية، مثل الكوتشينة، إلى جانب بعض الألعاب اللوحية ليقضي الموظفون وقتاً ممتعاً في أثناء استراحة الغداء، مع تجربة تنظيم بطولات ألعاب تمنح فيها جوائز للفرق الفائزة.
2. شكل فرقاً تنافسية بين الموظفين
الرياضات المنظمة في المكتب قد تطلق منافسات ودية تحفز الموظفين على المشاركة، لذا فكر في تنظيم الفرق حسب الأقسام أو وفقاً للمستويات الوظيفية، كالمدراء مقابل الموظفين، ويمكنك إدخال أنشطة متنوعة مثل الشطرنج أو السودوكو أو حتى الكلمات المتقاطعة، كما توجد لعبة جماعية أحبها كثيراً وعادة ما ألعبها بصحبة أصدقائي وهي لعبة حقيقتان وكذبة، وبموجب هذه اللعبة يذكر كل موظف حقيقتين عن نفسه وكذبة ثم يطلب من المشاركين أن يكتشفوا الحقيقة من الكذب، ويمكن القول إن هذه اللعبة تعزز التواصل الجيد بين الزملاء وتجعلهم يتعرفون بعضهم إلى بعض بصورة أعمق.
3. شجع ممارسة الألعاب والتمارين الجماعية
تعد التمارين الجماعية وسيلة ممتازة لتعزيز الصحة البدنية والنفسية في مكان العمل، وهذا قد يدفعك إلى تنظيم جلسة تمارين جماعية، مثل حصص اليوغا أو جلسات التأمل، إذ توفر التمارين الجماعية شعوراً بالانتماء والدعم، كما يمكن أن تكون وسيلة رائعة لكسر روتين العمل ومساعدة الموظفين على استعادة نشاطهم وتركيزهم، ومن الأفكار المفيدة كذلك تنظيم جلسة يقظة ذهنية ممتعة للموظفين في أثناء استراحة الغذاء.
اقرأ أيضاً: الصحة النفسية للموظفين في خطر! كيف تنقذ نفسك؟
4. ادمج أنشطة الصحة النفسية في روتين اللعب
حاول قدر المستطاع دمج ممارسات الصحة النفسية وأنشطتها في الروتين اليومي للموظفين؛ على سبيل المثال، صمم لوحة كبيرة في مكاتب العمل، واطلب من الموظفين كتابة 3 أشياء يشعرون تجاهها بالامتنان كل يوم، وقتها سوف تساعدهم في التركيز على الجوانب الإيجابية، يمكنك أيضاً إحضار كتب للتلوين في المكتب، لتشجيع الموظفين على أخذ استراحة والتلوين خلال اليوم من أجل تخفيف التوتر، ثم اطلب منهم إكمال الأنشطة طوال الشهر ومشاركة تقدمهم مع زملائهم، مع مرور الوقت ستؤدي هذه الأنشطة إلى شعورهم بالانتماء والمسؤولية، مع تعزيز ممارسات الصحة النفسية الإيجابية.
 
                