6 قواعد لتفصل بين عملك وحياتك الشخصية قبل أن تدمرك الضغوط

3 دقيقة
الحياة المهنية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

هل سمعت من قبل عن رجل أفنى عمره في العمل حتى خسر حياته؟ من واقع النماذج المحيطة بي أستطيع أن أجيب بكل ثقة "نعم"، فقد رأيت العديد من الأشخاص الذين خسروا علاقاتهم الزوجية والأسرية بل وعلاقتهم بأنفسهم نتيجة إفراطهم في عملهم وعدم وضعهم حدوداً واضحة للفصل بين حياتهم المهنية والشخصية، فأحدهم يذهب إلى عمله في يوم الإجازة، والآخر يحمل معه جهاز الكمبيوتر المحمول حيثما ذهب، والنتيجة واحدة: إنهم يحصرون قيمتهم في عملهم؛ فيختل توازنهم النفسي عندما يضطرب عملهم، لذا قررت أن أقدم لهم هذا المقال الذي سأتحدث فيه عن ضرورة الفصل بين الحياة المهنية والشخصية، وكيفية تحقيق ذلك.

لماذا من المهم أن تفصل بين حياتك المهنية والشخصية؟

عندما تغيب الحدود الفاصلة بين الحياة المهنية والشخصية يقع الفرد في مأزق حقيقي، فهو لا يجد الوقت الكافي للقيام بالمهام المنزلية أو حل مشكلاته العائلية، ما يجعله يصطحب تلك المشكلات إلى العمل ومن ثم يصاب بضغط مضاعف نتيجة تراجع إنتاجيته لتأثره بتلك المشكلات، وبمرور الوقت يدخل في حلقة مفرغة تزداد سوءاً بمرور الوقت وتؤدي إلى إصابته بالقلق والتوتر والاكتئاب.

نقطة أخرى مهمة؛ هي أن الشخص الذي يصطحب عمله إلى المنزل غالباً ما تتراجع علاقته الزوجية والأسرية؛ فهو دون أن ينتبه يتحدث باستمرار في المنزل عما يحدث في عمله لا عن تلك النقاط المشتركة بينه وبين زوجته أو أبنائه أو والديه، مثل الأماكن التي يمكن الذهاب إليها للنزهة أو الأكلات المقترحة لطبخها على العشاء أو أفضل الأفلام الجديدة لمشاهدتها في المساء، وذلك يجعل العلاقات الدافئة تتحول إلى علاقات باردة باهتة تفقد بعدها المعنوي الحقيقي.

من ناحية أخرى فالشخص الذي لا يحظى بحياة اجتماعية جيدة تتراجع إنتاجيته في العمل، أي إن النتيجة بعيدة المدى لعدم الفصل بين العمل والمنزل هي تدهور الناحيتين، وقد تدرك هذه الحقيقة في وقت متأخر عندما تكون الحياة الاجتماعية والمهنية على المحك، وفي هذه المرحلة تحتاج عملية الإصلاح والموازنة إلى الكثير من الجهد والوقت.

اقرأ أيضاً: ما هو الاحتراق الوظيفي؟ وما الفرق بينه وبين الانتحار الوظيفي؟

10 علامات تخبرك أن حياتك المهنية هي المسيطرة

ثمة علامات واضحة عديدة، في حال ظهورها فهي تشير إلى فقدان التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، وتؤكد أنك تعمل أكثر من اللازم، أهمها:

  1. تعمل ساعات طويلة حتى في عطلات نهاية الأسبوع والأعياد الرسمية، ولا تحصل على ما يكفيك من الراحة.
  2. تواجه صعوبة في الوفاء بمسؤولياتك الشخصية حتى لو كانت بسيطة مثل غسيل الملابس والأطباق، والذهاب في موعد للطبيب.
  3. لا توجد عندك مساحة لأنشطة العناية بالذات مثل ممارسة الرياضة أو الهوايات الممتعة، أو حتى وقت فراغ تستثمره فيما تحب.
  4. يظل عقلك متصلاً بعملك معظم الوقت، ما يجعلك تتصفح بريدك الإلكتروني في الأيام جميعها، وتفكر في المواعيد النهائية للمهام باستمرار.
  5. علاقاتك الاجتماعية متدهورة ولا تعطيها ما يكفي من الجهد والوقت، ما يؤدي بمرور الزمن إلى اندثار بعضها.
  6. تعاني الإرهاق الجسدي والذهني والنفسي بسبب التوتر المزمن، والضغوط المهنية التي لا تنتهي.
  7. تشعر بأن العالم خارج العمل باهت وغير مثير لحماستك، ما يدفعك لرفض دعوات الأقارب والأصدقاء للمناسبات مفضلاً أن تبقى في العمل.
  8. تنظر إلى الإجازات على أنها رفاهية زائدة يمكن الاستغناء عنها حتى في أيام مرضك.
  9. لا توجد لديك أي خطط حول ما يمكن فعله في حال استغنت شركتك عنك، فحياتك الأخرى فارغة تماماً.
  10. في حال قضائك يوم إجازة في المنزل يوحي لك دماغك بأنك متأخر ويجب عليك الركض مجدداً نحو تحقيق هدف جديد، فلا تهنأ بأي هدوء.

كيف تنجح في الفصل بين حياتك المهنية والشخصية؟

مبدئياً قبل الانتقال إلى الخطوات العملية التي يمكنك اتباعها لتفصل بين حياتك المهنية والشخصية يرشدك الاستشاري النفسي جمال محمد صلاح الدين إلى أن تكون واعياً بأهمية وضع الحدود الواضحة والفاصلة بين الحياتين؛ ومن ذلك الحرص على عدم استمرارية العمل في أوقات العطلات بالسبل المناسبة، إذ إن استسلامك لفكرة العمل المستمر سيجعلك تصاب بالاحتراق الوظيفي. وحتى تنجح في عيش حياة مهنية ناجحة وحياة شخصية متزنة اتبع هذه الإرشادات:

  1. اترك عملك على باب منزلك؛ ويشمل ذلك إيقاف تشغيل الإشعارات المرتبطة بالعمل، وكتم صوت تطبيقات العمل خلال أيام الإجازة، وتخصيص ساعات خالية من الشاشات لممارسة أنشطة صحية مثل المشي أو التواصل مع الأصدقاء.
  2. حاول قدر الإمكان مغادرة مكتبك في الوقت المحدد، ولا تستسلم للضغوط التي لن تنتهي وحاول إدارتها بأفضل الطرق الفعالة.
  3. لا تتردد في أن تأخذ من رصيد إجازاتك السنوية ما تحتاج إليه من أيام تقضيها في رحلات سياحية، أو في ممارسة أنشطة أخرى تجدد بها نشاطك وتزيد بها يقظتك الذهنية، لتتمكن من العمل مجدداً بإنتاجية أعلى وتركيز ثابت.
  4. ضع أنشطة العناية بالذات على جدول يومك، مثل حصص اللياقة البدنية، أو نزهة في مكان مفتوح، أو فنجان قهوة تشربه على مهل. بكل الطرق لا تترك تيار ضغط العمل يجرفك في طريقه.
  5. تواصل مع إدارة شركتك بشأن توضيح الحدود التي وضعتها للفصل بين حياتك المهنية والشخصية، مثل أوقات حضورك وغيابك، والحالات الطارئة التي ستستجيب فيها للتواصل، وغيرها من التفاصيل الأخرى.
  6. اصنع لنفسك حياة أخرى خارج حدود العمل، وهذا يعني البحث عن هوايات جديدة، وتوسيع دائرة معارفك، واكتشاف أماكن مختلفة تقضي فيها أوقاتاً ممتعة.

اقرأ أيضاً: ما الذي أدى إلى ازدياد الاحتراق الوظيفي في الخليج؟ وكيف تمكن مواجهته؟

المحتوى محمي