هل جربت أن تدقق في التعليقات الواردة على مقطع فيديو لأحد المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي؟ حسناً إذا لم تكن فعلت فقد سبقتك إلى ذلك ووجدت أنه بغض النظر عن نوع المحتوى غالباً ما تكون هناك نسبة ليست بالقليلة من التعليقات التي تتضمن هجوماً وتنمراً على هذا المؤثر.
محتويات المقال
ولا يتوقف التنمر الشائع عند هذا النوع المُعلن فهناك تنمر يتستر وفقاً لاستشاري الطب النفسي محمد اليوسف وراء غطاء المزاح، وأحياناً يستدرج المتنمر ضحيته ويخترق حدودها بحجة التعرف إليها والتقرب منها، بينما هو في حقيقة الأمر يريد أذيّتها بدرجة غير مسبوقة دون أن تظهر أي رد فعل حتى لا تنهار تلك العلاقة الوهمية.
وعلى الرغم من تعدد أنواع التنمر من الإلكتروني إلى المدرسي إلى المهني وغيرها، فإن تأثير التنمر السلبي من الناحية الجسدية والنفسية شديد الخطورة، وهذا ما يجعل من الضروري التعرف إلى حجم ذلك التأثير وكيفية الوقاية منه.
هل التنمر يقتل؟
توصلت دراسة علمية نشرتها المجلة الأوروبية لأمراض القلب (European Heart Journal) إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر في العمل ترتفع احتمالية إصابتهم بمشكلات القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
من جانبه يوضح الطبيب النفسي جمال فرويز أنه عندما يتعرض أي إنسان للتنمر يحدث عنده تغير في النواقل العصبية، ومن بينها ناقل عصبي اسمه النورأدرينالين الذي حين يزداد معدله في الجسد يحدث انقباض للأوعية الدموية الطرفية، فيشعر الشخص بنوع من الصداع أو يعاني زغللة في العين، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر، وزيادة معدل ضربات القلب، بالتوازي مع تأثر عمل المعدة والقولون.
وفي حال كان هذا الشخص الذي تعرض للتنمر لديه أمراض وراثية مثل تمدد الأوعية الدموية فإنه في حال مواجهته للضغوط والسخرية قد يحدث لديه انفجار في أوعية المخ يتسبب في وفاته خلال يومين أو ثلاثة، أما إذا حدث الانفجار داخل القلب فإنه يسبب الوفاة فوراً.
ويضيف فرويز أنه يوجد أشخاص يعانون متلازمة القلب المكسور نتيجة التنمر، وفي هذه الحالة يرتفع لديهم معدل النورأدرينالين تدريجياً ويعانون إحساساً مستمراً بالضيق، والبعض منهم يتوفى بعد فترة زمنية قصيرة.
وفيما يخص التنمر الإلكتروني تشرح الاستشارية النفسية سوزان ديجيس وايت (Suzanne Degges-White) ما يحدث بقولها أنه بدلاً من أن يؤدي الحصول على تعليق أو إعجاب إلى إفراز هرمون الإندروفين وهو أحد هرمونات السعادة، فإنه إذا كان التعليق يتضمن تنمراً سيؤدي ذلك إلى إفراز هرمون التوتر (الكورتيزول) فيدخل الجسم في حالة القتال أو الهروب أو التجمد، إلى جانب أن تراكم الضغوط النفسية الناتجة عن التعرض للتنمر قد يؤدي إلى الإقدام على الانتحار أحياناً.
اقرأ أيضاً: بطلة على الرغم من التنمر: كيف صقلت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف صلابتها النفسية؟
6 إرشادات فعالة لمواجهة التنمر
لنكن صريحين ونعترف بأنه لا يوجد شخص منا في مأمن من التعرض للتنمر، لكن الأهم كيف نتعامل مع المتنمر ونوقفه عند حده، وكذلك نعالج تأثير التنمر في أسرع وقت، وهذا ما يمكن الوصول إليه باتباع الإرشادات التالية:
- حاول المحافظة على هدوئك بطرائق مختلفة مثل التنفس العميق، وفي الوقت نفسه ابدأ البحث عن مصدر دعم مثل صديق مقرب أو أحد أفراد عائلتك حتى لا تتأثر ثقتك بنفسك.
- احرص أن تكون واعياً بأسلوب المتنمر للسيطرة عليك والتلاعب بك حتى لا تحقق له مراده وتكون قادراً على إحباط أهدافه.
- ضع خطوات عملية متسلسلة للتعامل مع التنمر الذي تعرضت له، تتضمن على سبيل المثال في حال التنمر الإلكتروني الاحتفاظ بكل الأدلة التي تدين المتنمر، والبحث عن المسارات القانونية التي يمكن سلوكها لمقاضاته على فعلته.
- احرص على تعزيز الحديث الإيجابي مع ذاتك، وركز على فعل ما تحب وإسعاد نفسك.
- ابتعد عن الأشخاص الذين يبثون الإحباط بداخلك ويخبرونك أنه ليست ثمة مشكلة في تعرضك للتنمر.
- في حال عانيت من أعراض مثل الأرق أو الكوابيس أو أصبحت شديد اليقظة ودائماً ما تفزع بسهولة، ففي هذه الحالة سيكون من الضروري اللجوء إلى المعالج النفسي لمساعدتك على التعافي.
اقرأ أيضاً: هل الحياة الزوجية للمؤثرين أكثر عرضة للانهيار؟