ملخص: مشاعر الغضب والسخط الكامنة في النفس قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أيّ لحظة، وتخلّف وراءها تداعيات نفسية واجتماعية لا يمكن التنبؤ بمدى خطورتها. لذا؛ تصبح السيطرة على المشاعر السلبية حاجة ضرورية لتجنّب هذه الانعكاسات المضرّة. كيف تستعيد إذاً هدوءك على الرغم من تراكم هذه المشاعر في نفسك؟ كيف يمكنك التعامل مع المواقف التي تزيد توترك؟ وهل تستطيع التحكم في تدفق الأفكار السلبية الذي يخترق ذهنك؟ إليك الإجابات المستلهمة من موقع فرنسي مختصّ.
محتويات المقال
ليس الهدف من السعي وراء شعور الهدوء والسكينة أن نُغرق أنفسنا يومياً بمستجدات الحلول والإجراءات التي يجب اتباعها، ونسقط في توتر مزدوج يبعدنا عن الغاية المنشودة. لذا؛ يقترح الموقع الإلكتروني الفرنسي الآباء الخارقون (Les Supers Parents) أساليب وتقنيات قد تساعدنا على تغيير نظرتنا إلى حياتنا اليومية. لنستلهم إذاً من هذه المقترحات ما يُكسبنا مزيداً من السكينة ويفتح أمامنا أبواب السعادة والهدوء.
الحل الأمثل عندما تقترب من الانفجار
إذا كنت من الآباء أو الأزواج أو الموظفين الذين ينفجرون غضباً ثم يندمون ويشعرون بالذنب ويلومون أنفسهم على عيوبهم فثمة خبر لن يسرّك، وهو أنّك لن تستطيع أبداً تغيير الآخرين أو تعديل المواقف الصعبة التي تمرّ بها بالكامل. لكن بإمكانك تغيير طريقة تعاملك مع هذه اللحظات التي تسبب التوتر وتحاول الحفاظ على هدوئك. ما الذي يجب عليك فعله إذا تراكم قدر كبير من مشاعر التوتر والغضب في نفسك ولم تعد تستطيع منعها من الانفجار؟ قبل أن تنفجر غضباً تريث قليلاً، وحاول أن تصغي إلى جسدك لتستشعر ما تحسّ به وتكتشف تأثيرات هذه المشاعر السلبية فيه: "على سبيل المثال بدلاً من مواصلة التركيز على سلوك طفلك أو شريكك الذي يثير انزعاجك، عليك أن تنتبه إلى أحاسيسك الداخلية والجسدية، وتحددها، وسيساعدك هذا الأمر على التخلص من التوتر" وفقاً لخبراء موقع "الآباء الخارقون"، ويمكن للتنفس العميق أن يساعدك على الاتصال بجسدك.
كيف تستعيد عافيتك بعد الانفجار غضباً؟
هل انفجرت غضباً من قبل وصرخت ثم ندمت على ذلك؟ إليك إذاً الحلّ الثاني لاستعادة هدوئك: توقف عن الشعور بالذنب وحاول بدلاً من ذلك أن تفهم سبب انفعالك المفرط. وتساءلْ: ما السبب الحقيقي لهذا الانفعال؟ ما الحاجة الذاتية التي لم تلبَّ؟ يوضّح الخبراء: "إذا لم تفهم الأسباب الحقيقية لشعورك بالذنب فسيصبح ظهوره التلقائي أمراً حتمياً في حياتك اليومية، لذا؛ حان الوقت كي تغوص في ذاتك لتحدد العنصر الخارجي الذي يثير انفعال الطفل الكامن بداخلك". ما العمل إذاً؟ عليك أن تتصل بذاتك. إذا كنت تنفعل فهذا يعني أن المواقف الخارجية تؤثر فيك وتوقظ دون شك بعض جروحك النفسية الدفينة.
كيف تستعيد السيطرة على الأحداث التي تمرّ بها؟
يضيف الخبراء: "تشبه العواطف الإشارات الضوئية التحذيرية في لوحة عدادات السيارة: عندما تضيئ إحدى الإشارات باللون الأحمر فهذا يعني أن هناك حاجة معينة لم تلبّ، عادة ما نحاول حل المشكلة الخارجية، في حين أن المشكلة الحقيقية تحدث في داخلنا". ما العمل؟ خصصْ بعض الوقت بانتظام لمراجعة الاحتياجات التي حصلت عليها أو تلك التي لم تحصل عليها في أيّ مجال من مجالات حياتك، وحدد الوسائل التي يمكن أن تساعدك على تلبية الاحتياجات الناقصة. يمكنك بهذه الطريقة أن تستعيد سيطرتك على عواطفك.
كيف "تعيد ضبط" ذهنك وتقضي على شعورك بالذنب؟
الإصغاء إلى الذات وفهمها إذاً مفتاحان للمضي قدماً والتخلص من انفعالاتك ونوبات غضبك والتداعيات المضرّة الناجمة عنها مثل الشعور بالذنب واحتقار الذات. والحلّ في نظر الخبراء هو ممارسة التمرين الذي تقترحه الكاتبة والمتحدثة الأميركية كاتي بيرون (Katie Byron) لمساعدة الفرد على "قلب أفكاره" السلبية: "اختر فكرة سلبية تناسب حالتك أو تخطر على بالك باستمرار ثم حللها بطرح هذه الأسئلة: هل هي فكرة واقعية؟ هل أنا متأكد منها؟ ما الانفعال الذي تثيره لدي؟ ما الذي سيحدث لي لو تخلصت من هذه الفكرة؟". ثم أعد تأمل هذه الفكرة مراراً وتكراراً لتحليلها والتحرر منها.
عامل نفسك بلطف
حان الوقت كي تتوقف عن الضغط على نفسك، فمشاعر السخط المستمرة هذه قد تؤدي على المدى الطويل إلى استنزاف صحتك النفسية وحتى الجسدية. بدلاً من لوم نفسك على عيوبها من الأفضل أن تحتفي بمزاياها. كيف تفعل ذلك؟ مقابل أيّ حكم سلبي تصدره في حقّ نفسك باعتبارك أباً أو زوجاً أو موظفاً، يمكنك أن تجد الحقيقة في نقيضه. مثلاً إذا كنت ترى نفسك شخصاً قليل الصبر فسجّل المواقف الأخرى التي تتحلّى فيها بالصبر، وإذا كنت تجد نفسك متوتراً فدوّن المواقف التي تديرها بهدوء، ومن المؤكد أنك تفعل ذلك وعليك أن تدركه.
اقرأ أيضاً: