الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

استيقظت قبل رن المنبه: هل تعود للنوم أم تبدأ يومك؟

4 دقيقة
المنبه
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

يبدأ صباح الكثيرين منا بصوت المنبه؛ تلك الأنغام الكلاسيكية التي تنبعث من الهواتف وتملأ أرجاء الغرفة حتى تخبرنا بأن وقت الاستيقاظ قد حان من أجل بداية اليوم، ولكن هل سبق واستيقظت من نومك قبل أن يرن المنبه؟ وماذا تفعل في مثل هذه الأيام؟ هل تخرج من تحت الغطاء وتحاول أن تبدأ نهارك مبكراً؟ أم تعود إلى النوم؟ وأيهما الخيار الأفضل حتى تتجنب الشعور بالتعب والخمول طوال اليوم؟ في الحقيقة إن الإجابة عن هذا السؤال ليست سهلة، وتعتمد على بعض العوامل؟ وإليك الإجابة المفصلة من خلال هذا المقال.

ما الذي قد يدفعك إلى الاستيقاظ من نومك قبل موعدك؟

في بعض الأيام، قد تستيقظ من نومك العميق، تتقلب في سريرك، ثم تنظر إلى المنبه لتكتشف أنه لم يرن بعد، والحقيقة هي أن هناك العديد من الأسباب التي تدفعك إلى الاستيقاظ قبل موعدك، منها على سبيل المثال:

1. لقد حصلت بالفعل على ما يكفيك من النوم

بداية عليك أن تعلم جيداً أن النوم ليس مجرد حالة من الراحة الطويلة والمتواصلة، بل إنه مقسم إلى دورات؛ إذ تتكون كل دورة من مراحل مختلفة وهي: النوم الخفيف، والنوم العميق، ونوم حركة العين السريعة الشهير، وعادة ما تتكرر هذه الدورات عدة مرات طوال الليل، ومع مرور الوقت تميل للانتقال إلى مراحل أخف من النوم وذلك عندما تقترب من الوقت الذي يجب أن تستيقظ فيه.

ويمكن القول إن معظم الأشخاص يقتربون من مرحلة النوم الخفيف قبل أن تنطلق المنبهات مباشرةً، ما يعني أن ساعة الجسم الداخلية وتوقيت دورة النوم غالباً ما يتفقان معاً لإيقاظك في الوقت المحدد تماماً، أو حتى قبل ذلك بقليل، ولذلك حين تستيقظ من نومك قبل أن يرن المنبه فهذا قد يعني أن جسمك قد حصل بالفعل على كفايته من النوم.

اقرأ أيضا: 5 إرشادات تساعد على زيادة هرمون الميلاتونين وتحسين نومك

2. ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول

أحد الأسباب المحتملة التي قد تدفعك إلى الاستيقاظ قبل موعدك هو ارتفاع مستويات الكورتيزول، حيث يبدأ هرمون الكورتيزول، الذي يُشار إليه باسم "هرمون التوتر" في الارتفاع على نحو طبيعي في ساعات الصباح الباكر وذلك من أجل المساعدة على تحضير جسمك لليوم، وإذا كنت متوتراً أو متحمساً، فقد ترتفع مستويات الكورتيزول لديك في وقت أبكر قليلاً، لتعمل مثل المنبه الداخلي الذي يوقظك قبل المنبه الفعلي.

3. أمامك يومك حافل وأنت تشعر بالتوتر

ثمة سبب آخر قد يجعلك تستيقظ قبل موعدك، وهو توقع حدوث تغيير في روتينك اليومي ولهذا فأنت تحس بالتوتر، أو إذا كان لديك يوم حافل؛ على سبيل المثال ينتظرك اجتماع مهم في العمل، أو لديك موعد طائرة في الصباح المبكر، ففي مثل هذه المواقف قد يكون دماغك في حالة تأهب قصوى ما يوقظك من النوم في وقت أبكر من المعتاد.

4. الإحساس بالقلق أو التوتر أو الاكتئاب

يمكن أن تؤثر حالتك المزاجية تأثيراً قوياً في قدرتك على النوم. على سبيل المثال، إذا كنت تعاني القلق أو التوتر أو حتى الاكتئاب قد تستيقظ مبكراً قبل موعدك، وفي هذا السياق، توضح الطبيبة النفسية المتخصصة في اضطرابات النوم جادي وو (Jade Wu) أن الجهاز العصبي الودي ينشط استجابة الجسم للقتال أو الهروب عندما تشعر بالتوتر، ما يبقيك نشطاً ومستعداً للتعامل مع التهديدات المتصورة، وذلك عكس الحالة المريحة المهدئة التي تساعدك على النوم، ولهذا إذا كنت تحس بالتوتر والقلق في أثناء النهار، فقد ينتقل ذلك الوضع إلى ليلك أيضاً، ما يجعل من الصعب الحصول على قسط كافٍ من النوم.

على الجانب الآخر، فإن الأدوية المضادة للاكتئاب مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية تؤثر تأثيراًَ سلبياً في مرحلة حركة العين السريعة، وهي المرحلة الأخيرة من النوم التي تحدث في أقرب وقت إلى الصباح، ولهذا قد تستيقظ من نومك قبل موعدك.

5. العوامل البيئية

يوضح الطبيب المتخصص في طب النوم، فيشيش كابور (Vishesh Kapur)، أن العوامل البيئية مثل الضوء والصوت ودرجة الحرارة يمكن أن تسهم في استيقاظك قبل موعدك، على سبيل المثال إذا حدثت ضوضاء حولك فقد تستيقظ قبل موعدك.

ما هو الأفضل إذا استيقظت قبل موعدك؛ هل تعود للنوم أم تبدأ يومك؟

السؤال الأول الذي يجب أن تطرحه على نفسك هو: هل حصلت على كفايتك من النوم؟ ففي حال كنت قد نمت بالفعل من 7 إلى 9 ساعات يمكنك في هذه الحالة أن تبدأ يومك، أما إذا لم تحصل على تلك الساعات فارجع إلى سريرك، لكن هناك شرطاً وهو أن يكون قد تبقى على وقت استيقاظك 90 دقيقة وهي مدة دورة النوم، ففي حال كان لديك هذا الوقت بالفعل أو يزيد عليه، يمكنك العودة إلى سريرك واستكمال نومك، أما إذا كان الوقت المتبقي لك على موعد الاستيقاظ أقل من 90 دقيقة فابدأ يومك، وذلك لأن انقطاع دورة النوم، سوف يؤدي إلى الشعور بالخمول والتعب في أثناء النهار.

لكن ماذا تفعل إذا كان لديك بالفعل وقتاً كافياً للعودة إلى النوم ولكنك غير قادر على النوم؟ في هذه الحالة، حاول اتباع النصائح التالية:

1. تجنب متابعة الوقت

لا تنظر إلى المنبه أو إلى ساعتك كل دقيقة وأخرى، لأن ذلك سوف يؤدي إلى تفاقم مشاعر القلق والتوتر، وعلى الجانب الآخر فإن الضوء الأزرق المنبعث من هاتفك سوف يؤدي إلى تراجع إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن جودة نومك.

2. إذا لم تنجح في النوم خلال 20 دقيقة فغادر سريرك

إذا حاولت النوم في غضون 20 دقيقة ولم تنجح في ذلك، غادر سريرك ومارس نشاطاً مريحاً وباعثاً على الاسترخاء مثل قراءة كتاب، أو محاولة التأمل مع إضاءة خافتة، وعندما تشعر بالنعاس مرة أخرى، عد إلى السرير. وفي هذا السياق، يؤكد المعالج النفسي، أسامة الجامع، أن النوم سوف يطرق بابك إذا نسيته ولم تلح على استدعائه، لذلك انخرط في عمل يأخذ كل عقلك وجهدك مثل القراءة أو غسل الصحون، بعد وقت قصير سوف تحس بالنعاس وحينها يمكنك العودة إلى النوم.

اقرأ أيضاً: لماذا لا يستطيع بعض الأشخاص النوم إلا في الضوضاء؟

3. احجب الأصوات العالية

إذا كنت قد استيقظت من نومك قبل الموعد المحدد بسبب الضوضاء القادمة من الخارج، أو إذا كنت تعيش في إحدى المدن الحضرية التي تتسم بالضوضاء المرتفعة، ففي هذه الحالة حاول أن تحجب تلك الأصوات القادمة من الخارج، احرص على غلق نافذة غرفتك، وإذا استمر الصوت المرتفع، يمكنك ارتداء سدادات الأذن، أو الاستماع إلى الضوضاء البيضاء من أجل التغلب على الأصوات المزعجة.

4. حاول التركيز على نشاط ممل

بعض الأشخاص يمكنهم الشعور بالنعاس في حال إحساسهم بالملل، ولهذا إذا كنت واحداً من هؤلاء الأشخاص، حاول أن تركز على نشاط ممل؛ لديك مثلاً تقنية عدّ الأغنام المعروفة أو يمكنك إنجاز أي مهمة مملة أخرى، على سبيل المثال، حاول قراءة بضع صفحات من كتاب غير مثير للاهتمام.

5. جرب تطبيقات النوم

تقدم بعض تطبيقات النوم قصصاً مسلية أو موسيقى أو أصواتاً مريحة، على سبيل المثال، قد تساعد الموسيقى المريحة على تهدئة عقلك وإقناعك بالنوم ولهذا يمكنك تجربتها للاسترخاء والحصول على قسط أفضل من الراحة.

المحتوى محمي