نحلم جميعاً بعلاقة عاطفية قوية ومُرضية في آن معاً، يحافظ فيها الشريك على هويته مع الاعتماد على شريكه. لتحقيق هذا التوازن من الضروري أن نفهم الفرق بين الاعتماد المتبادل والاعتماد العاطفي الزائد أو التعلّق المفرط بالآخر. يسمح هذا التوازن الدقيق الذي يمثّله الاعتماد المتبادل بتعزيز الصلات بين الشريكين دون التضحية بالهوية الشخصية، وبالتالي خلق أسس العلاقة الزوجية المتناغمة.
محتويات المقال
متى يضر الاعتماد العاطفي بالعلاقة الزوجية؟
خلافاً للاعتماد العاطفي الزائد، فإن الاعتماد المتبادل يتمثل في قدرة الشريكين على تحقيق الارتباط العاطفي مع الحفاظ على هويتيهما المستقلتين. في العلاقة الزوجية القائمة على الاعتماد المتبادل يعترف كلا الشريكين بأهمية إظهار الضعف والحسّ المرهف والحميمية، مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بنوع من الاستقلالية العاطفية.
هذا يعني أنهما يتمتعان بحرية التعبير عن احتياجاتهما، واتخاذ قراراتهما الشخصية مع تبادل الدعم عندما يكون ضرورياً. يعطي الاعتماد المتبادل إذاً أهمية كبيرة للاستقلالية خلافاً للاعتماد العاطفي، الذي قد يتعلّق من خلاله أحد الشريكين بالآخر، كي يحظى بالاستحسان والتأييد أو لتلبية احتياجاته العاطفية الشخصية.
اقرأ أيضاً: ما هو الاعتماد المتبادل في العلاقات الزوجية؟ وهل هو مؤشر إيجابي؟
لماذا من المهم الحرص على الاستقلالية بين الزوجين؟
في العلاقة الزوجية القائمة على الاعتماد العاطفي الزائد تكون الحدود غير واضحة، ويقود ذلك في الغالب إلى سلوكيات انفعالية وسوء إدارة النزاعات، والعجز عن الشعور بالاستقلالية دون وجود الآخر. وقد تصبح هذه العلاقة سامة، ويمكن أن تمنع الشريكين من تحقيق الازدهار الفردي وكذلك الازدهار المشترك.
في المقابل، فإن علاقة الشريكين المستقلين تتميز بخصائص أساسية مثل الحدود الواضحة والتواصل الصريح، وحرية قضاء أوقات مستقلة، مع الحفاظ على ارتباط عميق بينهما. ويشجع هذا النمط من العلاقات على تحقيق الازدهار الشخصي مع تعزيز الالتزام المتبادل.
مختصة نفسية تهديك نصيحة ذهبية
وفقاً للتصريح الذي أدلت به المختصة النفسية شارون مارتن (Sharon Martin) لموقع فيري ويل مايند (VeryWellMind)، فإن تحديد رغباتك والحفاظ على صداقاتك، وعدم الخوف من قول "لا" لشريكك أو رفض طلباته في بعض الأحيان، هي شروط أساسية لبناء علاقة ترتكز على الاعتماد المتبادل.
إن تطوير علاقة الاعتماد المتبادل يمكّن الشريكين من الارتباط بأمان كامل، وتلبية احتياجاتهما العاطفية دون فقدان استقلاليتهما وفردانيتهما. كما توفر هذه العلاقة بيئة ترسّخ الحب والثقة بمرور الوقت دون الشعور بعبء الاعتماد العاطفي الزائد.
اقرأ أيضاً: سر مشاكل زواجك قد يكون مخفياً في طفولتك