ملخص: يعد الدافع "البوصلة الداخلية" التي توجهنا نحو ما نريد تحقيقه. فما الذي يدفعك لإنقاص وزنك؟ أو الحصول على ترقية في العمل؟ أو تعلم مهارة جديدة؟ في هذا المقال، ستكتشف أهمية فهم الدوافع الحقيقية، ونقدم لك نصائح لتحديدها وكشف علامات تؤكد صحتها.
محتويات المقال
هل تتذكر أيام طفولتك؟ عندما كنت تمارس الأنشطة ببساطة دون أن تفكر مثلاً في مزايا تعلم رياضة محددة مقارنة بأخرى؛ بل كنت تجري وحسب في ساحة اللعب، وتبني قلاعاً من الرمل على الشاطئ، وتسأل أسئلة قد يراها الآخرون غبية بدافع من فضولك وحماسك.
فكل فعل له سبب ودافع، والدافع هو القوة التي تحركنا لفعل أشياء معينة وتوجهنا نحو هدف محدد ثم تحفزنا للاستمرار في السعي لتحقيقه. ومن أبرز الأمثلة دافعك لإنقاص الوزن الزائد أو للحصول على ترقية في العمل أو تعلم مهارة جديدة. وفي هذا المقال، سنتعرف إلى أهمية معرفة الدوافع الحقيقية، ونصائح لتحديدها وعلامات تؤكد صحتها.
اقرأ أيضاً: ما الذي يدفع المرء للرغبة في الشهرة؟
ما أهمية الدوافع الحقيقية لحياتك الشخصية؟
يقول المختص في العلوم السلوكية والاجتماعية، محمد الحاجي، إن حل الصراع بين القناعة بما نملكه والطموح والسعي إلى التطور يبدأ بالسؤال عن الدافع. علاوة على ذلك، كلما ازداد وضوح دوافعك الحقيقية، كانت حياتك أسهل وأكثر إرضاءاً؛ فلن تتخذ قرارات صائبة دائماً ما لم تتعرف إلى دوافعك الحقيقية في الحياة. وفهم الدافع ضروري لأنه يساعدك على:
- تحديد الخطوات التالية بسهولة: تصبح قادراً على معرفة الخطوات التي عليك اتخاذها للتقدم نحو أهدافك بكفاءة أكبر.
- توضيح الرؤية: تتضح لديك رؤية مسارك في الحياة.
- التعامل مع التحديات بفعالية: تزداد قدرتك على التعامل مع العقبات والصعوبات.
- التركيز: يزداد تركيزك على أهدافك وتبتعد عن التشتت.
- تقويم العادات والسلوكيات: يعينك فهم الدافع على اتباع عادات صحية وتجنب السلوكيات غير الصحية أو غير المفيدة، مثل المخاطرة أو الإدمان.
- التحكم: يعزز توضيح الدافع شعورك بالسيطرة على حياتك.
- الراحة: يسهم في تحسين رفاهيتك وسعادتك.
ويوضح الحاجي أنه إذا كان دافعك هو الـ "مكانة الاجتماعية" فهي لعبة متحركة و مراوِغة لا تنتهي؛ فهناك دائماً من هو أكثر وأسرع وأجمل وأذكى وأغنى.
اقرأ أيضاً: كيف تعزز دافعية التعلم لدى ابنك المراهق بطريقة سليمة؟
كيف تعرف أنك حددت دوافعك الحقيقية؟
هل تشعر أنك تعيش حياة ذات معنى؟ هل أنت شغوف بالأنشطة التي تُمارسها؟ تدل العلامات التالية على أنك حددت دوافعك الحقيقية:
1. الشعور بالطمأنينة والرضا العميق: هو من أهم علامات اكتشاف هدفك الحقيقي في الحياة؛ وهو ليس شعوراً عابراً ولا قائماً على الموافقة الخارجية؛ بل شعور مستمر نابع من الداخل ومدفوع بمعرفتك أنك تُسهم في شيء ذي قيمة للعالم.
2. العمل دون مقابل: عندما تُقدم على الفعل لا من أجل المكافآت الخارجية، مثل المال أو التقدير، بل لأنه يُسعدك أو يُرضيك.
3. السعي الدائم للتطوير: تفكيرك الدائم في كيفية تحسين أدائك في مجال معين.
4. مستويات الطاقة العالية: يظهر ذلك إذا لاحظت إنك تفقد الإحساس بالوقت عندما تمارس شيئاً تحبه، أو عندما تستطيع العمل ساعات على مشروع دون الشعور بالاستنزاف.
5. الخروج عن المألوف والاستعداد للمخاطرة: أن تعيش هدفك الحقيقي يعني التخلي عن التوقعات المجتمعية والسعي في مسارك الشخصي مهما كان غريباً، وغالباً يتطلب ذلك الخروج من منطقة الراحة ومواجهة التحديات.
6. زيادة الثقة والتقدم حتى مع الإخفاق: يفيد المختص في العلوم السلوكية والاجتماعية محمد الحاجي أنه عندما تعرف دوافعك، تزداد ثقتك وقدرتك على التقدم والشعور بالرضا حتى في حالات الـ "فشل".
اقرأ أيضاً: ما الذي يجعلنا نفقد الرغبة في العيش؟ وكيف نتجاوز هذه الحالة؟
6 نصائح عملية لتجد دوافعك الحقيقية
لا يوجد طريق واحد يناسب الجميع؛ لكن إليك هذه النصائح الفعالة لمعرفة ما يُشعل حماستك ويدفعك نحو تحقيق أهدافك:
1. ابحث عن أفضل لحظات يومك: لاحظ إذا ما كنت تتطلع إلى يوم معين في الأسبوع أو وقت محدد خلال اليوم أكثر من غيره، وانتبه لكل الأشياء المهمة والأشياء البسيطة التي تعتبرها أفضل ما في يومك.
2. انتبه لكيفية قضائك وقتك وإنفاق مالك: يركز الناس مواردهم غالباً على ما يهمهم، بما فيها الوقت والمال. لذلك، راجع نفقاتك ولاحظ ما تفضل انفاق أموالك عليه، وقيم موضوعات الكتب والمجلات والأفلام أو حلقات البودكاست التي تتابعها، ولاحظ كيف تقضي وقت فراغك والأنشطة التي تسعدك.
3. فكر فيما ينقصك: من الضروري أحياناً أن تخصص وقتاً للتفكير فيما يهمك، وإحدى الطرق هي التفكير فيما ينقصك في حياتك.
4. قيّم المحفزات التي تحرك دوافعك: تُشير الطبيبة النفسية والكاتبة، روز تايلور (Ros Taylor)، إلى أن محفزات الدوافع تسهم في إضفاء معنى أكبر على أفعالك بمجرد تحديدها.
فهناك من يحفزه الرغبة في امتلاك الأموال والرفاهية، أو يفضل أن يكون في مركز القيادة والاستقلالية أكثر من التبعية أو العمل في فريق أو ضمن منظومة. وربما يكون الدافع الأكبر لدى آخرين هو رغبتهم في المشاركة والتأثير في نطاق أكبر من أنفسهم، بينما تحفز البعض الرغبة في التميز والتفوق في مجال محدد، وتحرك بعضهم الآخر الأفكار الفريدة. وقد يميل آخرون للمخاطرة وخوض التحديات المختلفة، بينما يريد البعض مستقبلاً مستقراً وقابلاً للتوقع. يمكنك إعطاء كل من المحفزات السابقة درجة من 1 إلى 10، والتي تحصل على أعلى درجات هي دوافعك الرئيسة.
5. اجلس مع ذاتك: من الضروري أن تختلي بنفسك لتكتشف الأشياء التي تحركك من الداخل وتشعل حماستك، يمكن أن تبحث عن أمتع الأنشطة التي أحببت ممارستها في طفولتك أو فترة الدراسة وتفتقدها الآن.
6. اختبر الدافع: إذا شعرت أنك تكافح للتقدم في حياتك ولا تشعر بالرضا في نهاية اليوم، قد يكون دافعك غير مناسب، أو لعله تغيّر؛ لذلك من الضروري أن تُعيد النظر فيه. يشير مختص العلوم السلوكية والاجتماعية محمد الحاجي إلى أن وصولك إلى الرضا الحقيقي يبدأ بانطلاق الطموح من داخلك وتوجيهه نحو رغباتك وحاجاتك الحقيقية، ولذلك ينصح بالتوقف بين الحين والآخر للتأمل في دافعك واختباره.
اقرأ أيضاً: لماذا تنطفئ شعلة حماسك لممارسة الرياضة بعد فترة؟ دراسة حديثة تجيبك