لماذا نشعر بأن وقت الإجازة ينقضي بسرعة؟ وكيف نبطئ الوقت خلالها ونستمتع به؟

1 دقيقة
وقت الإجازة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

تنتهي الإجازات دائماً بسرعة، لكن لمَ نشعر أن الوقت يمر أسرع خلال أوقات الراحة؟ هذه ظاهرة معروفة تماماً: العطلات التي نتطلع إليها بفارغ الصبر، تمر بسرعة مذهلة بمجرد أن تبدأ، يتشارك الكثيرون هذا الانطباع وهو ليس مجرد وهم.

وفقاً لدراسة نشرتها دورية علم النفس الاستهلاكي (Consumer Psychology)؛ فإن إدراك الوقت خلال فترات الاسترخاء يتأثر بشدة بتوقعاتنا وحالاتنا الذهنية. فيما يلي الآليات الكامنة وراء هذا الإحساس وكيفية التعامل معه.

لا ترتقب الإجازة

حللت الدراسة المعنية ردود 451 مشاركاً حول إدراكهم للوقت قبل عطلة نهاية الأسبوع التي كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر، أو يخشونها، أو يعتبرونها لا بأس بها. وأظهرت النتائج أنه كلما انتظرنا الحدث بشوق أكبر بدا أبعد، وبدت مدته أقصر بعد أن يبدأ. تنطبق هذه الآلية أيضاً على العطلات: كلما تطلعنا إليها أكثر، شعرنا أنها تمر بسرعة أكبر بمجرد أن تبدأ.

لتخفيف الإحساس بأن الوقت يمر سريعاً، يقترح الباحثون إدخال عناصر جديدة في الإجازة، مثل الذهاب إلى أماكن غير مألوفة أو ممارسة أنشطة جديدة، فهذا يكسر الروتين ويبطئ إدراكنا للوقت، ذلك أن الدماغ عندما يواجه محفزات جديدة، تقل قدرته على التوقع وتسريع الإحساس بالوقت.

اقرأ أيضاً: ما أهمية الانفصال عن أعباء العمل خلال الإجازات؟

تجنب التخطيط للإجازة بالتفصيل

من المفارقة أن التخطيط للإجازة بالتفصيل قد يزيد إحساسك بأن الوقت يمر بسرعة. تنشئ الأنماط المتوقعة روتيناً يحد من قدرتك على إدراك الوقت، لذا فإن اعتماد أسلوب أكثر عفوية وترك مساحة للأنشطة غير المتوقعة، يسمح بأن تعيش اللحظة بمتعة أكبر.

إن أخذ الوقت الكافي لتذوق كل لحظة أمر بالغ الأهمية. قد تبدو أنشطة مثل تناول وجبة إفطار طويلة، أو أخذ قيلولة أو القراءة أو التأمل تافهة، ولكنها في الواقع فعالة جداً في إبطاء إدراكنا للوقت. في بعض الأحيان يمكن أن يكون القليل من الملل مفيداً جداً لأذهاننا.

تعلم شيئاً جديداً

وأخيراً، فإن تعلم مهارة جديدة خلال الإجازة يمكن أن يغير إدراكنا للوقت، فسواء كنا نتحدث عن تعلم العزف على الغيتار أو ركوب الأمواج أو الطبخ، فإن التجارب الجديدة تخلق ذكريات تدوم وتجعل الوقت يبدو أطول.

يشير عالم الأعصاب ديفيد إيغلمان (David Eagleman) إلى أن تكرار المهام نفسها يخلق إحساساً بأن الوقت يمر بسرعة، في حين أنه يبدو أبطأ حينما نجرب نشاطاً جديداً.

اقرأ أيضاً: كيف تستغل الإجازات لإحياء علاقاتك الاجتماعية القديمة؟

المحتوى محمي