"اللباقة واللطافة في الكلام فن من فنون الجمال قبل أن يكون من مهارات الاتصال الفعالة ذات الأثر، لسانك يعبر عنك، ومنطوقك هو أنت، فاختر ما تشاء أن يكون عنوانك، فما أروع الأشخاص الذين يختارون بعناية ألفاظهم ولا تسمع منهم إلا كل جميل، هم كشذا العطر بل أطيب!".
تذكرني التغريدة السابقة للمعالج النفسي وليد الزهراني بتعبير مجازي مصري يُقال أحياناً في سياق تفسير نجاح شخص ما وهو: " علشان لسانه حلو"، لكنه في الحقيقة تعبير واقعي؛ فالتحلي باللباقة يفتح لبعض الأشخاص الأبواب المغلقة، ويساعدهم على حل مشكلاتهم بأقل الخسائر، وعلى الناحية الأخرى تجعل الفظاظة الفرد مكروهاً في محيطه وتزيد تعرضه للعراقيل والمشكلات، لذا من الضروري التعرف إلى تأثير اللباقة في بيئة العمل وكيفية التحلي بها.
محتويات المقال
لماذا من المهم التحلي باللباقة في مكان العمل؟
فتحت اليوم نقاشاً مع أحد أصدقائي في مساحة العمل التي أذهب إليها عن الوقت الذي يأخذه العمل من حياتنا اليومية، فاكتشفنا أن معظم الناس يقضون في عملهم وقتاً أكثر من الذي يقضونه في منازلهم، وهنا ننتقل إلى جزئية أخرى؛ لتتخيل معي أن التعاملات بينك وبين زملاء عملك طوال يوم العمل تتسم بالحدة والعنف، هل سيكون من السهل عليك تقديم أفضل ما لديك في بيئة عمل مثل هذه؟ بالتأكيد لا.
لذا تعد اللباقة حجر أساس لإقامة بيئة العمل الصحية، فهي تسهم في تقديم الملاحظات ومناقشتها بأسلوب مثمر، إلى جانب أنها تُجنب العاملين الإصابة بالإحباط أو الانزعاج، وتجعلهم يشعرون أنه مهما حدث فالأمور تحت السيطرة وقابلة للإدارة، وهي أيضاً تؤسس لجسور تواصل دافئة بيننا وبين زملاء عملنا فنصبح أكثر حرصاً على معاملتهم بلطف حتى في الأوقات الحرجة، ما يحسّن فعالية العمل الجماعي.
إضافة إلى أن اللباقة في مكان العمل تجعل الموظفين إلى حد كبير يشعرون بالارتياح خلال يومهم، ويكونون أكثر قدرة على التجاوب بهدوء وصبر مع المشكلات، فلا يميلون حينها إلى مقاطعة الآخرين أو توبيخهم، وأيضاً في الوقت نفسه تزداد لديهم المساحة الآمنة للتعبير عن أنفسهم ووصف مشاعرهم، ما يجعل حل النزاعات مهمة سهلة تتم في يسر بأقل جهد.
اقرأ أيضاً: لماذا يجعلك اللطف أكثر جمالاً في عيون الآخرين؟ العلم يجيب
كيف تفرّق بين اللباقة الصحية والمفرطة؟
"الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده"، وهكذا اللباقة؛ فالإفراط فيها يضر بمصلحة العمل، لذا توجد عدة إشارات تؤكد أن اللباقة لم تعد سلوكاً إيجابياً:
- كبت المشاعر بهدف الحرص على عدم إزعاج الآخرين ونيل قبولهم.
- الموافقة الدائمة على أي شيء باعتبار ذلك نوعاً من أنواع اللطف، ما يؤدي إلى تراكم المهام والضغوط.
- الخضوع لاستغلال زملاء العمل، ومن الأمثلة على هذه الإشارة أداء المهام بالنيابة عنهم، أو عدم إبداء الانزعاج من الإلغاء المتكرر للاجتماعات على الرغم من الضرر الناتج عنه هذا السلوك.
اقرأ أيضاً: لماذا قد تؤدي اللباقة الزائدة إلى نتائج عكسية؟
4 إرشادات فعالة لتكون لبقاً في عملك
هناك العديد من الإرشادات البسيطة والفعالة في الوقت نفسه التي ستجعلك تتمتع باللباقة في مكان عملك، منها:
- لا تنس أن تشكر الجميع على ما يقدمونه بكلمات لطيفة، وأيضاً عندما تطلب منهم شيئاً احرص على أن يكون طلبك مهذباً.
- حاول أن تستمع أكثر مما تتحدث حتى تكون أكثر قدرة على استيعاب الآخرين وفهمهم.
- فكر في تأثير كلماتك قبل نطقها حتى لا تندم لاحقاً، لذا عندما تود إبداء انتقاد بخصوص أمر ما لا تجعله يظهر بأنه انتقاد شخصي، لكن اجعل محور انتقادك هو العمل نفسه وليس من نفّذه.
- تجنب الموضوعات الجدلية لأنك لن تتمكن من تغيير آراء المحيطين بك في العمل تجاهها، وفي الوقت نفسه لن تثمر مناقشتها عن شيء مهني إيجابي.