توقفت قليلاً عند صياغة عنوان المقال، وسألت نفسي: هل الاحترام هو إشارة استحقاق تحصل عليها بمجرد وجودك؟ أم هو أمر مكتسب يحتاج إلى بذل الجهد؟ في البداية كنت أظن أن هناك بعض الأشخاص الذين يفرضون على الآخرين معاملتهم باحترام، بينما يكافح البعض الآخر للحصول على إيماءة اعتراف؛ إذ يبدو وكأن الحصول على الاحترام بالنسبة لهم أمر بعيد المنال، ولكن الحقيقة هي أن الأمر يبدأ من عندك، ولهذا دعني أخبرك من خلال هذا المقال، كيف تجعل الآخرين يعاملونك بتقدير واحترام.
محتويات المقال
6 علامات تخبرك أن الآخرين لا يعاملونك باحترام
يمكن أن يؤدي الشعور بعدم الاحترام إلى إحباطك، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤثر في احترامك لذاتك، وإليك أهم العلامات التي تخبرك أن أحدهم لا يعاملك باحترام:
1. التجاهل
الشخص الذي لا يكنّ لك الاحترام أو يقدّرك عادة ما يتجاهلك، على سبيل المثال، إذا كان زميلك في العمل لا يحترمك فإنه يتجاهل مهام العمل التي تؤديها وقد ينسب الفضل فيها إلى نفسه، وفي حال كان صديقك هو الذي لا يحترمك أو شريكك في العلاقة فإنه أيضاً يتصرف بلا مبالاة ويتعامل مع كل ما تمنحه للعلاقة على أنه أمر بديهي.
2. عدم الوفاء بالوعود
في بعض الأوقات قد ينشغل عنك الأصدقاء والأقارب بسبب مسؤوليات الحياة التي لا تنتهي، لكن إذا أخبرك أحد أصدقائك أنه يريد مقابلتك واعتذر أكثر من مرة، فهذا معناه أنه لا يفي بوعوده لك ومن ثم لا يحترم وقتك أو يقدر صداقتك، في البداية اسأله عن سبب الاعتذار أكثر من مرة، وأخبره أنك مستاء، ولكن إذا كرر الموقف نفسه فهذا يعني أنه لا يحترمك.
3. قلة الاهتمام
لنفترض معاً أنك اتفقت مع أحد أصدقائك على الخروج في عطلة نهاية الأسبوع، وما إن جلستم سوياً وقبل أن تتحدث إليه وجدت أنه يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو يراسل زميله في العمل ولا ينتبه إليك أبداً، الحقيقة هي أن هذه علامة على أن صديقك لا يحترمك.
اقرأ أيضاً: كيف تفرق بين احترام الذات والثقة بالنفس؟
4. المقاطعة في أثناء الحديث
تعد مقاطعة الحديث علامة مهمة من علامات عدم الاحترام، ولا يصح بأي حال من الأحوال أن تقطع حديث الأشخاص الآخرين، وإذا حدث أن قاطعك زميل في العمل على سبيل المثال حاول أن تتحدث معه وتخبره أن الأمر أزعجك، وتذكر جيداً أن أفكارك مهمة وكلامك مهم، لذا لا تسمح لأحد أن يقلل احترامك ويقطع حديثك.
5. التقليل من أفكارك
احترام الآخرين وتقديرهم لا يعني أنك توافق على أفكارهم وآرائهم جميعها، فحتى عندما لا تتفق مع شخص ما، لا يزال بإمكانك التحدث إليه ومعاملته باحترام، ولهذا احذر جيداً من الشخص الذي لا يحترم أفكارك وآراءك ويتعمد التقليل منها أمام الآخرين، وتذكر أمراً مهماً وهو أن تصرف ذلك الشخص لا يعني أن أفكارك ليست جيدة، لذا لا تتردد في الدفاع عن أفكارك أمام الآخرين.
6. التعدي على حدودك الشخصية
الحدود الشخصية ضرورية جداً في عملية التواصل البشري لأنها تحميك وتضع قواعد التعامل وتسمح لك بالحفاظ على فرديتك، وفي الحقيقة هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يحترمون حدود الآخرين؛ على سبيل المثال، إذا قابلت أحدهم وتجاهل كلمة "لا" التي تقولها وكان يضغط عليك بشدة حتى تنفذ طلباته، فهذا يعني أن ذلك الشخص لا يحترمك.
كيف تجعل الآخرين يعاملونك بتقدير واحترام؟
الاحترام مهم جداً في العلاقات الاجتماعية لأنه يعزز احترام الذات ويسهّل التفاهم بين الأشخاص، وحتى تحظى باحترام الآخرين وتقديرهم حاول اتباع النصائح والإرشادات التالية:
1. ابدأ بنفسك
تؤكد مختصة العلاج النفسي، جوزفين وايزهارت (Josephine Wiseheart)، أن الطريقة التي ترى بها نفسك وتعامل بها ذاتك تحدد المعيار للآخرين حول الكيفية التي تطلب من خلالها أن يعاملوك بها، حيث يتعلم الناس كيفية معاملتك بناءً على ما تقبله منهم، ولهذا قبل أن تطلب من الآخرين أن يعاملوك باحترام، لا تبدأ بهم، بل ابدأ بنفسك. وتنصح وايزهارت بأن تسأل نفسك بعض الأسئلة مثل:
- كيف أعامل نفسي؟
- ماذا أريد من الآخرين؟
- ماذا أعتقد أنني أستحق؟
2. اعتذر إذا أخطأت لكن لا تبالغ في الاعتذار
تحمل مسؤولية أخطائك، على سبيل المثال، إذا اتفقت مع أحد أصدقائك على اللقاء وتأخرت عن موعدك، اعتذر عن ذلك، ولكن لا تعتذر اعتذاراً مفرطاً لأن ذلك الأمر يجعل الآخرين ينظرون إليك نظرة دونية، وخاصة إذا كنت تميل إلى الاعتذار تلقائياً للآخرين ليس فقط عن الأشياء التي أخطأت فيها ولكن عن الأشياء التي أخطؤوا فيها هم أيضاً.
اقرأ أيضاً: هل تغير كثرة الاعتذارات نظرة الآخرين إلينا؟
3. اجعل احتياجاتك أولوية
يحترم الناس الأشخاص الذين يحترمون أنفسهم ويقدرون احتياجاتهم، وعندما تتجاهل ما تريد، فإنك ترسل رسالة مفادها أن احتياجاتك أقل من احتياجات الآخرين، ومع مرور الوقت تعتاد على ذلك الأمر اعتياداً مفرطاً، ما يجعل الآخرين يتوقعون أنك سوف تضعهم دوماً في الأولوية، لهذا لا تفعل ذلك ودافع عن احتياجاتك واجعل نفسك أولوية.
وفي الوقت نفسه لا تسعَ سعياً حثيثاً إلى إرضاء الآخرين، وفي هذا السياق، يوضح المختص النفسي معتز العتيبي أن السعي المفرط لإرضاء الآخرين قد يخفي تحت السطح جروحاً نفسية عميقة، مثل سوء المعاملة في الطفولة أو التعرض للانتقاد المستمر، لذلك من المهم الانتقال من نمط استنزافي للسعي لإرضاء الآخرين إلى نمط صحي قائم على تقدير الذات وتوازن العلاقات، مع فهم جذور هذا السلوك ومعالجته بوعي.
4. كن متسقاً مع ذاتك
يحترم الآخرون أولئك الأشخاص الذين يتسمون بالاتساق في أقوالهم وأفعالهم؛ إنه سلوك يعبر عن الموثوقية والاعتمادية. تخيل معي الآن شخصاً يفي دائماً بكلمته، ما هو شعورك ناحيته؟ بالثقة، أليس كذلك؟ ومن هناك يتولد الاحترام، لذا إذا قلت إنك ستفعل شيئاً، فافعله، إذا قطعت وعداً، فأوف به، احضر في موعدك، وسلّم مهام عملك في الوقت الصحيح، وكن الشخص الذي يمكن للآخرين الاعتماد عليه.
5. تعاطف مع الآخرين
التعاطف هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين ومشاركتهم بها، وذلك بوضع نفسك مكان شخص آخر ورؤية الأشياء من وجهة نظره، وعندما تتعاطف مع الآخرين، فأنت تُظهر لهم أنك تفهم مشاعرهم وتجاربهم، وهذا يجعلهم يشعرون بالتقدير والاحترام، ما يزيد بدوره احترامهم لك، لذا إذا كنت تريد أن تحظى بالاحترام، فابدأ بالتعاطف مع من حولك.
6. كن صادقاً
الصدق هو حجر الزاوية في عملية بناء الاحترام، حيث يتعلق الأمر بالصدق والإخلاص والوضوح في أفكارك وأفعالك، ويمكن القول إن الصدق لا يعني أن تكون شخصاً جارحاً أو غير حساس، ولكنه يعني قول الحقيقة بطريقة مدروسة ومحترمة، بما يشمل الاعتراف بأخطائك بدلاً من التستر عليها.
7. حافظ على مرونتك
المرونة تعني التعافي من النكسات والإخفاقات، إضافة إلى أنها تتعلق بإزالة الغبار عن نفسك والمضي قدماً، حتى عندما تصبح الأمور صعبة، والحقيقة هي أن الآخرين يحترمون الأشخاص القادرين على الوقوف مجدداً بعد النكسات، فكّر في أبطال أعمالك المفضلة سواء في الكتب والروايات، أو الأعمال التلفزيونية والسينمائية ستجد أن أحدهم نال إعجابك وتقديرك واحترامك لأنه تخلى عن لعب دور الضحية وقرر ألا يستسلم وأن يكون شجاعاً في مواجهة مصاعب الحياة.