ملخص: هل تثق بنفسك؟ من الصعب أحياناً أن تكشف علامات الثقة بالنفس في حين من السهل جداً أن تدرك علامات غيابها. منها مثلاً الشك المستمر في الذات، وسلوك الخضوع، وصعوبة الثقة بالآخرين أو الشعور بالدونية مقارنة بهم. الثقة بالنفس هي أن تدرك أنك تستطيع مواجهة تحديات حياتك اليومية، مع القدرة على التفكير والتعلم والاختيار واتخاذ القرارات، والتكيف مع التغييرات. وهي ليست سمة عابرة أو مادية أو مرتبطة بإطراء الآخرين. تساعد الثقة بالنفس الفرد على تطوير علاقات صحية مع الذات والآخرين، وتهدئة صوت النقد الداخلي الهدّام وتحفيز الذات وتعزيز القدرة على التحمّل. وهناك علامات سلوكية تساعدك على التأكد من أنك تثق بنفسك، ومن أهمها: 1) الوفاء بوعودك اليومية. 2) إحاطة نفسك بالأشخاص الذين يساعدونك على النمو. 3) التعامل بلطف مع ذاتك. 4) الاعتقاد أنك تستحق مكانة مهمة. 5) الاحتفال بنجاحك. 6) تقبّل التحديات والتعلّم من الإخفاقات. 7) الرغبة في تعلم المهارات والمعارف الجديدة. 8) تجنّب انتقاد الآخرين. 9) الإصغاء أكثر من التحدث.
هل تثق بنفسك؟ رداً على هذا السؤال، هناك مَن سيكون متأكداً من عدم ثقته بنفسه، وهناك من لن يشك أبداً في ثقته بنفسه، وهناك من سيحتار بين الأمرين. وللإجابة عنه في الحقيقة، يجب أن نتمهل قليلاً ونحرص على التجرد، وهو أمر ليس من السهل أبداً أن نتحلى به عندما يتعلق الأمر بقضية شخصية.
يقول المختص النفسي ناثانيال براندن (Nathaniel Branden): "الثقة بالنفس هي إدراك أنك تستطيع مواجهة تحديات حياتك اليومية، إنها الثقة بقدرتك على التفكير والتعلم والاختيار واتخاذ القرارات، والتكيف مع التغييرات، والإيمان بأنك تستحق السعادة". الثقة بالنفس ليست سمة عابرة ولا تعتمد على مقومات مادية، أو على شخص آخر أو إطراءٍ من هذا أو ذاك. كما أنها لا تأتي من خارج ذاتك. فكيف تتأكد إذاً أنك تثق بنفسك؟
اقرأ أيضاً: اكتشف هذه التقنية المبتكرة لاستعادة الثقة بالنفس
ما هي أهمية الثقة بالنفس؟
تقول المختصة النفسية نوال مصطفى (Nawal Mustafa) في منشور لها على إنستغرام: "تمثل الثقة بالنفس مضاداً قوياً لعلاج مشكلة رفض الذات، عندما نشعر بالثقة بالنفس فإننا نكون أقل ميلاً إلى بناء تصورات سلبية حول الذات، أو الانشغال باستحسان الآخرين وتأييدهم لنا". كما تساعد الثقة بالنفس الفرد على تطوير علاقة صحية مع ذاته، دون أن تتأثر بآراء الآخرين.
بالإضافة إلى ذلك، تجنّبنا الثقة بالنفس الشعور بالتوتر، وتحفزّنا وتعزز قدرتنا على التحمّل. تؤكد المختصة النفسية باربرا ماركواي (Barbara Markway) ذلك في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "كلما زادت ثقتك بنفسك، أصبحت أكثر قدرة على تهدئة الصوت الذي يهمس بداخلك قائلاً: لا أستطيع فعل هذا أو ذاك، كما تستطيع بفضل هذه الثقة أن تتحرر من أفكارك وتتصرف وفقاً لقيمك".
تساعد الثقة بالنفس أيضاً في التركيز على الاهتمام بالآخرين وبناء العلاقات الشخصية. وتضيف باربرا ماركواي: "كلنا ارتكبنا هذا الخطأ ومررنا بهذه التجربة: تدخل إلى مكان ما، وأنت تقول في نفسك إن الحاضرين جميعاً ينظرون إليّ، وإنهم يعتقدون أنني غبي، ويظنون أن كل كلمة أنطق بها تدل على غبائي، عندما ستتحرر من هذه الأفكار المسيطرة على ذهنك، فستكون قادراً على التواصل الحقيقي مع الآخرين".
تعرف إلى علامات قوة الثقة بالنفس
من السهل عموماً أن ندرك غياب الثقة بالنفس. قد يتجلى انعدام هذه الثقة في بعض السلوكيات مثل الشك المستمر في الذات، أو السلوك السلبي أو سلوك الخضوع، أو صعوبة الثقة بالآخرين أو الشعور بالدونية مقارنة بهم، أو الحساسية الزائدة تجاه النقد أو شعور الفرد بأنه غير محبوب، وفقاً لما أورده موقع ميديكال نيوز توداي (Medical News Today).
كما حددت المختصة النفسية نوال مصطفى عدة سلوكيات وتصرفات قد تدل على أنك تثق بنفسك:
- تَفي بالوعود التي تقطعها على نفسك كل يوم.
- تبادر إلى التصرف والفعل على الرغم من شكوكك.
- تحيط نفسك بأشخاص يدعمونك ويساعدونك على النمو والتحسن.
- تلطف بنفسك عندما لا تسير أمورك مثلما كنت تتوقع.
- تحب تعلّم معارف ومهارات جديدة.
- تركز على نفسك بدلاً من مقارنتها بالآخرين.
- تعتقد أنك تستحق مكانة مهمة.
- لا تولي أهمية كبيرة لآراء الآخرين مقارنة بآرائك.
- تعرف مواهبك وجوانب براعتك، والأمور التي تحب إنجازها.
- تهنئ نفسك وتكافئها عند كل نجاح أو إنجاز.
- تقبل التحديات، وتعزز ثقتك بفضل نجاحاتك، وتكتسب المزيد من المرونة وقدرة التحمل من إخفاقاتك.
- تتعلم باستمرار تقبّل نفسك.
بالإضافة إلى هذه الأنماط من التفكير، يقدم المختص النفسي ومؤلف كتاب "العادات المرتبطة بالذكاء العاطفي" (Emotional Intelligence Habits) ترافيس برادبيري (Travis Bradberry) بعض عادات الأشخاص الذين يثقون بأنفسهم. وفقاً لهذا المقال فإن الأشخاص الذين يثقون بأنفسهم يتجنّبون انتقاد الآخرين أو إصدار أحكام عليهم، ولا ينخرطون في الأمور التي لا يرغبون فيها. كما أنهم يمارسون الإصغاء أكثر من التحدث، ولا يسعون إلى إثارة الانتباه، ولا يخشون ارتكاب الأخطاء. ويحتفلون بنجاح الآخرين، ويطلبون المساعدة عند الحاجة.
اقرأ أيضاً: كيف تفرق بين احترام الذات والثقة بالنفس؟