كيف تصبح أكثر صلابة في مواجهة الرفض؟

3 دقيقة
التعرض للرفض
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

تعرض معظمنا بنسبة كبيرة إلى الرفض في موقف أو أكثر من حياته، فمن رفض طلب التقدم إلى وظيفة كنا نطمح في شغلها، إلى رفض شريك حياة محتمل ارتباطنا عاطفياً به، أو حتى رفض أحد الأصدقاء توطيد علاقتنا؛ وعلى الرغم من أن هذه المواقف في مجالات حياتية مختلفة، فإن ما يجمعها هو معاناتنا أحياناً في تجاوزها.

ويبدو أن ذلك يرتبط باستجابة أجسادنا له، إذ توصلت دراسة علمية نشرتها المكتبة الوطنية الأميركية للطب (National Library of Medicine) إلى أن الشخص عندما يتعرض للرفض يظهر نشاطاً في مناطق معينة بدماغه، وهي المناطق نفسها التي تنشط عندما يتعرض للألم الجسدي.

وهذا يؤكد أن ألم الرفض لا يعد تعبيراً مجازياً، إنما يتسلسل إلى أعماق جسدنا ويترافق معه شعورنا بأحاسيس سلبية تجاه أنفسنا أو عرقلة حياتنا لبعض الوقت، لذا سنتعرف في هذا المقال إلى إرشادات عملية تساعدنا على التعامل معه.

1. ابحث عن جذور خوفك من الرفض

قد يعاني البعض خوفاً زائداً من الرفض نتيجة تعرضهم في طفولتهم إلى الرفض وهذا جعلهم يكبرون وهم يشعرون بأن الرفض يعني تهديداً لوجودهم وأمانهم، أو أنهم مهما فعلوا سيظلون ليسوا أكفاء، وجميعها معتقدات خاطئة تسهم في ترسيخ الخوف من الرفض، ومحاولة تجنب المواقف التي يحتمل فيها تعرضهم له.

وفي بعض الأحيان الأخرى يكون السبب نمط تفكير مشوهاً مثل أنه في حال تعرض الشخص للرفض مرة ستكون احتمالية تكراره قائمة مهما فعل، أو اعتبار الرفض دلالة على عدم حب الآخرين. في النهاية إذا توصلت إلى السبب الجذري لحساسيتك تجاه الرفض ستتمكن من معالجته لتصبح أكثر ثباتاً عندما تتعرض للرفض مستقبلاً.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة تفسر العلاقة بين مكان منزل الطفولة واحتمالية الإصابة بالقلق والاكتئاب

2. لا تحول الرفض إلى مسألة شخصية

بدأت أطبق هذه الممارسة مؤخراً، فقد كنت أعاني في السابق نتيجة اعتباري أن كل رفض أتلقاه هو رفض لشخصي، لكن المعالج النفسي أسامة الجامع يؤكد أن ذلك لا يعد منطقياً بقوله: ليس كل رفض تجاهك يعني أن الخلل فيك، فكر بالبدائل مثل أن الطرف الآخر يبحث عن شيء يناسبه ويخصه، أو أنه يعاني مشكلة مع نفسه، أو أنه يعامل الجميع بالطريقة نفسها، ويتابع: الرفض مزعج لأننا بطبيعتنا البشرية نحب القبول لكنه أيضاً لا يحدد كفاءتك ولا قيمتك وهو ظاهرة طبيعية تحدث للجميع.

اقرأ أيضاً: 3 نصائح لتتأقلم مع شعورك بالإحباط

3. عزز مرونتك

تساعدك المرونة على تجاوز مختلف العقبات في حياتك مثل الرفض بسهولة، وتطوير نفسك بتحويلها إلى محطات على طريق نجاحك، وتوجد بعض الممارسات لتعزيز مرونتك مثل تجنب التفكير بطريقة كل شيء أو لا شيء، والتركيز على الحلول ومعرفة نقاط قوتك، وتقبل الأفكار الجديدة والمختلفة.

4. اضبط توقعاتك

نتعرض أحياناً للرفض نتيجة ارتفاع سقف توقعاتنا بما لا يتناسب مع واقعنا، حتى أسهّل عليك الأمر دعني أقدم لك مثالاً: في حال تقدمت بطلب للحصول على قرض قيمته مرتفعة ودخلك منخفض هل ستحصل عليه؟ بالتأكيد ستكون إجابتك بالنفي، الأمر نفسه يحدث عندما تحاول الحصول على شيء لا يتناسب مع قدراتك أو سماتك الشخصية، لذا من الضروري أن تكون مدركاً لدرجة احتمالية تعرضك للرفض مسبقاً حتى تتهيأ نفسياً عندما تتلقاه، وستجد بمرور الوقت أنك تذهب إلى المساحات التي تلقى فيها القبول مدفوعاً بوعيك المرتفع بذاتك.

اقرأ أيضاً: خطوات عملية ستفيدك عندما لا تسير الأمور كما خططت لها

5. استفد من الدروس التي يمنحك إياها الرفض

أحياناً قد يكون تعرضنا للرفض بوابة ذهبية لنكتشف قيمنا الأصيلة وأولوياتنا، وفي الوقت نفسه نتعرف إلى الجوانب التي يمكننا تطوير أنفسنا من خلال التركيز عليها، فمثلاً في حال تعرضك للرفض عند التقدم إلى وظيفة ما قد يكون السبب هو دورة تدريبية تحتاج إلى الحصول عليها، ومن ناحية أخرى إذا تعرضت للرفض في علاقة عاطفية فربما تكون بحاجة للتعرف إلى نمط الشخصية الأكثر تناسباً معك، في النهاية هناك درس ثمين سيجعلك أفضل مستقبلاً.

6. قدّر ذاتك واعتنِ بها

إحدى الممارسات التي تزيد التأثير السلبي للرفض هي الانهماك في جلد الذات وتأنيبها على ما حدث، لكن تذكر أن ما حدث بنسبة كبيرة لم ينتج عن خطئك وهذا ينبغي أن يجعلك أكثر تعاطفاً مع ذاتك، فبدلاً من لومها ركز على التخفيف عنها بطرائق مثل الحديث الذاتي الإيجابي وممارسة التأمل وتدوين مشاعرك، وتذكيرها بالمواقف الأخرى التي حققت فيها النجاح، إلى جانب إحاطة نفسك ببيئة داعمة.

7. لا تجعل الرفض صخرة تتكسر عليها أحلامك

قد يدفع ألم الرفض بعض الأشخاص إلى تجنب المحاولة انطلاقاً من أنه لا جدوى منها، وربما يعتقدون أن الرفض حتماً سيكون في انتظارهم، لكن عندما نذهب إلى نهاية هذا السيناريو سنرى نتيجة كارثية، وهي أن هناك حياة بالكامل تغير مسارها إلى الأسوأ استجابةً للخوف، وهذا يذكرني بقول الأديبة رضوى عاشور: "هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا".

اقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن تكرار أخطائك؟

المحتوى محمي