فائدتان صحيتان مذهلتان للتسامح، تعرّف إليهما

2 دقيقة
التسامح
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: قد تنال بالتسامح ما لا تناله أحياناً بالحقد والغضب، وإذا واظبت على العفو عن الآخرين فلن تحصل على السلام الداخلي فحسب بل يمكن أن تجني فائدتين مذهلتين لصحتك النفسية والجسدية. هذا ما كشفته دراستان علميتان: 1) الفائدة النفسية: كشفت دراسة علمية شملت مجموعة من السجناء أن العلاج بالتسامح يخفض مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، وتأكد الباحثون من استمرارية هذه التأثيرات الإيجابية للتسامح ودوامها. 2) الفائدة الجسدية: أظهرت دراسة علمية أن التسامح يؤثر تأثيراً مباشراً في صحة القلب. وكشفت هذه الدراسة أن مجموعة الأشخاص المتسامحين الذين خضعوا إلى المتابعة أظهروا تحسناً ملحوظاً في الدورة الدموية، وسجلوا تراجعاً كبيراً في المضاعفات المضرة للقلب، بفضل تراجع الاستجابة إلى التوتر. لذا؛ لا تتردد في التحلي بخلق الصفح والتسامح كي تحسّن صحتك العضوية والنفسية.

عادة ما نقرن مفهوم التسامح بالسلام الداخلي أو الرفاهية العاطفية لكنه يشمل أيضاً انعكاسات ملحوظة على الصحة النفسية والجسدية. وبينما يشكك البعض في فوائد التسامح المادية أظهرت دراسات حديثة أنه قد يحسّن صحة القلب ويقلل التوتر النفسي.

إليك إذاً فائدتين من فوائد العفو والتسامح للجسم وفقاً لما ذكره أستاذ علم النفس روبرت إنرايت (Robert Enright) في مقال له على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today).

اقرأ أيضاً: متى يصبح التسامح سلوكاً ساماً؟ وكيف تسامح بطريقة صحيحة؟

1. التسامح يحسّن صحة القلب

أظهرت دراسة علمية أن التسامح يؤثر تأثيراً مباشراً في صحة القلب. وكشفت نتائج الدراسة أن المرضى المنتمين إلى مجموعة المتسامحين كانوا يتمتعون بدورة دموية أفضل خلال اختبارات المتابعة التي خضعوا إليها. بعبارة أخرى: فإن فعل التسامح الذي عبّروا عنه أدى إلى تحسن ملحوظ في الدورة الدموية، وقلّل مخاطر حدوث مضاعفات قلبية.

يمكن تفسير هذا التحسن بتراجع الاستجابة إلى التوتر عند ممارسة فعل التسامح والعفو. فالتوتر المزمن عامل من عوامل الخطر الأساسية في أمراض القلب، كما أن الحرص على التسامح يؤدي إلى تقليل مستويات إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر. ويساعد هذا الانخفاض في مستوى التوتر على تحسين الصحة القلبية العامة.

اقرأ أيضاً: ما أسباب عدم القدرة على التسامح؟ وكيف تصبح شخصاً متسامحاً؟

2. التسامح يقلل القلق والاكتئاب

تتعلق فائدة التسامح الثانية بالصحة النفسية. فقد اهتمت دراسة علمية بحالات بعض السجناء في أحد السجون المحصّنة جداً. قسّم الباحثون هؤلاء السجناء إلى مجموعتين: خضعت المجموعة الأولى إلى علاج بالتسامح، بينما استفاد أعضاء المجموعة الثانية من العلاج العادي. بعد 6 أشهر أظهر المنتمون إلى مجموعة العلاج بالتسامح انخفاضاً ملحوظاً في مستويات القلق والاكتئاب والغضب، وانتقلوا من المستويات المرَضية إلى المستويات العادية.

وأكد الباحثون هذه النتائج حتّى بعد مرور 6 أشهر على نهاية العلاج، وهو الأمر الذي يشير إلى أن التسامح ينطوي على تأثير دائم. تبدو القدرة على التسامح إذاً أداة فعالة لتحسين الصحة النفسية من خلال الحد من العواطف السلبية المستمرة وتعزيز مشاعر السلام الداخلي والعافية.