هل تعاني الأرق المتكرر؟ قد يكون حرصك على الكمال أو نزعتك المثالية هي السبب. إليك توضيح ذلك."يجب أن أكون في أفضل حال استعداداً لاجتماع الغد" أو "يجب أن أغفو بسرعة كي أحصل على 8 ساعات من النوم"، هل تبدو لك هاتان الفكرتان مألوفتين؟ إذا كان الأمر كذلك فقد تكون شخصاً مثالياً، وقد تكون هذه السمة الشخصية سبب حالات الأرق التي تصيبك.
محتويات المقال
في هذا السياق، أبرز باحثون أستراليون الارتباط القائم بين النزعة المثالية واضطرابات النوم، وكشفوا أن الضغط الشديد على النفس من أجل النوم قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويضر بجودة الراحة التي تحصل عليها وفقاً لدراسة نشرتها مجلة طب النوم السلوكي (Behavioral Sleep Medicine).
اقرأ أيضاً: ما يجب عليك فهمه عن جودة النوم وأثرها في صحتك
المثاليون نومهم أقل جودة
كشفت الدراسة التي شملت عينة مكونة من 60 متطوعاً أن الأشخاص المثاليين يحصلون في الغالب على نوم أقل جودة. استخدم الباحثون استبانات نفسية لتقييم السمات الشخصية للمشاركين وأجهزة استشعار الحركة لقياس النوم.
لاحظ الباحثون أن المشاركين الذين يميلون إلى المثالية يعانون أكثر حالات الأرق والنوم غير المريح. ويقضي هؤلاء جانباً طويلاً من أوقاتهم خلال الليل مستيقظين، بسبب انشغالهم بمخاوف الأداء والكمال.
كيف يمكن أن يواجه المثاليون هذه المشكلة؟
تتجلى النزعة المثالية في عدة مظاهر مثل الميل إلى تهويل الأخطاء أو الشك في الإنجازات الشخصية أو الحرص على الامتثال إلى توقعات خارجية عالية. ويبدو هذا المظهر الأخير الأكثر إضراراً بالنوم. يمكن أن تثير النصائح الطبية مثلاً على غرار قاعدة "النوم 8 ساعات في اليوم" قلق الأشخاص المثاليين، وتدفعهم إلى يقظة مفرطة حرصاً على النوم؛ ومن ثم قد تسبب لهم حالات أرق ليلي.
كيف يمكن أن نحسن نومنا إذاً عندما نكون أشخاصاً مثاليين؟ يمكن أن تكون العلاجات السلوكية المعرفية المعروفة بفعاليتها في مكافحة الأرق مفيدة أيضاً للحد من الأفكار المثالية. علاوة على ذلك، يمكن أن يستعيد الأشخاص المثاليون ليالي النوم الهادئة من خلال الاسترخاء والتحلي ببعض المرونة فيما يتعلق بتوقعاتهم حول النوم.
اقرأ أيضاً: كيف ترتبط جودة النوم بمواقف حياتنا اليومية؟
لا يوجد نمط نوم مثالي ثابت
يمكن أيضاً تكييف رسائل التوعية بجودة النوم، إذ بدلاً من التشدد في التركيز على أخذ "8 ساعات"، من المفيد التذكير بأن النوم ما بين 7 و9 ساعات أمر طبيعي جداً، وأن حدوث بعض الزيادة أو النقصان في هذه المدة لا يترك أثراً ملحوظاً في الحالة الصحية،
فالأهم هو العثور على نقطة التوازن والتخلص من الضغط. ومن الضروري أيضاً تقبل فكرة عدم وجود نمط نوم مثالي ثابت وأنّ ليالي النوم الأقصر أو الأطول قليلاً قد تلائم صحتك العامة. هذا يعني أن تبني هذا النهج لن يساعدك على تحسين نومك فحسب، بل يمكن أن يقلل المستوى العام لتوترك وقلقك.