عندما كنا طلاباً في المدرسة، كنا نحرص باستمرار على تقديم الوعود إلى رفاقنا بالبقاء "أصدقاء مدى الحياة". ولكن هل هذا ممكن حقاً؟ بعد نهاية مسار الدراسة والمواعيد اليومية في فسحة الاستراحة، قد يَصعُب الحفاظ على العلاقات مع هؤلاء الرفاق.
ومع ذلك، فإن علاقات الصداقة ضرورية لرفاهيتنا؛ لأن محيط كل منا يؤثر إيجابياً في صحتنا النفسية أو العضوية. ولكن كم مرة تحتاج إلى رؤية أصدقائك والتواصل معهم لجني فوائد الصداقة؟
ما هو نهج 5-3-1 للحفاظ على علاقات الصداقة؟
على الرغم من عدم وجود معادلة رياضية دقيقة لتعزيز الصداقات، فثمة قواعد قد تساعدنا على معرفة عدد المرات التي يجب أن نرى فيها أصدقاءنا في اليوم أو الأسبوع أو الشهر. هذا عموماً ما تؤكده المختصة في العلوم الاجتماعية المدرّبَة في جامعة هارفارد وخبيرة الصحة الاجتماعية كاسلي كيلام (Kasley Killam). وتشرح هذه الباحثة بتفصيل نهج 5-3-1 الذي تقترحه في كتابها "فن الارتباط وعلومه" (The Art and Science of Connection).
اقرأ أيضاً: 4 أنواع من الأصدقاء لا غنى عنهم في الحياة
أوضحت كاسلي كيلام لقناة سي إن بي سي (CNBC) أن هذا النهج الذي يستند إلى أبحاث علمية، يمثل "نقطة مرجعية" على غرار التوصية بضرورة الحرص على 8 ساعات من النوم ليلاً. وتتجلى هذه النقطة المرجعية فيما يلي:
- 5: تواصلْ مع 5 أشخاص مختلفين أسبوعياً.
- 3: حافظ على 3 علاقات وثيقة على الأقل.
- 1: احرص على ساعة من التفاعل الجيد يومياً.
كيف نوطد علاقتنا بأصدقائنا؟
تقول كاسلي كيلام: "عموماً إذا استلهمنا نتائج الأبحاث المنجزة حول مدة العلاقات وعدد صداقات الأشخاص الذين يشعرون بالرضا الحقيقي، يمكننا أن نقول إن هذا النهج يمثل نقطة انطلاق جيدة". وإذا كان مسار الحياة ومشاغلها ومدى متانة هذه العلاقات عوامل تتدخل في زيادة عدد المرات التي يوصي بها نهج 5-3-1 أو خفضها، فإن الصداقة لا يمكن أن تستمر إذا غاب التواصل تماماً أو كانت العلاقة من جانب واحد. يقول الطبيب النفسي جيرارد أبفيلدورفير (Gérard Apfeldorfer): تتأسس الصداقة مثل باقي العلاقات الدائمة على مبدأ التبادل، فنحن نعطي كي نأخذ، وهذا الأخذ والرد هو الذي يمكّن من بناء العلاقات".
اقرأ أيضاً: كيف تكسب الأصدقاء وتزيد جاذبيتك بطريقة سام ألتمان؟
في يناير/كانون الثاني 2023، نشر فريق من الباحثين نتائج دراسة اهتمت بتأثير المحادثات مع الأصدقاء في الحالة الصحية. شارك 900 طالب في هذه الدراسة قبل إغلاق الجامعات بسبب جائحة كوفيد-19 وخلال الإغلاق وبعده. وكانت على المشاركين ممارسة سلوك تواصلي من أصل 7 سلوكيات خلال النهار مثل المزاح أو الإصغاء أو التعبير عن إطراء صادق، ثم تقديم تقرير في مساء اليوم نفسه حول حالة مشاعرهم التي تشمل التوتر والارتباط والقلق والرفاهية والوحدة ومدى جودة ذلك اليوم. وكشفت النتائج أن إجراء محادثة واحدة في اليوم على الأقل مهما كنت طبيعتها، يمكن أن يحسن على نحو ملحوظ شعور الفرد بالرفاهية في حياته اليومية.