ملخص: الرغبة الشديدة في الأكل ليلاً ليست مرتبطة بالجوع بالضرورة. وفقاً لخبير التغذية شارل بيلابون فإن الرغبة الشديدة في الأكل ليلاً تنجم عن حاجة عاطفية لم نتمكن من إرضائها، وهذا ما تعكسه ظاهرة الأكل العاطفي. يعرّف موقع ساينس دايركت الأكل العاطفي بأنه "تعديل سلوك الأكل استجابة إلى عاطفة معينة بدلاً من أن يكون استجابة إلى الجوع أو الشبع". ونلجأ عادة إلى الأكل العاطفي ليلاً عندما تنتابنا بعض العواطف السلبية. للتخلص من هذه العادة ينصح بيلابون بضرورة إعادة التوازن العاطفي بدلاً من التوازن الغذائي من خلال إدراكنا للمواقف التي تولد الرغبة في الأكل ليلاً. كما ينصح باتباع الخطوات التالية لاستعادة السيطرة على نمط الأكل الذي نتّبعه: 1) الإصغاء إلى الذات ومشاعرها وعواطفها. 2) البحث عن الأسباب التي تولد الرغبة في الأكل وتحليلها. 3) مواجهة العواطف السلبية بدلاً من كبتها بالأكل. 4) الامتنان واللطف في التعامل مع الذات. 5) طلب الدعم النفسي للتخلص من الأكل العاطفي.
محتويات المقال
يقول خبير التغذية شارل بيلابون (Charles Pélabon) :"لا ترتبط الرغبة في الأكل ليلاً بالجوع في معظم الأحيان، بل تنجم عن حاجة عاطفية لم نتمكن من إرضائها، فبعد يوم طويل من العمل والتوتر نبحث عن تهدئة مشاعرنا، فيصبح الأكل ملاذاً فورياً وسهلاً ومريحاً لنا، لكن هذا الشعور بالارتياح لا يستمر طويلاً في معظم الأحيان، لأن هذا الأكل سرعان ما يولد الشعور بالذنب ولا يحقق الإشباع الحقيقي الذي نبحث عنه في تلك اللحظة على وجه التحديد".
يعكس هذا السلوك في الواقع ظاهرة الأكل العاطفي. ويعرّف موقع ساينس دايركت (Science Direct) الأكل العاطفي بأنه "تعديل سلوك الأكل استجابة إلى عاطفة معينة بدلاً من أن يكون استجابة إلى الجوع أو الشبع".
يبدو اللجوء إلى الأكل المريح (Comfort Food) ممارسة شائعة عندما يحس الفرد ببعض المشاعر السلبية، لكن هذا السلوك لا يخلو من أضرار للصحة العضوية والنفسية. فبالإضافة إلى زيادة الوزن يمكن أن يؤدي إلى تدني التقدير الذاتي والثقة بالنفس بسبب الشعور بالذنب الذي يتلو الأكل الليلي. وقد يعلَق الفرد بسبب ذلك في حلقة مفرغة، لكن من الممكن أن يخرج منها من خلال تغيير إدراكه لما يشعر به في تلك اللحظة التي تنتابه رغبة الأكل فيها.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن الحد من سلوك الأكل العاطفي وإدارة العواطف بطريقة صحيحة؟
الحل يبدأ من إعادة التوازن العاطفي بدلاً من التوازن الغذائي
يوضح خبير التغذية شارل بيلابون قائلاً: "إعادة التوازن العاطفي هي الحل للتخلص من عادة الأكل العاطفي". استناداً إلى الفرضية التي مفادها أن هذا الجوع الليلي الشديد ينجم عن عاطفة مزعجة مثل التوتر أو القلق أو الحزن؛ فإن الحل يكمن إذاً في تعديل إدراكنا للموقف الذي ولّد هذه العاطفة.
وفقاً للخبير: "علينا تغيير إدراكنا لهذا الموقف الذي يثير هذه العاطفة بدلاً من الهروب منه؛ فبدلاً من أن تراه موقفاً سلبياً بالكامل، يمكنك تعديل إدراكك له من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية أو الدروس التي يمكن أن تتعلمها منه". والهدف من ذلك هو التخفيف من حدّة هذه العاطفة وتلك الرغبة الشديدة في الأكل من خلال استعادة السيطرة على الموقف: "فتفقد العاطفة السلبية قوتها، وتتلاشى الرغبة في الأكل الناتجة عنها، أو تختفي تماماً".
كيف تستعيد سيطرتك على نمط أكلك؟
أول خطوة ينصحك بها الخبير هي أن تأخذ الوقت الكافي للإصغاء إلى مشاعرك وعواطفك. وهذا يعني أن تكون قادراً على إيقاف الشعور المتنامي بالرغبة الشديدة في الأكل. من الضروري أيضاً أن تبحث عن الأسباب التي تثير لديك هذه الرغبة وتعمل على تحليلها.
ثم عليك أن تواجه هذه العاطفة وهذا الموقف الذي يثيرها، لأن هذه المواجهة هي التي ستسمح لك بالوصول إلى معرفة دقيقة بالعوامل التي تسبب لك الشعور التلقائي بالتوتر بدلاً من الاكتفاء بكبته من خلال الأكل. قد يبدو لك هذا الهدف مستحيلاً، لكنه سهل التحقيق في الواقع. إن الأمر يشبه أخذ وقت مستقطع لإيقاف هذا السلوك التلقائي الذي يدفعنا إلى فتح الثلاجة أو علبة الحلويات في الليل، وذلك من خلال أخذ وقت كافٍ للإصغاء إلى الذات وفهم ما نشعر به.
لذا؛ احرص على التعامل مع نفسك بامتنان ولطف واستعد السيطرة على مشاعرك. إنها عملية تتطلب وقتاً طويلاً في بعض الأحيان وقد لا تكون مريحة لأنها يمكن أن تقودنا إلى مواجهة بعض جراحنا النفسية العميقة. يمكنك أيضاً أن تطلب الدعم النفسي خلال عملك على علاج ذاتك للتمكن من إعادة التوازن العاطفي وتخفيف رغبتك الليلية الشديدة في الأكل.
اقرأ أيضاً: هل توجد علاقة بين الطعام والشعور؟ تعرف إلى الأكل العاطفي