ملخص: الخوف من الالتزام مشكلة لها أسباب نفسية وقد تمتد جذورها إلى تجارب الطفولة الصعبة أو ما آلت إليه علاقات سابقة. ووربما يقودك هذا الخوف إلى الانسحاب من الحياة الاجتماعية. وهناك عدة علامات تدل عليه ، مثل 1. تركيزك المفرط على عيوب الطرف الآخر بهدف إنهاء العلاقة. 2. رغبتك الشديدة في السيطرة على مسار العلاقة. 3. حمايتك المفرطة لاستقلاليتك. 4. انزعاجك عندما يعلق الطرف الآخر آمالاً كبيرة على العلاقة. 5. مواجهة صعوبة في التخطيط للعلاقة وتعمد تخريبها بمجرد تحولها إلى علاقة جدية.
الالتزام في الحب ليس سهلاً على الجميع، ويجد البعض صعوبة في تصور مستقبل يجمعه بالشريك؛ بينما يواجه آخرون عقبات أقوى وأعمق؛ أبرزها هو الخوف من الالتزام.
وقد تنجم صعوبات الالتزام بالعلاقة عن أسباب عدة. فببساطة، قد لا يجد الشخص ذلك الشريك المناسب لبناء علاقة ناجحة، وهناك من لا يشعر برغبة في ذلك، وهناك من يرغب في إنشاء علاقة دائمة، ولكنه يقودها بنفسه إلى الفشل. والخوف من الالتزام من الأسباب المحتملة لهذه الإحباطات المتكررة.
يتجلى الخوف من الالتزام في العلاقات العاطفية ويظهر كذلك في الحياة المهنية، والصداقات. تقول المختصة النفسية، دارسي ستيرلينغ، في حوار مع موقع فوربس (Forbes): "من يعانون مشاكل الالتزام يتجنبون المواقف التي يتعين عليهم فيها تقديم وعود طويلة الأجل للآخرين، وخاصة في العلاقات العاطفية.
وفي النماذج الأشد تطرفاً، يمتد هذا الخوف إلى ما هو أبعد من العلاقات الشخصية؛ ما يجعل من الصعب على الشخص الالتزام تجاه وظيفة، أو مهنة، أو حتى المكان الذي يعيش فيه". لكن إلى جانب صعوبة الوفاء بالوعود والتخطيط للمستقبل، كيف تعرف أنك تخاف من الالتزام؟
8 علامات تؤكد أنك تخاف من الالتزام
يقول المختص النفسي، سكوت ليونز، في حواره مع مجلة باريد (Parade): "بمجرد أن تتعرف إلى أعراض الخوف من الالتزام، تبدأ في فهم أسبابه والتعامل مع القضايا الأعمق التي تكمن وراءه، قبل أن تقرر الالتزام". وبينما قد تفترض أن الخوف من الالتزام يظهر فقط في القرارات الحياتية الكبرى؛ مثل الزواج، أو السفر، أو التعرف إلى أفراد عائلة الطرف الآخر وأصدقائه؛ لكن هذه ليست الطريقة الوحيدة لتمييز أعراضه.
تقدم المعالجة النفسية، سارة كوبوريك، في منشور على حسابها في إنستغرام، مؤشرات رئيسة أخرى على الخوف من الالتزام:
- عدم تقبلك إظهار الضعف الإنساني سواء من طرفك أو من طرف الآخرين.
- تركيزك المفرط على عيوب الطرف الآخر، بغية التعلل بأسباب لإنهاء العلاقة.
- رغبتك الشديدة في أن تكون مسيطراً على العلاقة.
- حمايتك المفرطة لاستقلاليتك.
- انزعاجك عندما يعلق الطرف الآخر آمالاً كبيرة على العلاقة.
- مواجهتك صعوبة في وضع خطط للعلاقة.
- تعمُّدك تخريب العلاقة بمجرد أن تصبح جدية.
- سؤال نفسك دائماً عما إذا كنت تريد حقاً أن تكون في هذه العلاقة.
ما هي جذور الخوف من الالتزام في العلاقات؟
هناك أسباب عدة للخوف من الالتزام، ويرتبط العديد منها بتجارب سابقة. تقول المختصة النفسية دارسي ستيرلينغ إن الخوف من الالتزام يمثل شبحاً لمن اعتادوا أنماط ارتباط قلقة، أو متجنبة، أو غير منظمة؛ بسبب الوسط المحيط بنشأتهم. وبالمثل؛ فإن الخوف من الهجر الذي غالباً ما يكون نتيجة صدمة عائلية أو تجارب عاطفية أو صداقة سابقة، يغذي هذا الخوف من الالتزام.
وتوضح معالجة العلاقات الزوجية، كريستينا هاثاواي، قائلةً لـ موقع ڤيري ويل مايند (Very Well Mind): "الشخص الذي يخاف من الالتزام غالباً ما يكون قد مر بصدمة عائلية كبيرة، أو بحالة فقد، علمته أن يجد الأمان في العزلة، بدلاً من تعليق آمال كبيرة على أي علاقة".
علاوة على الثقة بالآخرين، تؤثر الثقة بالنفس وتقدير الذات في قدرة المرء على الالتزام. ويذكر موقع سايك سنترال (PsychCentral) أن للحالات النفسية دور في تعزيز مشاعر الخوف من الالتزام؛ مثل اضطراب الوسواس القهري في العلاقة، والقلق، واضطراب الشخصية الحدّية، واضطراب الشخصية شبه الفصامي.