ملخص: من منّا لا يحب متابعة مسلسله المفضل بانتظام؟ نحن نجد الكثير من المتعة والتسلية في هذه الأعمال الفنية إلى درجة أننا نتعلق بها أحياناً تعلّقاً شديداً. عليك إدراك أن شغفك بهذه المسلسلات ليس مجرد ترفيه عابر، بل ينطوي على فوائد ثمينة لصحتك النفسية. تلخصها المختصة النفسية أميليا لوبي في 5 فوائد: 1) الهروب من الضغوط والارتياح الفوري: عندما تشاهد مسلسلك المفضل تنغمس في عالم موازٍ يسمح لك بالهروب من ضغوط الواقع، وإفراز المزيد من هرمون الدوبامين المسؤول عن المتعة والسعادة. 2) التحفيز على العمل والنشاط: تساعدك مشاهدة مسلسلك المفضل على استعادة شرارة الحيوية والنشاط ولا سيما في فترات الاكتئاب أو الحداد. 3) الشعور بالأمان والارتباط الاجتماعي: تولد المشاهدة المنتظمة للمسلسلات الشعور بالأمان، والاتصال بمجموعات الهواة والمتابعين. 4) الاستكشاف بطريقة غير مباشرة: تساعدك المسلسلات على استكشاف عوالم وتجارب وعواطف جديدة. 5) التماهي مع الشخصيات: تساعدك متابعة بطلك المفضل أحياناً على تحسين فهمك للواقع وقدرتك على التعامل مع التحديات.
محتويات المقال
غالباً ما ننظر إلى عادة مشاهدة المسلسلات باعتبارها مجرد تسلية وهروب من ضغوط الحياة اليومية. لكن دور هذه العادة أعمق بكثير من ذلك، إذ تؤدي المسلسلات خلال فترات الضغوط أو الوحدة أو الاضطراب العاطفي دوراً علاجياً في بعض الأحيان.
فقد تساعدنا على تخطّي اللحظات الصعبة، وتمنحنا شعوراً بالارتياح وتعزز رفاهتنا النفسية. لكن ما هي على وجه التحديد الفوائد النفسية الملموسة للمسلسلات؟ إليك 5 فوائد وفقاً للمختصة النفسية أميليا لوبي (Amélia Lobbé).
1. الهروب من الضغوط والارتياح الفوري
عندما يصبح واقع الحياة لا يطاق، فإن المسلسلات تسمح للمرء بأن ينفصل عنه، ولو مؤقتاً. فهي تتيح استراحة استثنائية مطلوبة، ينغمس خلالها المشاهد في عالم موازٍ، بعيداً عن مخاوف الحياة اليومية ومشكلاتها.
فيسمح له الشعور بالهروب من الواقع بإفراز هرمون الدوبامين، المسؤول عن المتعة، وهو الأمر الذي يولّد ارتياحاً فورياً. يسمي البعض هذه الأعمال "المسلسلات المريحة" (Comfort series)، مثل مسلسل "أصدقاء" (Friends) ومسلسل "وَن تري هيل" (One Tree Hill) اللذين أصبحا بمرور الوقت مصدر راحة ومواساة للمشاهدين.
2. التحفيز على العمل والنشاط
عندما ينقصك الحماس والحافز فإن مشاهدة حلقة من مسلسلك المفضل قد تحفزك على العمل والنشاط.
تساعدك مشاهدة مسلسلك على استعادة حيويتك، واستئناف بعض العادات البنّاءة مثل العودة إلى ممارسة النشاط البدني أو الاجتماعي. وتشكل هذه الشرارة الصغيرة أحياناً منحة ثمينة للأشخاص الذين يمرون بفترات اكتئاب أو حزن.
3. الشعور بالأمان والارتباط الاجتماعي
الانغماس المتكرر في مشاهدة مسلسلك المفضل بشخصياته المألوفة وقصصه المنتظمة يولّد شعوراً بالأمان. عندما تثقل الوحدة كاهلك تمنحك هذه المسلسلات شعوراً بالارتباط الاجتماعي، كأنك التقيت أصدقاءك القدامى.
كما أنها تعزز الحوارات والمحادثات بين الأشخاص الذين يتابعون المسلسل، ومن ثمّ تقوي الصلات الاجتماعية. ويؤدي تبادل الانطباعات والآراء حول المسلسلات والمشاركة في مجموعات المتابعين عبر الإنترنت إلى خلق دينامية الانتماء المفيدة جداً، ولا سيّما خلال فترات العزلة.
4. الاستكشاف بطريقة غير مباشرة
بالنسبة إلى الأشخاص الذين تقيدهم أوضاع خاصة مثل حالات الحجر الصحي أو القلق، أو حالات ذوي الهمم فإن هذه المسلسلات تسمح لهم باختبار بعض التجارب بطريقة غير مباشرة.
فهي تسمح لهم بالسفر أو استكشاف عوالم جديدة أو الشعور بعواطف قوية مع البقاء في بيئة آمنة وتحت السيطرة. وقد تعيد هذه التجربة المريحة والمحفزة جداً الشجاعة إلى هؤلاء لمواجهة تحديات الحياة الحقيقة.
5. التماهي مع الشخصيات
يصبح أبطال المسلسلات التي قد نتابعها أحياناً طوال سنوات شخصيات مألوفة بالنسبة إلينا. فنراهم ينْمون ويواجهون الصعوبات، ويكبرون ويشيخون بل قد يموتون أحياناً مع تطور أحداث المسلسل.
يسمح القرب من هذه الشخصيات للمشاهد بالتماهي معها، واستيعاب بعض دروس الحياة التي تقدمها، ومن ثم تساعده على فهم عواطفه الشخصية بطريقة أفضل. كما يتيح له استكشاف ذاته من خلال هذه الشخصيات تحسين تعامله مع تحدياته الشخصية.