اكتشف نفسك: 3 سمات تميز الشخصية الحكيمة

3 دقيقة
الحكمة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: من هو الشخص الحكيم؟ قد تتبادر إلى أذهاننا جميعاً صورة نمطية عن شخص مسنّ أو شيخ كبير يمتلك خبرة طويلة في الحياة، ويلخص تجاربه في أمثال ومقولات نحفظها بسهولة. لكن الحكمة لا ترتبط بالسنّ أو التجارب فقط. هناك 3 علامات أساسية تدلّ على الشخص الحكيم: 1) السيطرة على العواطف: فالحكيم هو الشخص القادر على التحكم في مشاعره وعواطفه السلبية مثل الغضب أو الحزن أو القلق دون كبتها أو تجاهلها، ويسمح له ذلك باتخاذ قرارات صحيحة ومدروسة. 2) التأمل الذاتي والعقلية المنفتحة: يتمتع الشخص الحكيم بقدرة كبيرة على تأمل ذاته وأفعاله ودوافعه وإعادة النظر فيها، علاوة على أنه شخص منفتح على وجهات النظر المختلفة وهذا ما يسمح له ببناء علاقات متوازنة. 3) الإيثار والتعاطف: لا يفكر الشخص الحكيم في نفسه فقط؛ بل ينشغل أيضاً بالآخرين، ويحرص على مساعدتهم والتعاطف معهم، ويعبر عن ذلك من خلال مبادرات بسيطة مثل تقديم النصح أو الدعم في الأوقات الصعبة.

لا ترتبط الحكمة بالسن أو المعرفة فقط؛ بل تتجلى في عدة علامات تسمح بالتمييز بين الشخص الحكيم والشخص غير الحكيم.

ينظر الناس إلى الحكمة باعتبارها صفة إيجابية ومطلوبة على نطاق واسع. خلافاً لما نعتقده فإن الحكمة لا ترتبط بالسن أو الخبرة؛ بل تتجلى في القدرة على إظهار التعاطف وضبط العواطف الشخصية والانفتاح على آراء الآخرين. إنها توازن دقيق بين التأمل الذاتي والاهتمام بالآخرين، بالإضافة إلى أنها مصدر احترام وتناغم في العلاقات الإنسانية.

وفقاً لمقال نشره موقع بسيكو ميديا الكندي (Psychomédia) فإن التحلي بالحكمة يعني أيضاً استخلاص الدروس والعبر من التجارب الشخصية والمواقف التي نمر بها. وهذا يتطلب تأمل التحديات والصعوبات بموضوعية، وتقبّل اختلاف وجهات النظر والتعامل مع الآخرين بتواضع. يشجع هذا النهج على بناء علاقات أكثر توازناً ويسهم في تهدئة التوترات، ويسمح للشخص الحكيم بمساعدة الآخرين مع التشبث الراسخ بقيمه الشخصية. فما الذي يميز الشخص الحكيم في الواقع؟ إليك العلامات التي تؤكد أنك شخص يتحلى بالحكمة.

السيطرة على العواطف مفتاح الحكمة

أول علامة دالة على الشخص الحكيم هي قدرته على السيطرة على عواطفه. لا يتصرف باندفاع في مواجهة التحديات الصعبة بل يأخذ الوقت الكافي للتفكير قبل التفاعل. يعرف الشخص الحكيم أيضاً كيف يوجّه عواطفه كي لا تسيطر عليه، سواء تعلق الأمر بمشاعر الغضب أو القلق أو الحزن. يوضح مقال نشره موقع صحّي وطبيعي الفرنسي (Sain et Naturel) أن هذه القدرة تسمح للشخص الحكيم باتخاذ قرارات صحيحة ومدروسة، والحفاظ على علاقات متناغمة مع من حوله.

لا تعني السيطرة على العواطف كبتها أو تجاهلها؛ بل يتعلق الأمر بالتقبل التام للمشاعر وإدارتها بهدوء. وفي السياق نفسه، يرسخ الشخص الحكيم أجواء الثقة في محيطه من خلال حفاظه على هدوئه حتّى في لحظات التوتر الكبير. ويسمح له هذا الأمر بحل المشكلات وتهدئة النزاعات والمشاركة في خوض حوارات أهدأ مع الآخرين.

التأمل الذاتي والعقلية المنفتحة

يتجلى جانب كبير من الحكمة في القدرة على إعادة النظر في الذات وتأملها. يخصص الأشخاص الحكماء بانتظام بعض الوقت لتأمل أفعالهم واختياراتهم ودوافعهم. لا يتيح لهم هذا التأمل الذاتي فهماً أفضل لذواتهم فحسب؛ بل يسمح لهم أيضاً بالتعلم من أخطائهم. ويستطيعون من خلال فحص حصيلة تجاربهم تجنب تكرار الأخطاء نفسها وتحقيق التحسن المستمر. وهذا التأمل الذاتي هو الذي يسمح لهم بالنمو والتطور.

تمثل العقلية المنفتحة سمة ضرورية إلى جانب التأمل الذاتي. يحسن الأشخاص الحكماء الإصغاء إلى الآخرين دون انتقاد، ويقبلون تنوع وجهات النظر والآراء. لا ينغلقون على معتقداتهم الشخصية؛ بل يظهرون استعدادهم للتعلم من الآخرين، فتقبّل الاختلافات ضروري لحل المشكلات بطريقة سلمية وبناءة. ولا يسمح لهم هذا الأمر بتجنب سوء الفهم فحسب، بل يساعدهم على بناء علاقات أكثر توازناً واحتراماً.

الإيثار والتعاطف

الإيثار أحد الأبعاد الأساسية للحكمة. لا يفكر الشخص الحكيم في نفسه فقط، بل ينشغل أيضاً بالآخرين، بالإضافة إلى أنه يشفق عليهم ويتعاطف معهم، ويحرص على تفهّم ظروفهم ومساعدتهم. يتجلى هذا الإيثار أيضاً في بعض المبادرات البسيطة والمهمة مثل تقديم النصائح بلطف أو دعم الآخرين في الأوقات الصعبة.

بصرف النظر عن الأقوال فإن هذه الأفعال تخلق علاقات أقوى مع الآخرين. كما ينشئ الشخص الحكيم من خلال إيثار رفاهية الآخرين على مصلحته الشخصية بيئة أكثر إنسانية ودفئاً يشعر فيها الجميع بالاهتمام والدعم.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: جيل الألفية يتباهى بثرواته على حساب صحته النفسية!