8 نصائح ستخلصك من التردد عند اتخاذ القرارات الصعبة

9 دقائق
قرارات مصيرية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

هل سبق أن وجدت نفسك عالقاً في دوامة من التفكير المفرط والتردد لاتخاذ قرار صعب؟ هل قضيت ساعات طويلة في التفكير بين خيارين ونتائج كل واحد منهما، أو ربما تجنبت عملية اتخاذ القرار برمتها خوفاً من الفشل في المستقبل؟ إذا حدث هذا معك من قبل، اطمئن أنت لست وحدك، يواجه الكثير من الأشخاص صعوبة في اتخاذ القرارات الصعبة، خاصة لو كانت تلك الخيارات مصيرية مثل المسار المهني أو اختيار تخصص الجامعة المناسب، أو التفكير في الزواج وتأسيس عائلة، وحتى تتجاوز التردد في أثناء اتخاذ تلك الخيارات الصعبة، تابع قراءة المقال.

لماذا يتردد بعض الأشخاص في اتخاذ القرارات الصعبة؟

التردد هو مواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات، وقد يظهر في مجالات مختلفة من الحياة، مثل المواقف المهنية، والعلاقات، أو حتى المواقف اليومية البسيطة، وغالباً ما يتردد الأشخاص في أثناء اتخاذ القرارات الصعبة للأسباب التالية: 

التنشئة الاجتماعية الخاطئة

تشرح الطبيبة النفسية، كارلا ماري مانلي، أن الأشخاص الذين تربوا في بيئة تكره ارتكاب الأخطاء سيواجهون صعوبة بالغة في اتخاذ قراراتهم المصيرية والصعبة خوفاً من الفشل، وذلك على عكس الأفراد الذين نشؤوا في بيئة تنظر إلى الأخطاء بصفتها فرصة للتعلم والنمو، هؤلاء سوف يتخذون قراراتهم بطريقة أسهل، وتوضح مانلي أن التردد يمكن أن يكون استراتيجية تكيف غير واعية خاصة حين ترتبط عملية اتخاذ القرارات بالقلق والخوف والتوتر.

فائض المعلومات 

يعد امتلاك المعلومات مفيداً لعملية اتخاذ القرار، ولكن هل تعلم أن كثرة المعلومات قد تُرهقك؟ وذلك وفقاً لنظرية "الأكثر هو أقل" التي ترتكز على فكرة أن كثرة الخيارات أو المعلومات التي يصعب عليك استيعابها، سوف تؤدي إلى إصابتك بالإرهاق وتجعلك عاجزاً عن الاختيار، ما يدفعك إلى التردد. على سبيل المثال، تخيل لو كانت أمامك قائمة طويلة من التخصصات الجامعية، وأنت قررت أن تبحث عنها جميعاً، وقتها لن تستطيع تحديد أيها تختار. 

السعي إلى الكمالية 

توضح المختصة النفسية، هالي بيرلس، أن الشخص الذي يسعى إلى الكمالية، سوف يجد نفسه عاجزاً عن اتخاذ القرارات الصعبة، وذلك لأنه لا يسمح لنفسه بالخطأ، وتنقسم قرارات حياته بأكملها إلى شقين؛ إما صحيحة وإما خاطئة، وهذا يؤدي إلى تردد مستمر أمام محاولة اكتشاف القرار الصحيح، وتضيف بيرلس أن الكمالية غالباً ما تؤدي إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب والإرهاق.

اقرأ أيضاً: كيف يمكنك اتخاذ القرارات بثقة؟

الرغبة في إرضاء الآخرين 

تخيل أنك بصدد اتخاذ قرار صعب ومصيري، وفي الوقت نفسه تسعى دوماً إلى إرضاء الآخرين؛ في هذه الحالة، ستشعر بالتردد بسبب صراعك الداخلي بين رغبتك ورغبة الآخرين. ويمكن القول إن السعي الدائم إلى إرضاء الآخرين سوف يجعلك تفقد رؤيتك وأهدافك، ولهذا حتى لو فكرت أن تختار القرار الذي يرضيك لن تعرف من الأساس، لأنك فقدت التواصل مع نفسك لحساب الآخرين.

انعدام الثقة بالنفس 

في بعض الأوقات قد تكون على دراية بالقرار الصحيح، لكنك عاجز عن اتخاذه بسبب انعدام الثقة بالنفس والشك الذاتي، لهذا تلجأ في كل مرة تقف فيها أمام قرار صعب إلى التردد أو المماطلة.

التجارب السلبية السابقة 

إذا اتخذت قرارات صعبة في الماضي وباءت النتائج بالفشل، فقد تصبح أكثر تردداً، وذلك بسبب خوفك الشديد من تكرار أخطاء الماضي. على سبيل المثال، إذا تعرضت سابقاً لخسارة مالية في مجال الاستثمار، فقد تصبح متردداً بشأن خوض استثمارات جديدة خوفاً من تكرار أخطاء الماضي.

كيف تتخذ أصعب قراراتك بكل شجاعة؟

يتطلب اتخاذ القرارات الصعبة بعضاً من المخاطرة والتخلي عن السيطرة بسبب حالة عدم اليقين، وحتى تتجاوز حالة التردد في أثناء التفكير في قراراتك، جرب النصائح والتدريبات الآتية: 

اعرف أولوياتك 

لتجنب التردد والخوف من القرارات الصعبة، اعرف أولوياتك أولاً، خصص بعض الوقت للتفكير فيما يهمك في حياتك، ثم تأكد من أن خياراتك تعكس تلك الأولويات. على سبيل المثال، إذا كان النمو المهني من أولوياتك، فاختر قرارات تعطي الأولوية لفرص التقدم، أما إذا كان التوازن بين العمل والحياة الشخصية أهم في هذه المرحلة من حياتك، فاختر بدائل تتيح لك العمل بصورة أكثر مرونة.

توقف عن التفكير بطريقة الأبيض والأسود

ما رأيك لو حاولت التخلي عن ثنائية "صحيح وخاطئ" أو طريقة الأبيض والأسود، في أثناء التفكير بقراراتك الصعبة، وعوضاً عنها فكرت بالقرار الأفضل في ظل ظروفك الحالية، حيث إن التفكير الثنائي يجعلك تشعر بالرهبة والعجز خوفاً من العواقب السلبية فيما لو كان قرارك خاطئاً. وعلى الجانب الآخر، تأكد أن القرارات جميعها لها جانب إيجابي، لأنك حتى لو اتخذت قراراً ليس صائباً من وجهة نظرك فهذه سوف تكون فرصة جيدة للتعلم والنمو.

تدرب على تأمل التركيز الذهني 

يتضمن تأمل التركيز الذهني التركيز على فكرة أو سؤال محدد خاص بقرارك الصعب؛ اجلس بهدوء وفكر في قرارك، اسمح لنفسك باستكشاف أفكارك ومشاعرك حول القرار الذي عليك اتخاذه، دع عقلك يتجول بهدوء؛ هذا يمكن أن يساعدك على اكتشاف رؤى ووجهات نظر ربما لم تفكر فيها من قبل، ومن ثم قد يكشف لك عن حلول غير متوقعة، ما يوفر لك رؤية أوسع للقرار الذي ترغب في اختياره.

اقرأ أيضاً: لماذا نخاف من اتخاذ القرارات؟

تدرب على تقنيات إدارة التوتر

يؤدي الشعور بالتوتر إلى التردد لأنه يجعل التركيز على خياراتك ونتائج قراراتك المحتملة صعباً عليك، لهذا قبل التفكير في اتخاذ قرارك الصعب، تدرب على تقنيات إدارة التوتر؛ مثل ممارسة تمارين التنفس، أو تأمل اليقظة الذهنية؛ ابحث عن مكان هادئ، واجلس بصورة مريحة، وأغمض عينيك، ثم خذ أنفاساً عميقة، وانتبه لإحساس الهواء يدخل ويخرج من جسمك، وعندما يتشتت ذهنك، أعد تركيزك برفق إلى أنفاسك. هذا سيساعدك على البقاء حاضراً ويعزز وعيك، ما يسهل عليك التفكير بوضوح في قرارك.

اعمل على تعزيز ثقتك في نفسك 

إذا لم تكن واثقاً بنفسك، فقد تجد صعوبة في الشعور بالثقة في القرارات التي تتخذها، ولهذا طور ثقتك بنفسك. يمكنك إيجاد العديد من الأنشطة أو التقنيات لتعزيز ثقتك بنفسك، مثل تخصيص وقت لممارسة الرعاية الذاتية والتركيز على التأكيدات الإيجابية. على سبيل المثال، عندما تشعر بالشك حيال قرار ما، فكر في القرارات السابقة التي اتخذتها، والنتائج الإيجابية التي حققتها؛ عندما تقر بهذه النجاحات، ستصبح الثقة بنفسك أسهل، ومن ثم ستكون قادراً على اتخاذ قرارك الصعب.

فكر في قاعدة 80/20

ما رأيك لو غيرت قواعد اللعبة في أثناء عملية اتخاذ القرارات الصعبة؟ على سبيل المثال، فكر في قاعدة عامة تعرف باسم مبدأ 80/20؛ حيث ترتكز هذه الفكرة على أن نحو 80% من نتائجك المرجوة ستأتي من 20% فقط من جهودك أو خياراتك، لهذا بدلاً من البحث المستمر عن كل خيار ممكن، يجب أن تركز على تحديد الخيارات القليلة التي تتمتع بإمكانات أكبر بكثير من غيرها، وبعد ذلك رتبها حسب أولوياتها.

تخيل نفسك في المستقبل 

اسأل نفسك عن كل خيار: كيف تتخيل شعورك فور اختياره، ثم كيف تتخيل شعورك بعد خمس سنوات من الآن بعد اختياره، قد لا يكون هذا القرار جيداً في البداية، لكنك ستندم على عدم اتباعه في المستقبل، تخيل نفسك أيضاً في نهاية حياتك وأنت تنظر إلى هذا القرار، هل سيبدو تافهاً؟ هل ستشعر بالسعادة أم بالحزن لأنك اتبعته؟

اقرأ أيضاً: ما هو رهاب اتخاذ القرارات؟ وكيف تتخلص منه؟

تخل عن محاولة الاقتناع التام بأي قرار 

يؤكد المعالج النفسي، أسامة الجامع، أنه لا يوجد قرار مثالي، فكل قرار تتخذه له ثمن، وعدم اتخاذك للقرار له ثمن، وعليك البحث عن الأقل ثمناً؛ لذلك لا تفرط في التفكير بالعواقب، وفكر بوضع حلول عملية واقعية حتى لو دفعت ثمنها لاحقاً. وعلى الجانب الآخر، لا ترهق نفسك بالاقتناع التام بأي قرار، فثمة نسبة لا يستهان بها من حالة عدم اليقين عليك أن تتقبلها، لذلك بعد أن بذلت قصارى جهدك، واخترت بأقصى قدر ممكن من الحكمة والصواب، حان وقت الالتزام.

المحتوى محمي