ملخص: هل تخضع علاقة الصداقة إلى قواعد أم يجب أن تظلّ خارج نطاق الضوابط؟ عادةً ما ننخرط في صداقاتنا دون أيّ تخطيط أو رغبة في السيطرة، ونفضّل التّعامل معها بعفوية وتلقائية بسبب المشاعر الخاصّة التي نكنّها للأصدقاء. لكنّ الخبراء يعتقدون أن الصداقات الناجحة هي التي تحترم قواعد ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها. تعرّف إليها في المقال التالي.
قد تتطلّب تنمية الصداقة وقتاً وعملاً وصبراً طويلاً. وإذا كنا نعتقد أنّ هذه العلاقة يمكن أن تدوم على مدار سنوات، فإنّ الحفاظ عليها يحتاج أحياناً إلى بذل حدّ أدنى من الجهد.
تقول المعالجة النفسية، مود بورسيل (Maud Purcell)، في مقال لها على موقع سايك سنترال (PsychCentral): "لقد كسرت الفكرة الخاطئة التي تفيد أنّ الصداقة خالدة إلى الأبد مهما حصل قلوب الكثيرين". من المهمّ أن نعرف إذاً متى يتعيّن علينا إنهاء علاقة صداقة معينة. تضيف مود بورسيل: "إذا كانت علاقة الصداقة تزيد معاناتك بدلاً من متعتك، فقد حان الوقت كي تتأكد من أنّها صداقة حقيقية تستحقّ أن تستمرّ". وحتّى إذا كانت هذه العلاقة تُسعدك أكثر ممّا تُتعسك فيجب إخضاعها إلى بعض القواعد.
4 وصايا للحفاظ على الصداقة
توضّح استشارية العلاقات الأسرية، سوزان وايت (Suzanne White)، في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "ليست وتيرة الاتصال بين الصديقين هي التي تثبت قوة علاقتهما؛ بل عمق الروابط والألفة والاحترام المتبادل بينهما هو ما يجعلها جديرة بالاستمرار". هذا يعني أنّ أهمية الصداقة في حدّ ذاتها تفوق أهمية المدّة التي قضاها الصديقان معاً؛ وهذا ما يؤكّد أنّ الحفاظ عليها يتطلب عملاً أكثر عمقاً.
لذا؛ يجب أن تحترم الصداقة، على غرار علاقات الحبّ، بعض الشروط والنصائح الضرورية في التواصل واحترام الآخر والانخراط في العلاقة وفقاً لما يلي:
- "كنّ صادقاً لكن دون أن تكون قاسياً:" لا تحاول إيذاء صديقك أو جرح مشاعره، واختر العبارات المناسبة، ولا تشتمه أو تقلّل احترامك له، واحرص على التحدّث بصراحة مهما حصل وفقاً لمقال نشرته المختصّة في علم النفس جيسيكا غريفين (Jessica Griffin)، والمختصّة النفسية بيبر شوارتز (Pepper Schwartz) في موقع قناة سي إن بي سي (CNBC).
- "احرص على الإصغاء إلى صديقك": تقرّ استشارية العلاقات الأسرية سوزان وايت بما يلي: "لا نصغي في معظم الأحيان إلّا إلى جزء من كلام الآخرين، فانشغالنا بمشكلات حيواتنا يعقّد عملية اهتمامنا بتجاربهم". ومع ذلك، فإنّ الإصغاء إلى الآخر وتوقعاته ومشاعره من الأدوار الأساسية التي يجب ألّا يهملها الصديق.
- "لا تنتقده ولا تُصدر عليه أحكاماً": بصفتك صديقاً، يجب أن تكون مستعداً لقبول عيوب الآخرين أو أخطائهم، أو حقّهم في اتخاذ قراراتهم الشخصية التي لا تعنيك. تضيف وايت: "ليس من الضروري أن يحبّ الصديق اختيارات صديقه أو يؤيدها؛ لكنّ أفضل صديق هو الذي يتقبّل اختيارات صديقه مهما كانت"، وهذا يعني أيضاً ضرورة تجنّب انتقاد صديقك أمام الآخرين.
- "يجب أن يعمل الصديقان معاً لصالح العلاقة": التواصل أساس علاقة الصداقة؛ لذا يجب أن يحاول الصديقان حلّ خلافاتهما معاً بدلاً من أن يتعاملا معها بمنطق المواجهة. تشير جيسيكا غريفين إلى ذلك قائلة: "يجب أن يحرص الطرفان على غاية موحّدة: التقارب وتعزيز العلاقة".
القاعدة الجديدة: لا مجال للقواعد
على غرار علاقات الحبّ؛ ليس هناك نمط واحد في علاقات الصداقة. لكلّ فرد الحقّ في تشكيل صداقته وفقاً لرغباته ومصلحة الطرفين أيضاً. فهل يمكننا أن نستنتج إذاً أنّ القاعدة الأساسية في علاقات الصداقة هي غياب القواعد؟ قد نستمدّ من المجتمع أو محيطنا الأسري أو الثقافة الرائجة توقعات محدّدة ومفصّلة أكثر من اللازم وغير مناسبة حول نمط الصداقة الناجحة؛ لكن من المهم أن يترك الأصدقاء صداقتهم تتطور وفقاً لطبيعة شخصياتهم الفريدة بحسب تصريح المدرّبة المختصة في علاقات الصداقة، دانيال بايارد جاكسون (Danielle Bayard Jackson)، لموقع ويل آند غود (Well and Good).
ليس من الضروري أن تواصل قضاء السهرات الليلية أو مواعيد الغداء الطويلة مع أصدقائك كي تحافظ على علاقتك بهم مثلما كان يحدث في الماضي. توضّح المدرّبة ذلك قائلة: "قد لا يبدو التسوّق برفقة صديقك نشاطاً مثيراً؛ لكن مجرّد الاستماع إليه في أثناء ذلك، وهو يحكي لك أحداث يومه قد يكون مهمّاً بما فيه الكفاية".
اقرأ أيضاً: