3 أخطاء شائعة تجعل اعتذارك عديم القيمة

2 دقيقة
تقديم اعتذار صادق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: ليس من السهل على البعض تقديم الاعتذار بعد ارتكاب خطأ ما، والأصعب من ذلك أن يصدقه الشخص المتضرر ويقبله. ومع ذلك فإن الاعتذار الصادق ضرورة لا بد منها للحفاظ على علاقاتك الشخصية وإصلاح ما تضرر منها. ولا يمكن أن تتحقق هذه الغاية إلا إذا تجنّبت بعض الأخطاء التي يرتكبها المعتذرون التي تؤدي إلى إفراغ الاعتذار من محتواه وضرب مصداقيته. في هذا الإطار تحذر المعالجة النفسية إيمي سميث من ارتكاب 3 أخطاء قد تحدّ من فعالية اعتذارك وصدقه: 1) لا تحاول تبرير أفعالك: الاعتذار الفعال هو الذي نقدمه دون تبرير مع الاكتفاء بالاعتراف بالخطأ والأذى الذي سبّبه. 2) لا تنتظر اعتذاراً في المقابل: إذا كنت تعتذر للشخص المتضرر فقط للحصول على اعتذاره أيضاً فقد يبدو اعتذارك مجرد أداة للتلاعب. 3) لا تحمّل الآخر مسؤولية أخطائك: عليك أن تتجنب لوم الآخر كي تحافظ على فعالية اعتذارك.

قد يبدو تقديم اعتذار صادق أمراً بسيطاً لكن من السهل أن يرتكب المرء بعض الأخطاء التي تحدّ من فعاليته. إليك إذاً بعض النصائح التي تساعدك على تجنّب تقليل تأثير اعتذارك.

الاعتذار الصادق ضروري للحفاظ على علاقات صحية؛ لكن من الشائع أن يمارس البعض سلوكيات قد تحوّل نيته الصادقة إلى اعتذار غير فعال. وفقاً لما ذكرته المعالجة النفسية إيمي سميث (Amy Smith) في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today)؛ فإن الاعتذار الحقيقي يجب أولاً أن يعكس تفهّم المعتذر وتعاطفه مع الآخر.

تركز المعالجة النفسية على أهمية اعتراف المعتذر بتأثير أفعاله دون أن يحاول التقليل من الأذى الذي سبّبه، فقد نميل في كثير من الأحيان عندما نقدم الاعتذار إلى تبرير أفعالنا أو انتظار اعتذارٍ في المقابل. قد يفرغ هذا السلوك اعتذارك من محتواه ويضرّ بالعلاقة التي ترغب في إصلاحها. إليك إذاً السلوكيات التي يجب تجنّبها كي يكون اعتذارك صادقاً.

لا تحاول تبرير أفعالك

من الشائع عندما نعتذر أن نحاول تفسير السلوك الذي سبب الأذى للآخر من خلال تقديم مبررات قد تبدو مشروعة. على سبيل المثال؛ إذا برّرت فعلاً ما بأنك كنت مشغولاً فقد يبدو هذا التبرير منطقياً؛ لكنه قد يعطي انطباعاً بأنك تقلل مستوى مسؤوليتك. حتّى لو كان لديك مبرر معقول فيجب ألّا يقلل من قيمة مشاعر الشخص الآخر.

الاعتذار الفعال إذاً هو الذي نقدمه دون تبرير مع الاكتفاء بالاعتراف بالخطأ والأذى الذي سبّبه. يُظهر هذا النوع من الاعتذار أنك تتحمل مسؤوليتك الكاملة وتحترم مشاعر الآخر. إن تجنّب التبرير يؤكد أنك تعتذر بصدق ويجعل اعتذارك أكثر أصالة وفعالية في إصلاح العلاقة.

لا تنتظر اعتذاراً في المقابل

من الطبيعي أن ترغب في اعتراف الآخر بأخطائه هو أيضاً، ولا سيّما إذا كنت تشعر أنك لست وحدك المخطئ. مع ذلك فإن المعالجة النفسية إيمي سميث تحذرك من الرغبة في الاعتذار فقط للحصول على اعتذار في المقابل. يمكن أن يترك هذا السلوك انطباعاً بأنك اعتذارك غير صادق، وأنّه مجرد أداة للتلاعب بالآخر.

بدلاً من ذلك، ركز على سلوكك الشخصي واترك الآخر يرد عليك وفقاً لإيقاعه الخاص. فالاعتذار الصادق يجب أن يسعى إلى إصلاح العلاقة، وليس إلى الحصول على اعتراف من الآخر.

لا تحمل الآخر مسؤولية أخطائك

تنصحك المعالجة النفسية عند تقديم الاعتذار بتجنّب لوم الشخص الآخر. على سبيل المثال إذا اعتذرت عن صراخك لكنك أشرت إلى أن ذلك حدث بسبب استفزاز الآخر لك، فهذا يعني أنك تتنصّل من المسؤولية. يفرغ هذا التبرير اعتذارك من محتواه ويجعله غير فعال لأن الشخص الآخر قد يشعر أنك توجه له اتهاماً ظالماً.

يجب أن يركز الاعتذار الصادق إذاً على أفعالك الشخصية ومدى تأثيرها. كما أن تحمل مسؤولية أفعالك دون اتهام الآخر يؤكد أنك متأسف فعلاً. يتطلب هذا النوع من الاعتذار إظهار التعاطف والتأمل العميق لسلوكك. وإذا تبنّيت هذا النهج ستزيد فرص قبول الآخر لاعتذارك وتهدئة التوتر الذي يسود علاقتكما.

المحتوى محمي