ملخص: لم يعد التفرّغ للذات وتخصيص بعض الوقت لها أمراً سهلاً في ظل إيقاع الحياة المتسارع وكثرة المسؤوليات والمهام. الحياة العصرية دوّامة حقيقية تضيع فيها الرغبات والهوايات والاهتمامات الشخصية. ومع ذلك فإن لمتعتك الشخصية حقاً عليك، ويجب أن تجد لها ساعة واحدة على الأقل في اليوم. يقدم المقال التالي اقتراحات تساعدك على ترسيخ عادات الاستمتاع الشخصي في جدولك الزمني المزدحم.
مع التقدم في السن وتزايد المسؤوليات والواجبات قد نجد صعوبة في تخصيص الوقت للمتعة الشخصية. وإذا كنا نستمتع أحياناً بأوقات الفراغ خلال بعض الأمسيات أو عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازات التي ننتظرها بشغف، فإننا نؤجل المتعة الشخصية في معظم الأوقات، كما أننا ننساها تدريجياً في ظل انشغالنا وتقسيم أوقاتنا بين الضرورات المهنية والمهام اليومية والفترات المخصصة لخدمة الآخرين، علماً أن هذه المتعة حاجة ضرورية يجب أن نخصص لها وقتاً في جداولنا الزمنية.
ما فوائد المتعة اليومية؟
البحث عن المتعة في الحياة اليومية ليس مسألة عواطف عابرة فقط. فقد كشفت دراسة نشرتها مجلة الطبّ النفسي الجسدي (Psychosomatic Medicine) سنة 2010 أن الأشخاص الذين يمارسون أنشطة ترفيهية ممتعة يتميزون بأداء نفسي وجسدي أفضل. كما أفادت أنهم يشعرون أيضاً بمستويات أعلى من الرضا، ويكونون أقل عرضة وتأثراً بأعراض الاكتئاب والتوتر في حيواتهم.
هذا يعني أن المتعة ليست مسألة اختيارية في حياتنا اليومية. يقول الطبيب النفسي فرانسوا لولورد (François Lelord): "كلّما شعرنا بالمتعة يعمل نظام المكافأة في أدمغتنا ويفرز الدوبامين، فيمنحنا هذا الهرمون إحساساً ممتعاً وهذا ما يشجعنا على تكرار التجربة". قد لا يكون هذا الشعور احتياجاً أساسياً لكنّه يظلّ ضرورياً.علاوة على ذلك، قد يكشف عجزنا عن إدماج لحظات المتعة في حياتنا اليومية إشكالية أعمق.
توضح المحلّلة النفسية ماريز فايان (Maryse Vaillant) ذلك قائلة: "نحن لا نريد الحصول على المتعة فقط. هناك جروح قديمة ونرجسية غير مكتملة تدفعنا إلى معاقبة أنفسنا على غرار ما كان يحدث لنا في الطفولة، علينا إذاً أن نحبّ أنفسنا بما يكفي كي نستمتع".
5 قواعد للمواظبة على روتين المتعة
للتأكد من إدماج المتعة في جدولك الزمني عليك أن تجعلها روتيناً يومياً. توضّح المختصة النفسية ريبيكا ألفاريز ستوري (Rebecca Alvarez Story) في تصريح لموقع ويل آند غود (Well and Good): "روتين المتعة ممارسة إرادية مقصودة ترتكز على إعطاء الأولوية بانتظام للأنشطة والتجارب التي تولّد المتعة، يتعلق الأمر بتخصيص وقت في برنامجك اليومي المزدحم للانغماس في الأنشطة التي تغذي حواسك وتعزّز شغفك وتزرع فيك شعوراً عميقاً بالسعادة والرضا".
ونظراً إلى صعوبة إدماج ما يتبادر إلى أذهاننا من أنشطة في برامجنا اليومية، تنصحنا الخبيرة بالتركيز على المتع الصغيرة، وتوصي باتّباع 5 مراحل في رحلة البحث هذه:
- حدّد نمط المتعة المناسب لك: هل تفضّل المتع الحسية أم أنشطة المرح أم الاسترخاء؟ خذ وقتك الكافي للتفكير في الأنشطة والممارسات البسيطة التي تُشعرك بالارتياح. هل تفضّل الرياضة أم الطهو أم الرسم أم استكشاف الثقافات أم اللعب؟
- أدمِج المتعة في برنامجك اليومي: خصّص على الأقلّ ساعة متواصلة أو مقسّمة على مدار اليوم لمتعتك الشخصية.
- خصّص وقتاً لخلوتك: لا شيء يضاهي الخلوة لإعادة اكتشاف الذات وتقدير قيمتها الحقيقية.
- استمتع بأنشطتك في يقظة ذهنية كاملة: انتبه جيداً إلى حواسك عندما تمارس أنشطتك حتّى تستفيد من تأثيراتها.
- واصلْ بانتظام: إذا كنّا نصف هذه الأنشطة بالروتين فمن الضروري أن تحوّلها إذاً إلى عادات، وتدمج المتعة إدماجاً كاملاً في حياتك اليومية.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح فعالة لروتين يومي مثمر ومفيد