ما العمل في مواجهة تحديات الحياة وضغوطها التي لا تنتهي؟ هذا السؤال يشغل الكثيرين ويؤرق بال العديد من الخبراء والمختصين، فالاستسلام لهذه الضغوط قد يؤدي إلى تفاقم المعاناة النفسية وفقدان الأصالة الشخصية. لكن ماذا لو كان الحل يكمن في تنشيط بعض الوظائف النفسية المتاحة لنا جميعاً؟ يعرض المقال التالي 7 وظائف أساسية تساعدنا على الصمود دون أن نخسر طبيعتنا وهويتنا الأصيلة.
محتويات المقال
عادة ما نظن أننا نعرف أنفسنا جيداً لكننا قد نندهش أحياناً عندما نتصرّف بطريقة غريبة في بعض المواقف التي تواجهنا، فنعجز عن الحفاظ على طبيعتنا في مواجهة ضغوط معينة؛ مثل اليوم السيئ الذي يثير في نفوسنا شعوراً بالإحباط. نحن جميعاً عرضة إلى تقلب شخصياتنا في الحياة اليومية، فكيف يمكن أن نحافظ على أصالتنا في الظروف كلها؟
فهم الشخصية
تعكس الشخصية مجموع السمات النفسية للفرد؛ وهي خصائص تحدد نمط تفكيره وسلوكياته وعواطفه وتفاعلاته الاجتماعية، علاوة على أنها تمثل صفات فريدة وقد تتغير بمرور الوقت وفقاً للمواقف التي يمرّ بها ودوافعه وماضيه الشخصي وخصائصه الجسدية.
عندما نشعر بأننا على ما يرام، فإننا نحتفظ بقدر من الاتساق حتّى في ظل هذه التقلبات التي قد تشهدها شخصياتنا، وقد نحافظ على شعورنا بالأصالة من خلال السيطرة على "زمام" ذواتنا. لكننا نعجز أحياناً عن السيطرة على بعض جوانب شخصياتنا، ونجد صعوبة في فهم ذواتنا، ولا سيّما بسبب بعض تصرفاتنا أو طبيعة علاقاتنا بالآخرين. من الضروري إذاً أن نعمل على إعادة التواصل مع الذات وتجنّب فقدان التوازن.
تعزيز الوظائف الأساسية للحفاظ على الأصالة الشخصية
للحفاظ على طبيعة شخصيتك وأصالتها، يجب إذاً أن تتعلم تعميق معرفتك بها؛ وهو أمر يمكن أن يحدث في أيّ مرحلة من مراحل العمر. يتطلب تعميق معرفة الفرد بشخصيته وفهمها أحياناً وقتاً طويلاً، ولا سيّما أننا غالباً ما نتأثر بنظرة الآخرين التي تحتل مكانة مهمة في تحديد كينونتنا وتصرفاتنا. لذا؛ قد نمارس أحياناً سلوكاً دفاعياً أو قد نشعر بالإرهاق النفسي دون أن نفهم الأسباب التي تقف وراء ذلك.
نحتاج إذاً إلى إصغاء حقيقي إلى الذات ووعي بها لإعادة اكتشافها والشعور بالانسجام التام معها. في هذا السياق، كشف صانع المحتوى الفرنسي بسيكوكواك (PsyKoCouac) مؤخراً في مقطع فيديو7 وظائف تساعدك على الوصول إلى مرحلة الانسجام مع الذات. إليك إذاً هذه الوظائف السبع التي يجب عليك تعزيزها للحفاظ على أصالتك في الظروف كلّها.
الإصغاء إلى جسدك وعواطف
كي تتمكن من السيطرة على جسدك وشخصيتك، من المهم أن تفهم ما يجري بداخلك وتستشعر ذلك. يؤدي تعطل هذه الوظيفة مثلاً إلى اضطرابات السلوك الغذائي الناجمة عن فشل الفرد في الإصغاء إلى جسده. كي تعيد الاتصال بجسدك وعواطفك، يمكنك أن تمارس تأمل اليقظة الذهنية يومياً.
اليقظة
تمكّننا هذه الوظيفة من فرز المعلومات التي نتلقاها والتعامل مع الأحداث المهمة بالنسبة إلينا. وفي السياق نفسه، تتيح لنا هذه اليقظة وضع المسافة اللازمة بيننا وبين الآخرين كي نتجنّب تطفّلهم علينا برغباتهم وقراراتهم، ولا سيّما عندما تكون هذه الرغبات على حساب صحتنا وراحتنا.
كيفية إدراك ملاحظات الآخرين
يتعلق الأمر بفهم الملاحظات الإيجابية أو السلبية حول عملنا أو أفعالنا. عندما نتلقى ملاحظات الآخرين بنظرة سلبية، فقد نشعر بالإرهاق النفسي. على سبيل المثال؛ عندما نكون حريصين على الكمال، فقد نفْرط في العمل لنيل إعجاب مدرائنا، دون أن ننتبه إلى الملاحظات الإيجابية التي تلقيناها أصلاً؛ وهذا يعني أن تكوين نظرة متوازنة وإيجابية حول ملاحظات الآخرين أمر مهم للحفاظ على أصالتنا وهدوئنا.
الوعي بما يحدث في ذاتك
من الضروري أن تراقب جيداً ما يحدث بداخلك، سواء تعلّق الأمر بالمعلومات الإيجابية أو السلبية؛ لأن إدراكها يسمح لك بفهم كيفية تصرّفك وتفاعلك. لتحقيق ذلك، تحتاج إلى بذل جهد كبير في الإصغاء إلى الذات واليقظة الذهنية الكاملة.
القدرة على التقبّل
عندما تتعطل هذه المهارة، فإن الدماغ يبذل ما في وسعه لإبعادنا عن بعض المواقف التي تذكّره بأحداث مؤلمة. تشير مهارة التقبّل إلى قدرة الفرد على التصرف مع الوعي بمواطن ضعفه وعيوبه الشخصية. إن تقبّل بعض السمات الشخصية يسمح لنا بتحمل الصعاب والعثور على الاستراتيجيات المناسبة للتغلب عليها.
قدرة التحمل
تمكّننا قدرة التحمل من تحويل التجارب السلبية إلى قوة لتحقيق التقدم، وتسمح لنا بالتغلب على العديد من المخاوف والهواجس والتقدم بصلابة أكبر دون فقدان شخصياتنا الأصيلة.
التقدير الذاتي
إنه العنصر الأساسي المؤثر في الوظائف الست السابقة. يتشكل التقدير الذاتي منذ الطفولة، ويحتاج العديد من الأشخاص إلى تقويته عدة مرات خلال حيواتهم، ولا سيّما عندما تخذلهم، ومن الصعب أن نعيش في طمأنينة وارتياح دون هذا التقدير الذاتي.
عندما تختلّ وظيفة من هذه الوظائف السبع، فقد يؤدي ذلك إلى فوضى نفسية تقودنا أحياناً إلى العجز عن الحفاظ على أصالتنا وعفويتنا. لذا؛ يعمل معظم العلاجات النفسية على هذه الوظائف لمساعدة المرضى على التحسن. فإذا شعرت بأنك لم تعد قادراً على الاحتفاظ بأصالتك وطبيعتك، لا تتردد في استشارة مختص نفسي.