ماذا لو كان عدم فعل أي شيء أمراً مفيداً لك؟ هذا ما يقوله لنا مفهوم "نيكسِن" (Niksen) الذي يأتينا من هولندا، وهو مصطلح يعني ببساطة "لا شيء".
مراقبة المارة من الشرفة، أو تأمل الأمواج أو النظر إلى السماء، أو مراقبة الحيوانات، كلها أفعال لا نبذل فيها أي جهد.
وفقاً لطريقة "نيكسِن"، فإن لإيماءات الحياة الصغيرة هذه فوائد عدة على صحتنا النفسية. إن مفهوم "فن العيش" هذا، الذي نشأ في هولندا، بسيط للغاية، فالشيء الوحيد الذي عليك فعله هو ألا تفعل شيئاً.
فبعد ظهور طريقة "هيغي" في الدنمارك؛ والتي تدعوك لارتداء "الجوارب الكبيرة" وقضاء الوقت في المنزل أمام المدفأة، ثم طريقة "لاغوم" في السويد التي تشير إلى البساطة والاعتدال في الاستهلاك؛ تأتي طريقة نيكسِن لتؤكد على نهج الاسترخاء؛ بل وتذهب أبعد من ذلك.
يتمحور "فن العيش" هذا حول عدم القيام بأي شيء، دون الشعور بالذنب حيال ذلك. ويتميز الهولنديون الذين يسعون باستمرار إلى تحسين رفاهيتهم والحد من الضغوط اليومية، بممارسة هذا النهج.
يهدف شعارهم الجديد هذا إلى الانفصال عن المهام اليومية، والابتعاد عن الشاشات. وينضوي مفهوم "نيكسِن" تحت مفهوم أعم وأشمل هو أسلوب "الحياة البطيئة"، أما الهدف منه فهو تحقيق حالة من الهدوء النفسي والطمأنينة.
عدم فعل شيء دون الشعور بالذنب
تمارَس طريقة "نيكسِن" لمدة 10 إلى 15 دقيقة فقط في اليوم. خلال هذا الوقت؛ من الضروري خلق حالة فراغ مطلق في الذهن، مع المواظبة على هذه الممارسة إذا كنت ترغب في رؤية آثار ملموسة لها.
تتيح هذه الطريقة لذهنك أن يأخذ قسطاً من الراحة بعيداً عن المشكلات، وضغوط الحياة اليومية؛ قبل أن يستأنف نشاطه بحيوية مجدداً. لا تؤدي ممارسة طريقة نيكسِن إلى الشعور بالذنب؛ إذ إن الاستراحة لبضع دقائق في اليوم لن تؤثر في سير حياتك اليومية التي يمكن أن تكون مزدحمةً بالمشاغل. فعلى العكس من ذلك؛ تتيح لك هذه الفترة الزمنية إعادة شحن طاقتك لمواصلة يومك بصورة أفضل من الأمس، وسيساعدك هذا المفهوم الجديد على تعزيز إبداعك وزيادة إنتاجيتك على المدى الطويل.
يمكننا الآن استيعاب فن العيش في لحظات من الكسل، -الذي غالباً ما يُنظر إليه كصفة سلبية- ولا شك أنك من الآن فصاعداً ستنظر إلى لحظات الخمول هذه بطريقة مختلفة تماماً.