كيف تتعامل بذكاء وحكمة مع مفتعلي المشكلات؟

3 دقيقة
الشخصيات المستفزة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

هل صادفت في أحد الأيام شخصاً ينزعج إذا كان كل شيء على ما يرام وقد يندفع لا إرادياً إلى عمل مشكلة من لا شيء؟ عن نفسي قابلت عدة مرات هذا النوع من الأشخاص الذين يصفهم استشاري الطب النفسي محمد اليوسف بالشخصيات المستفزة، مؤكداً أن لعبتهم المفضلة هي البحث عن المشكلات واختلاقها في حال عدم وجودها والعمل دائماً على إثارة الجدل، ويشير اليوسف إلى أن الأجواء الطبيعية لهؤلاء الأشخاص هي الضجيج والصخب، على العكس من غالبية البشر الذين يبحثون عن الهدوء ويجدون راحتهم فيه.

لكن حتى في حال تجنبك الأشخاص الذين اعتادوا افتعال المشكلات قد تجدهم يحاولون سحبك إلى ملاعبهم من جديد حتى يستمتعوا بإيقاعك في مشكلات جديدة ويمارسوا عليك ألاعيبهم المؤذية، لذا يظهر في الأفق سؤال مثير للاهتمام، هو: كيف تتعامل معهم حتى لا تترك لهم فرصة لإفساد حياتك؟ وهذا ما سنجيب عنه بالتفصيل في المقال من خلال استعراض مجموعة من الطرائق العملية.

1. أمسك بزمام أعصابك

إذا كانت ثمة نصيحة يمكن وصفها بالذهبية في مواجهة الأشخاص الذين يفتعلون المشكلات فستكون: "لا تغضب وحافظ على هدوئك"، فهذه هي نقطة الضعف الأساسية التي يحاولون الضغط عليها، إذ يدفعونك إلى قول أشياء أو فعلها تندم عليها لاحقاً وتقوي موقفهم، لذا احرص على عدم إصدار أي ردود فعل غير محسوبة وخذ نفساً عميقاً ثم عدّ ببطء من واحد إلى عشرة، وغالباً ستساعدك هذه الممارسة على اتخاذ موقف أكثر حكمة.

اقرأ أيضاً: تقنية يابانية فعالة لترويض غضبك

2. فكّر: هل يستحقون جهدك ووقتك؟

لنكن صرحاء، بعض الأشخاص الذين يفتعلون المشكلات بالأساس لا يستحقون أن ننخرط معهم في مهاتراتهم ونستنزف وقتنا وجهدنا الثمين في سياقات غير مثمرة، وهنا سيكون الحل أن نتفكر بتمهل: هل ثمة مكسب نرتجيه من وراء المواجهة؟ وتذكر المقولة التي تقول: "اختر معاركك في الحياة بعناية".

3. كن استباقياً

بمرور المواقف الثقيلة على النفس مع هذه النوعية من الشخصيات المستفزة غالباً ستكون قادراً بنسبة كبيرة على قراءة ما يدور في أدمغتهم، وهنا تظهر مهارتك الحقيقية في أن تسد عليهم الطرق التي يسلكونها لإثارة المشكلات من الجذور، وتدير علاقتك معهم بذكاء، وحسم يجعلهم يقفون عند حدودهم ويكفون عنك شرورهم.

4. جرب أساليب غير متوقعة

واحد من الأسباب الخفية التي تدفع الأشخاص إلى إثارة المشكلات هو معاناتهم من إحباطات بداخلهم أو آلام لم يتمكنوا من احتوائها، وهنا يظهر حل سحري غير رائج؛ وهو أن تجرب الاستماع إليهم وتُعاملهم بلطف، ولا يعني هذا أن تسمح لهم أن يعاملوك على نحو سيئ، لكنها طريقة قد تجدي نفعاً مع نطاق واسع منهم.

اقرأ أيضاً: 10 خطوات عملية تساعدك على الانضباط الذاتي لتنجح في حياتك

5. ارسم حدودك بوضوح

في حال لم تنجح الطريقة السابقة ووجدت أن الطرف الآخر ما زال يُقحمك في مشكلات مفتعلة، سيكون من الضروري حينها أن توضّح له الأفعال التي لن تتسامح معها، والإجراءات التي ستتخذها ضده في حال قام بها.

6. تجنب الفكاهة العشوائية

قد يظن البعض أن اللجوء إلى الفكاهة في مواجهة المواقف العصيبة يعمل على معالجتها وتجاوزها، لكنه في الحقيقة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، والأفضل ألا تبتسم في مواجهة الشخص المثير للمشكلات فقد يعتبر ذلك من قبيل السخرية، وإذا لجأت إلى الفكاهة فلتكن مدروسة وفي الوقت المناسب.

اقرأ أيضاً: هل تتناقص ضحكاتنا مع تقدمنا في السن؟ وكيف نجعل الضحك عادة يومية؟

7. توقف عن محاولة تغييرهم للأفضل

واحدة من الحقائق التي علينا استيعابها حتى نرتاح في حياتنا هي أننا لا نملك القدرة على تغيير من حولنا، وأفضل ما يمكننا فعله هو أن نتقبلهم على ما هم عليه، وهذا يدفعنا إلى التوقف عن المحاولات غير المجدية لصنع قوالب للأشخاص الذين يتصرفون بطريقة لا تعجبنا ومن ثم نحاول وضعهم بها بكل ما أوتينا من قوة، فهذا سلوك يؤذينا بالدرجة الأولى ويؤذيهم أيضاً ويجعلنا بنسبة كبيرة نخسر علاقتنا بهم.

8. لا تنس رعاية نفسك

إذا كنت تعمل في بيئة يوجد بها أشخاص يفتعلون المشكلات، أو يوجد في نطاق عائلتك فرد من هذه النوعية، فغالباً سيكون أثر ذلك سلبياً للغاية في صحتك النفسية، وهذا يجب أن يجعلك حريصاً على مراقبة تطورات حالتك النفسية حتى تسعف نفسك مبكراً بأنشطة تعمل على تحسينها، مثل ممارسة التأمل وتمارين اليقظة الذهنية لتخفف الضغط الذي تعانيه.

اقرأ أيضاً: 5 تصرفات يلجأ إليها الأشخاص في النزاعات تعرف إليها لتتعامل معها

المحتوى محمي