أصابتني منذ يومين عدوى الإنفلونزا، ويوم أمس اشتدت الأعراض علي فيما يبدو، وحين استيقظت صباحاً كان أمامي خياران؛ الأول أن أعمل من المنزل معانياً الوحدة نتيجة وجودي بمفردي، أما الثاني فهو أن أستجمع قواي وأتجهز للذهاب إلى مساحة العمل التي أداوم منها في معظم أيام الأسبوع.
محتويات المقال
في الحقيقة، حاولت كسر حلقة الكسل لقناعتي بأنني إذا كنت في وضع سيئ وسمحت له بأن يتملك مني فإن هذا يزيد وضعي سوءاً، والآن أكتب لك عزيزي القارئ هذا المقال من مكتبي في مساحة العمل ويمكنني القول بثقة إنني هزمت الكسل في جولة اليوم وأنتظر الجولة القادمة.
استدعى موقف اليوم إلى ذهني تغريدة نشرها المعالج النفسي أسامة الجامع يقول فيها: "الانضباط يعني أن تلاحق هدفك سواء كنت في مزاج جيد أو مزاج سيئ. بمعنى أن سوء المزاج لا يؤدي بك مثلاً لكسر روتينك اليومي في الرياضة والغذاء الصحي، أو روتينك اليومي في العمل. حتماً لن تكون كل الأيام مثل بعضها، ولن تكون في كل الأوقات بنفسية جيدة، لكن بوجود الهدف ووضوحه يزيد تركيزك وتتحسن".
الآن ربما يدور في ذهنك تساؤل منطقي: كيف أعتمد مبدأ الانضباط في حياتي خلال العام القادم؟ وما هو الفرق الذي سيحدثه فيها؟ حسناً إليك الإجابة المفصلة في السطور القادمة.
اقرأ أيضاً: عصر تعفّن الأدمغة: إليك قصة هذا المصطلح وكيفية وقاية نفسك منه
لماذا من المهم أن تهتم بانضباطك الذاتي في العام الجديد؟
يُحدث الانضباط الذاتي فرقاً هائلاً في حياتك للأفضل، يظهر في النقاط التالية:
1. عندما تكتسب مهارة الانضباط الذاتي ستتمكن من السيطرة بدرجة كبيرة على مشاعرك وردود أفعالك، وتركز فقط على ما ينفعك ويضيف إليك، وهذا يعني تحسن قدرتك على اتخاذ القرارات واستقرار حالتك النفسية.
ستعرف كيف تعزل نفسك عن المغريات والمشتتات التي تزاحمك وتتجنب السلوكيات المدمرة للذات، وعند هذه النقطة الفاصلة ستجد أن قدرتك على تحقيق الأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى أصبحت أفضل، وإنتاجيتك ارتفعت.
2. ستزيد ثقتك بنفسك نتيجة وصولك إلى نسخة أفضل من ذاتك، فنظرتك للأمور اختلفت وأصبحت قادراً على تحديد الأولويات والالتزام بالمواعيد.
3. لن تصبح حياتك مضطربة متداخلة، فوقت العمل للعمل وهناك وقت منفصل للترفيه ووقت آخر للعائلة، وهكذا ستجد أنك تعيش حياة صحية متزنة.
5 إرشادات فعالة لتنجح في تعزيز انضباطك الذاتي
حتى تغتنم الفوائد الثمينة السابقة وتنجح في نقل الانضباط الذاتي من جانبه النظري إلى العملي، إليك بعض الإرشادات التي ستساعدك:
1. اعرف ما تريد وضَعْ خطتك
الخطوة الأولى لتصبح شخصاً منضبطاً أن تعرف ما يحركك فعلاً: ما هي الأهداف التي تتطلع إلى تحقيقها؟ ما هو المكان الذي تود أن ترى نفسك فيه مستقبلاً؟ فمن دون خطة لأهدافك تضعها نصب عينيك سيكون من السهل أن تحركك رمال الحياة المتحركة حيثما أرادت.
2. حدد أولوياتك
نعلم جميعاً أن الأمور اليومية تتفاوت في أهميتها؛ لذا حتى تكون بوصلتك في تنفيذ المهام مستقرة، عليك أن ترتب أولوياتك بوضوح وبدقة؛ حتى توجّه طاقتك نحو تنفيذها بالتسلسل المناسب.
3. عالج نقاط ضعفك واستثمر نقاط قوتك
يعد الاعتراف بالعوائق خطوة أساسية لتغيير العادات والالتزام بالانضباط الذاتي، لذا اعمل على حصر جوانب شخصيتك التي تعطلك عن النجاح وعالجها، على الناحية الأخرى اكتب في ورقة نقاط قوتك ووظِّفها في تحقيق أهدافك؛ حتى يكون طريق نجاحك أكثر فاعلية وسهولة.
4. ضع خطة احتياطية
أخبرتك في البداية أن تضع خطة واضحة المعالم، لكن حتى أكون صادقاً معك؛ ففي بعض الأحيان تحدث متغيرات خارجة عن إرادتنا تجعل خطتنا مستحيلة التحقيق أو ليست ذات جدوى، وهنا تظهر أهمية الخطة البديلة التي تجعلك تستكمل طريقك بعد تحديث خطتك القديمة.
5. كن لطيفاً مع ذاتك
جميعنا نتعثر بين الحين والآخر في حياتنا ونخطئ ونتعلم، هذه عملية دائمة لا غنى عنها، لذا؛ عندما تفشل ركّز على أن تتعلم من أخطائك ولا تقسو على ذاتك وتلومها بكثرة، وتعامل معها باتزان بعيد عن التطلع إلى المثالية المستحيلة.
اقرأ أيضاً: ما هي البرونويا؟ وما هو الفرق بينها وبين البارانويا؟