سيدونا: طريقة فعالة للتخلص من المشاعر المؤلمة

2 دقيقة
سيدونا
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

نمر جميعاً بتجارب مؤلمة في الحياة بدرجات متفاوتة. قد يؤثر فقدان شخص عزيز أو خيبة أمل أو فشل معين أو أيّ تجربة سلبية أخرى تأثيراً دائماً في الحياة اليومية؛ لكن النضج والقوة الذهنية قد يساعدان الفرد على مواجهة هذه المعاناة.

تقول المعالجة النفسية، تريسي هوتشينسون (Tracy Hutchinson)، في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) أن القوة الذهنية تعني: "السيطرة على الذات الوعي بالسلوكيات والمشاعر والأفكار الشخصية، وضبط الأحاسيس والاستجابات وفقاً لمتطلبات المواقف المختلفة، مع القدرة على معالجة هذه الأحداث أو الخيبات أو الصدمات، ومنعها من التراكم والتحول إلى مشكلات أعقد لاحقاً".

يستطيع الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة التحمل والذكاء العاطفي العالي إذاً التعامل مع الأحداث أو الخيبات أو الصدمات كي لا تتراكم وتتحول إلى مشكلات أكبر. وفي هذا السياق، قد تساعدك طريقة سيدونا (Sedona Method) على التمكن من هذه القدرة.

ما هي طريقة سيدونا؟

تشهد طريقة سيدونا انتشاراً واسعاً في الوقت الحالي باعتبارها من التوجهات الحديثة في ميدان التنمية الذاتية؛ لكنها ليست طريقة جديدة في الحقيقة، فقد ابتكرها عالم الفيزياء ورائد الأعمال الأميركي ليستر ليفينسون (Lester Levenson) سنة 1970، قبل أن تصبح طريقة مشهورة بفضل الخبير والمتحدث هيل دوسكين (Hale Dwoskin) في بداية الألفية.

طريقة سيدونا تقنية تعلمك كيفية اكتشاف قدرتك الطبيعية على تحرير أيّ شعور مؤلم أو غير مرغوب فيه فوراً، وفقاً لما أورده الموقع الإلكتروني المخصص لهذه التقنية. يقول الاستشاري المهني المعتمد في ميدان الاستشارات الطبية السريرية، ماركوس سميث (Marcus Smith)، في تصريح لموقع ويل آند غود (Well and Good): "طريقة سيدونا تقنية للمساعدة الذاتية مصممة لمساعدة الأفراد على التخلص من العواطف السلبية والتوتر والمعتقدات التي تقيدهم".

تفيد هذه التقنية من خلال علاج يشرف عليه مختص نفسي الأشخاص الذين يعانون التوتر المزمن أو القلق أو يجدون صعوبة في ضبط عواطفهم أو يرغبون في الازدهار على المستوى الشخصي والعاطفي، أو أولئك الذين لديهم تقدير ضعيف للذات أو أعراض الاكتئاب وفقاً لما ذكره المعالج النفسي غاري تاكر (Gary Tucker) في تصريح لموقع ويل آند غود.

كيف تطبق طريقة سيدونا؟

تنطوي طريقة سيدونا في الواقع على عدة تقنيات متاحة. تهدف التقنية الأولى إلى تحقيق حالة من الاسترخاء والتخلي عن السيطرة واختيار تحرير المشاعر. تنقسم هذه التقنية إلى عدة مراحل:

  • المطلوب منك في المرحلة الأولى أن تركز على جانب من جوانب حياتك ترغب في أن تحسّ تّجاهه بتحسن وشعور إيجابي، ثم تحدد بعد ذلك طبيعة الإحساس الذي ينتابك.
  • تتمثل المرحلة الثانية في طرح 3 أسئلة: "هل يمكنني تحرير هذا الإحساس؟ هل يمكنني أن أسمح له بالاستمرار؟ هل يمكنني تقبّله والترحيب به؟".
  • عليك في المرحلة الثالثة أن تسأل نفسك إذا كنت ترغب في تحرير هذا الإحساس أم لا، ومتى تنوي فعل ذلك. تدفعك هذه المرحلة إلى الإجابة بطريقة لا شعورية: "أريد ذلك الآن"، وتجعلك تدرك عدم وجود أيّ خيار آخر غير تحرير هذا الإحساس والتخلص منه.

من الخيارات الأخرى الأساسية التي تطرحها طريقة سيدونا خيار تقبّل الإحساس. بدلاً من محاولة تحريره، يمكنك أن تستشعره استشعاراً كاملاً وتقبله. وفي هذا السياق، كشفت دراسة نشرتها مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Journal of Personality and Social Psychology) أن الأشخاص الذين يتقبلون أفكارهم ومشاعرهم بدلاً من انتقادها يتمتعون بصحة نفسية أفضل من غيرهم. لذا؛ يقترح عليك غاري تاكر ما يلي: "ركّز على تنفسك، فإذا ظهر إحساس ما راقبه وحاول أن تحدد طبيعته، ثم عد من جديد إلى التركيز على طريقة تنفسك لخلق مساحة بينك وبين هذا الشعور الذي ينتابك".