ملخص: التفكير السلبي والأفكار التي لا فائدة منها تخترق أذهاننا طوال اليوم، وقد تتحوّل في بعض الأحيان إلى تيار جارف يسيطر علينا، ويدفعنا إلى التشاؤم والعدمية. لماذا نسمح لهذه الأفكار باقتحام أذهاننا علماً أنّ بإمكاننا التصدي لها بأفكار إيجابية ومتفائلة؟ هذا ما تجيب عنه خبيرة التأمل جونفييف ماس من خلال اقتراح نهج عملي يساعد الفرد على ترسيخ ممارسة التفكير الإيجابي في حياته اليومية. تعرّف إلى هذا النهج من خلال المقال التالي.
لا بدّ أنك سمعت عن مفهوم التفكير الإيجابي الذي أصبح متداولاً على نطاق واسع مؤخراً. لكن على الرغم من إشادة الكثير من المدربين والمختصّين النفسيين والمعالجين بمزاياه إلّا أنّ تطبيقه في حياتنا اليومية ليس سهلاً.
ما هو التفكير الإيجابي؟
تقول المعالجة المختصّة في العلاقات وتدريس التأمل جونفييف ماس (Geneviève Masse): "التفكير الإيجابي اختيار وعملية تأمل واعية لآلاف الأفكار التي تخطر في أذهاننا يومياً". ثم توضّح ذلك قائلة: "اختيار تعزيز التفكير الإيجابي يشبه تقوية عضلة من عضلات الجسم، إنّه مهارة نكتسبها بمرور الوقت".
لتطوير هذا التفكير الإيجابي تنصح المختصّة بممارسة تمرين "التحكم في حركة المرور" (Traffic Control): "من خلال تخصيص دقيقة واحدة في الساعة للتوقّف قليلاً ثم مراقبة الأفكار، والهدف من ذلك هو تحديد نمط أفكارك: هل هي مفيدة وإيجابية، أم سلبية وعديمة الفائدة؟".
تضيف المعالجة: "في معظم الأحيان نكتشف أن هذه الأفكار غير مفيدة وغير إيجابية، لذا؛ يمكننا أن نتدرّب على مراقبة أفكارنا من خلال طرح بعض الأسئلة مثل: كيف أحوّلها إلى أفكار إيجابية؟ هل بإمكاني تغيير طريقة تفكيري؟ تتيح لنا الإجابة عنها التوصل إلى خيار واعٍ وتعزيز المزيد من التعاطف والرفاهية".
كيف تتبنّى التفكير الإيجابي في حياتك اليومية؟
إذا أردت ترسيخ التفكير الإيجابي في حياتك اليومية عليك إذاً أن تمارسه. قضاء يوم في التفكير الإيجابي يعني أولاً إبطاء وتيرة أفكارك. توضّح جونفييف ماس ذلك قائلة: "عندما تَعْلق في دوامة الحياة اليومية، أي في دوامة العمل والواجب، فإنك تكون أقلّ اتصالاً بذاتك وأقلّ تعبيرا عن كينونتك، عليك إذاً أن تتبنّى عقلية إيجابية، أي عقلية الفرح والبهجة، يمكنك اختيار كلمة تساعدك على ذلك فتقول في نفسك مثلاً: أريد اليوم أن أجسّد معاني التعاطف أو البهجة أو اللطف أو أيّ شعور إيجابي آخر".
يجب ألّا ننسى أنّ للعقلية تأثير في مستوى الرفاهية: "فنحن نعبّر عن استعدادات معينة كي نستقبل ما هو إيجابي، لا يتعلق الأمر إذاً بتفكير سحري بل باختيار إرادي لاستقبال ما هو إيجابي في موقف ما لتحفيز الدماغ على تعزيز مسارات تفكير أكثر إيجابية. إنها عملية استجابة". عندما نتحلّى بعقلية إيجابية فإن أدمغتنا تصبح قادرة على اختيارات معينة لتلبية احتياجاتنا.
وفقاً للمعالجة النفسية من المهم اختيار كلمة تحدد مسار يومك ثم ملاحظة تأثيراتها بموضوعية لإبقاء الدماغ في إطار واقعي على نحو يسمح بتقبّل النزعة الإيجابية، واستقبال الأفكار المفيدة بدلاً من الأفكار السلبية وعديمة الفائدة.
اقرأ أيضاً: