حتى في أسوأ أيامك: 5 خطوات تستعيد بها اتزانك النفسي

8 دقائق
الراحة النفسية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

هل تشعر أحياناً بأن الحياة باتت مجرد سباق محموم؟ استيقاظ، ثم عمل، فمهام لا تنتهي، وقائمة طويلة من التزامات لا نهاية لها. وفي خضم هذا الدوران المستمر، قد تعتقد أن الراحة النفسية حكر على حمام الفقاعات، أو الاسترخاء في سريرك بينما تمرر إلى ما لا نهاية على هاتفك الذكي، فتراها حلماً بعيد المنال لا يتحقق إلا في عطلة نهاية الأسبوع أو إجازة نادرة، لكنها في الواقع أكثر من ذلك، إنها شعور بالأمان والسلام والقبول في داخلك، بغض النظر عن الظروف الخارجية.

فماذا لو كان بإمكانك صنع واحات صغيرة من الهدوء والسكينة داخل روتينك اليومي المزدحم؟ في الواقع إن تحقيق ذلك ليس ممكناً فحسب، بل ضرورياً أيضاً للبقاء بصحة جيدة، ومواجهة تحديات الحياة بكفاءة أكبر. إليك خطوات صنع مساحة نفسية للراحة في روتينك اليومي:

1. اعتمد روتيناً يومياً ثابتاً

من أولى الخطوات وأهمها لخلق مساحة من الراحة النفسية هي تنظيم يومك ضمن روتين ثابت، وبما يوفر لك القدرة على التنبؤ والتحكم في تقلبات الحياة، إذ يرى المعالج النفسي أسامة الجامع أن وجود روتين يومي في حياة الإنسان يعد من عوامل الاستقرار النفسي، لأن غياب النمط والروتين من الممكن أن يؤثر في مزاج الإنسان سلباً، مثل النوم والاستيقاظ في أوقات مختلفة، والنوم في أماكن مختلفة. على سبيل المثال، إن معرفة أنك ستتناول الغداء الساعة الثانية ظهراً أو ستخلد إلى النوم الساعة العاشرة مساء، يمنحك شعوراً بالاستقرار والثبات، وهو شعور مريح للغاية في الأوقات العصيبة.

لذا ابدأ يومك واختتمه بوعي؛ من طقوس الصباح، التي غالباً ما تحدد مسار يومك، فبدلاً من التحقق من هاتفك فور الاستيقاظ، جرب قضاء بضع دقائق في التأمل الهادئ أو كتابة يومياتك أو تمارين التمدد، أيضاً اعتن بروتين المساء الذي يوفر لجسمك وذهنك إشارات بضرورة الاسترخاء، عن طريق دمج أنشطة فيه مثل الحمام الدافئ أو القراءة أو كتابة المذكرات، والأهم من ذلك عليك الحد من وقت الشاشة في فترة ما قبل النوم للحصول على نوم عميق وهادئ.

عموماً، حاول التخطيط المسبق لمهامك؛ من تحضير الملابس ووجبة الغداء، إلى تجهيز مستلزمات العمل. يمكن لمثل هذه التفاصيل البسيطة أن تخفف ضغط المهام والتوتر الذي تسببه، وتسهل التعامل مع الظروف الطارئة وغير المتوقعة. ولا تنس أن تخصص وقتاً في جدولك للأنشطة التي تشعرك بالراحة والمتعة، حتى لو كانت 15 دقيقة فقط، وتعامل معها مثل أي مهمة أخرى لا غنى عنها، وبذلك تصبح العناية الذاتية أكثر من مجرد فكرة ثانوية.

2. نظم بيئتك المادية: ملاذك الآمن حيثما كنت

للبيئة المحيطة بك تأثير عميق في حالتك النفسية، ففي دراسة نشرتها مجلة علم النفس البيئي، تزيد المساحة الفوضوية والمزدحمة اضطرابك الداخلي، بينما تعزز البيئة المرتبة بعناية الهدوء والوضوح، لذا حتى التغييرات البسيطة يمكن أن تحدث فرقاً، مثل:

  • اصنع مساحة خضراء: أضف نباتات منزلية صغيرة أو مزهرية من الزهور، واسمح للضوء الطبيعي بالدخول إلى مساحتك الشخصية، حيث يمكن للنباتات والمناظر الطبيعية أن تخفف التوتر وتحسن المزاج.
  • خصص منطقة راحة: أنشئ ركناً مخصصاً للاسترخاء، سواء للقراءة أو التأمل. كما يمكنك إضافة لمسة شخصية إليه بأن تضع فيه مقتنيات ذات معنى خاص أو تجلب لك السعادة، مثل الصور والأعمال الفنية، أو أي مقتنيات تفضلها، مع استثناء المشتتات البصرية بالنسبة لك.
  • استخدم الألوان الهادئة والمريحة في ركن الراحة الخاص بك، مثل الأزرق والأخضر والألوان الترابية، وتجنب الألوان التي تحفز بصرك.
  • تخلص من الفوضى: غالباً ما تعكس المساحة الفوضوية عقلاً مشوشاً، حتى في المساحات الصغيرة، مثل مكتبك أو سريرك، لذا فإن الحفاظ على ترتيبها ينتج عنه الشعور بالنظام والهدوء.
  • عزز حاسة سمعك: أنشئ قائمة تستمع إليها من أصوات الطبيعة المريحة، أو الموسيقى الهادئة، وفي حال وجود ضوضاء خارجية، استخدم سماعات رأس عازلة للضوضاء.
  • الرائحة: استخدم معطرات الجو بزيوت عطرية مهدئة مثل اللافندر أو البابونج.

3. قلل مصادر التشتيت الرقمية

يمكن أن يضعف الاتصال المستمر بالعالم الرقمي شعورك بالراحة ويزيد التوتر، لذا ينبغي الحد من التكنولوجيا، بما فيها من الأخبار ومحتوى وسائل التواصل الاجتماعي وأي محتوى يجعلك تشعر بالقلق أو الغضب أو عدم الكفاءة، لذا للحفاظ على بيئة هادئة، جرب الآتي:

  • خصص مناطق خالية من التكنولوجيا، من شاشات وأجهزة، مثل غرفة النوم أو أماكن خاصة للاسترخاء.
  • حدد أوقاتاً للابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية والوجود في أجواء هادئة، سواء كان ذلك في أثناء الوجبات أو قبل النوم أو في أثناء ممارسة الهوايات.

4. اهتم بحياتك الاجتماعية

التواصل الإنساني هو حجر الزاوية في السلامة النفسية، إذ إن إحاطة نفسك بأشخاص داعمين وتنمية علاقات اجتماعية إيجابية يمكن أن يوفر لك حاجزاً يحميك من ضغوط الحياة اليومية، ويعزز شعورك بالانتماء. ومن ذلك إرسال رسالة سريعة إلى صديق أو تناول وجبة مع العائلة. وفي ذات الحين، حافظ على مساحة راحتك بالحد من التفاعلات التي ترهقك أو تسبب لك الضيق.

5. مارس أنشطة الرعاية الذاتية

لست بحاجة لجلسة تأمل مدتها ساعة لتجد الهدوء والراحة النفسية، فيمكن لدمج بعض الممارسات الصغيرة في يومك أن يخلق لك مساحات من الراحة النفسية والصفاء الذهني، مثل:

  • اليقظة الذهنية: بضع دقائق من التنفس العميق، أو التخيل الموجه، أو التأمل يمكن أن تساعدك على إعادة اتزانك النفسي.
  • خذ فترات راحة منتظمة: خصص فاصلاً لاستعادة نشاطك وراحتك بين المهام بعيداً عن الشاشات. على سبيل المثال؛ تمدد، أو تمش في الهواء الطلق، أو استمع إلى موسيقى هادئة، أو حتى جرب أن تنظر إلى الخارج من النافذة.
  • مارس التأمل وعبر عن امتنانك: تدوين يومياتك والأشياء التي تشعر بالامتنان لها، يمكن أن يحول تركيزك من التوتر إلى التقدير، ما يبني المرونة العاطفية.
  • مارس التعاطف مع الذات: عامل نفسك باللطف والتفهم نفسيهما اللذين تقدمهما لصديق عزيز، فبدلاً من الحكم القاسي على نفسك عندما ترتكب خطأ أو تشعر بالنقص، امنحها التعاطف والرعاية.
  • استخدم التأكيدات الإيجابية الصادقة: استبدل بالتأكيدات العامة مثل "أنا رائع" تأكيدات تتوافق معك وتشعر بأنها قابلة للتحقيق حقاً، مثل "أنا أبذل قصارى جهدي في هذه اللحظة"، أو "أنا قادر على التعامل مع هذا مع بعض التنظيم".
  • راقب ما تأكله: تناول طعاماً صحياً، غنياً بالخضروات والفواكه، والبروتينات الخالية من الدهون مثل اللحوم الحمراء، والكربوهيدرات المعقدة مثل الأرز والبطاطا، ودهون أوميغا 3، وتجنب الإفراط في شرب القهوة أو تناول الحلويات.
  • خصص وقتاً لممارسة الرياضة: توصي جمعية القلب الأميركية البالغين بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً من تمارين الأيروبيك متوسطة ​​الشدة، أو 75 دقيقة أسبوعياً من التمارين الهوائية القوية.

المحتوى محمي