ملخص: هل تعتمد في تحفيز نفسك على قوة إرادتك فقط؟ قد يكون هذا النوع من التحفيز مفيداً لك، لكنه قد يتحول أحياناً إلى صراع نفسي ينتهي بالتسويف ثم الشعور بالذنب. الاعتماد على النفس لا يكفي في نظر أستاذة العلوم السلوكية جاكلين مارغوليس. لذا تنصحك بأسلوب تحفيز لا يستخدمه الكثيرون، لكنه أثبت فعاليته. إنه التحفيز المعتمد على البيئة المحيطة بك. هذا يعني أنك مطالب بخلق الظروف المواتية لإنجاز مهامك وتحقيق أهدافك. يرتكز هذا النوع من التحفيز على 3 نصائح عملية: 1) ركّز على السهولة والبساطة: عليك أن تسهل الوصول إلى أهدافك والمواظبة على أنشطتك من خلال إزالة المعوقات التي تحول دون ذلك. 2) استخدم التنبيهات والإشارات لتذكير نفسك: كي تحافظ على تصميمك وعزيمتك استخدم باستمرار إشارات بصرية مشجعة تذكرك بأهدافك. 3) وظّف حب الاستطلاع للإقبال على واجباتك بنشاط: يمكنك ذلك من خلال الجمع بين الواجبات الضرورية والأنشطة الممتعة، كأن تشاهد مسلسلك المفضل في أثناء ممارسة تمرينك الرياضي.
محتويات المقال
في مقال نشره موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) حديثاً اهتمت أستاذة العلوم السلوكية بجامعة بيبرداين (Pepperdine University) جاكلين مارغوليس (Jaclin Margolis) بنوع من التحفيز لا نستخدمه كثيراً، وهذا ما قد يفسر بوضوح سبب معاناتنا أحياناً في تحقيق أهدافنا.
كيف تكتشف القوة المحفزة الكامنة في بيئتك؟
يعاني الكثيرون لتحفيز أنفسهم على ممارسة هذا النشاط أو ذاك في حياتهم اليومية. بسبب شعورهم بالتعب أو الإرهاق أو حتّى الاكتئاب، قد يصعب عليهم أحياناً استجماع القدر المطلوب من الحماس والحافز الكافي لتحقيق أهدافهم، سواء للمواظبة على جلسة تمارين رياضية، أو الانضمام إلى دورة تدريبية جديدة على سبيل المثال.
إذا أردنا إحداث تغيير في حياتنا أو بدء مشروع أو نشاط جديد، كيف نفعل ذلك؟ ترى أستاذة العلوم السلوكية جاكلين مارغوليس أننا نميل تلقائياً إلى التفكير في تطوير استراتيجيات عملية ترتكز على قائمة الفوائد المرجوة، أو على الدعم الذي يقدمه لنا الأشخاص المقربون منّا.
على سبيل المثال إذا أردت تحفيز نفسك على ممارسة التمارين الرياضية فإن ذلك يكون سهلاً بمعية صديق، أو من خلال استحضار قائمة الفوائد التي ستجنيها. هذا يعني أننا نعتمد في خلق الحافز على أنفسنا وعقولنا وحدها، علماً أن بإمكاننا أن نتصرف بطريقة مختلفة لتغيير سلوكياتنا.
لماذا عليك ألا تعتمد على إرادتك فقط في تحقيق أهدافك؟
ترتكز الفكرة التي تقترحها مارغوليس على تغيير منظورنا من خلال تبني سلوك مختلف. بدلاً من الاعتماد على قوة الإرادة الشخصية، يمكننا تغيير البيئة المحيطة بنا لترغيب أنفسنا في السلوكيات التي نريدها. وتقول: "على الرغم من أن تلك الأساليب قد تنجح فإنها تعتمد أساساً على الحافز الذاتي وقوة الإرادة الشخصية، لكن هناك نهجاً أبسط من ذلك: عليك أن تجد بناية فيها مصعد معطل، قد يبدو هذا الأمر مضحكاً، لكن المقصود هو أن تخلق الظروف المناسبة لتحفيز نفسك، فعندما يتعطل المصعد، لا يظل الناس جامدين دون حراك، بل يستخدمون السلالم ببساطة". وهو خيار صحي لم يكونوا ليستخدموه لولا تعطّل المصعد.
ترى مارغوليس إذاً أن الحافز لا يرتبط فقط بقوة الإرادة التي تتحول في معظم الأحيان إلى صراع نفسي داخلي، وتقود إلى الشعور بالذنب. لذا؛ تقترح 3 نصائح عملية تساعدك على تحقيق أهدافك. وفي هذا الإطار تصبح البيئة المحيطة بك عاملاً مساعداً على تحقيق النتائج الملموسة، وتجنّب التسويف.
ركّز على السهولة والبساطة
تنصح مارغوليس بالحرص على البساطة في عملية التحفيز. نحن نميل تلقائياً إلى الخيارات السهلة والمريحة. فنفضل مثلاً تناول موزة بدلاً من تفاحة، لأن الموزة لن تلطخ أيدينا، ولا سيّما إذا كنّا في غمرة العمل. وفقاً لأستاذة العلوم السلوكية علينا أن نفعل الشيء نفسه تّجاه أهدافنا العملية، أي أن نزيل المعوقات التي تمنعنا من العمل على أهدافنا وتحقيقها.
إذا كانت الموزة خياراً جيداً مقارنة بالتفاحة، فإن اختيار النادي المحاذي لمنزلك بدلاً من النادي الفاخر والأبعد قليلاً، خيار جيد لتحفيز نفسك على ممارسة الرياضة. إن إزالة المعوقات التي تحول دون تحقيق أهدافنا، تضمن لنا استمرارية ممارسة النشاط الذي نرغب فيه.
استخدم التنبيهات والإشارات لتذكير نفسك
تهدف النصيحة الثانية المأخوذة من نظريات التنشيط العاطفي أو التعزيز الإيجابي إلى تنظيم حياتك اليومية، من خلال تنبيهات وإشارات تذكير، تشجعك على البقاء متحفزاً لتحقيق أهدافك. توضح مارغوليس ذلك قائلة: "استخدام الإشارات التذكيرية والتحفيزية أداة فعالة، فقد أظهر باحثون في كامبريدج بولاية ماساتشوستس فعاليتها من خلال تجربة شارك فيها 500 من زبائن أحد المقاهي، الذين حصلوا على قسائم خصم مختلفة، ووجد الباحثون أن المشاركين الذين حصلوا على قسائم مع إشارة بصرية، عبارة عن دمية في شكل كائن فضائي وجدوها عند الخروج من المقهى، كانوا أكثر استخداماً للقسيمة مقارنة بالمشاركين الذين حصلوا على قسيمة عادية غير مصحوبة بتلك الإشارة، وهذا يعني أن الإشارة البصرية هي التي حفزت أولئك المشاركين على استخدام القسيمة".
وظّف حب الاستطلاع للإقبال على واجباتك بنشاط
تضيف أستاذة العلوم السلوكية: "الاستفادة من حب الاستطلاع ومبدأ تجميع الإغراءات من خلال الجمع بين الأنشطة الممتعة والواجبات الضرورية يساعد على تحفيزك أكثر". لتشجيع الأطفال مثلاً على تسلق جدار لعبة التسلق يستخدم المعلمون في معظم الأحيان تقنية بطاقات صور الحيوانات. كي يحصل الطفل على بطاقة حيوان الباندا الأحمر الذي يرغب في اكتشافه، عليه أن يتسلق المسار رقم 2 مثلاً.
إن تخيّلك لكيفية تطبيق مبدأ الإغراء بحبّ الاستطلاع، يمكّنك من إرساء روتين أنشطتك الجديد بكلّ سرور وهمّة. يمكنك مثلاً أن تؤجل مشاهدة مسلسلك المفضل حتى جلسة تمرين ركوب الدراجة الثابتة داخل النادي. وستكون العودة إلى النادي الرياضي في هذه الحالة مرادفاً لاكتشاف أحداث حلقة جديدة من هذا المسلسل.
تختم مارغوليس نصائحها قائلة: "لإحداث تغييرات كبيرة في حياتك، ليس عليك الاعتماد على قوة الإرادة وحدها، فمن خلال تعديل ظروف بيئتك واستخدام أدوات مثل التبسيط والسهولة وإشارات التذكير البصرية وحبّ الاستطلاع، يمكنك بناء نظام تحفيز يرشدك تلقائياً نحو تحقيق أهدافك".