كيف تواجه شبح الخوف من الرفض بعد تجربة عاطفية فاشلة؟

2 دقيقة
الخوف من الرفض
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: ليس من السهل أبداً على المرء أن يتعرّض إلى الرفض عند التعبير عن حبّه ومشاعره الصادقة. إنّها تجربة مريرة تولّد لدى الكثيرين آلاماً نفسية قد تتحوّل إلى خوف مزمن من تكرار هذا الرفض. كيف يمكن أن يتجاوز الفرد إذاً خوفه الدائم من الرفض؟ هل يستطيع استعادة استقراره النفسي وثقته بنفسه؟ ما السبيل إلى تحقيق النضج والاستقلالية العاطفية؟ للإجابة عن هذه الأسئلة يقدم المقال التالي 3 نصائح عملية وفقاً لخبرة مختصّة نفسية.

هل تعرّضت من قبل إلى الرفض بعد تعبيرك عن الحب؟ من المؤكد أنها تجربة مؤلمة وقاسية للغاية، وقد تؤدي إلى نتائج وخيمة مثل فقدان الثقة بالنفس وتدنّي التقدير الذاتي والقلق والوحدة والانغلاق على الذات إلى غير ذلك؛ لكنّ التعرّض إلى الرفض ليس حتمياً.

تقول المدرّبة المختصّة في علاج الأزواج، ميريام بيدو (Myriam Bidaud): "يزعزع الرفض قيمنا ويكشف جروحنا وخوفنا من الهجر؛ لكنّه ليس حتمياً". فهذه التجربة المؤلمة تمثل في نظر المختصة النفسية "دعوة إلى إصلاح الذات". علاوة على ذلك، فإن التغلّب على هذا الرفض أمر ممكن وفقاً لما أورده الموقع المختصّ في العلاج النفسي بسيكولوغ.نت (Psychologue.net).

كيف نتغلب على معاناة الرفض؟

للتغلب على الخوف من الرفض الذي ترسخ عبر سنوات أو من خلال تجارب واقعية من الضروري اتّباع 3 نصائح أساسية. إليك هذه النصائح:

تحويل موقف الرفض إلى فرصة

أكيد أن الرفض أمر صعب؛ لكنّه قد يكون فرصة للعمل على ضبط العواطف والمشاعر الشخصية، وقد يكون فرصة أيضاً لإثبات القدرة على إدارة موقف صعب ثم النهوض مجدداً. هذا يعني ضرورة التعامل مع الرفض بأسلوب بنّاء.

التركيز على الجانب الإيجابي للرفض

لتحقيق التقدم من المهم التوقف عن التركيز على العواطف أو الصورة السلبية التي نحملها عن الرفض. في مقابل ذلك، ينصح خبراء موقع بسيكولوغ.نت بالتركيز على الجانب الإيجابي في هذه التجربة. على سبيل المثال؛ لا تقل عن الشخص الذي رفضك: "إنه لا يريدني"؛ بل قلْ: "هذا الشخص لم يُخلق لي وأظنّ أن ما حدث من مصلحتي".

هدم الخرافات المتعلقة بالرفض

ينظر المجتمع نظرة سلبية إلى الرفض على غرار نظرته إلى الفشل؛ بينما يمثّلان في الحقيقة فرصة للتطور. التعرّض إلى الرفض في علاقات الحبّ أمر شائع. لذا؛ من المهم هدم المسكوت عنه في هذا الموضوع كي يتمكّن أيّ فرد تعرّض إليه من خوض التجربة بطمأنينة كاملة.

لماذا يُعدّ الرفض تجربة إيجابية؟

التغلّب على الخوف من الرفض هو الخطوة الأولى نحو الاستقلالية العاطفية. إنّ تقبّل الفرد ذاته وماضيه يمثّل لبنة ضرورية لبناء علاقات سعيدة في المستقبل. ولا بدّ من الإشارة إلى أن الاستقلالية العاطفية تتطلّب فهم العواطف والاحتياجات الشخصية من خلال: "تخصيص الوقت الكافي لمعرفة كيفية تعاملنا مع واقعنا المعرفي والعاطفي والشعوري" وفقاً للطبيبة ومؤسِّسة مدرسة الاستقلالية العاطفية (École d’Autonomie Affective)، جينيت كارييه (Ginette Carrier). نستنتج إذاً أنّ التغلب على الخوف من الرفض يعني تعلّم كيفية تقبّله في مرحلة أولى ثم تعميق المعرفة بالذات. لكن إذا وجدت صعوبة في السيطرة على معاناة الرفض لا تتردّد طبعاً في طلب مساعدة مختصّ في العلاج النفسي؛ لأنه يستطيع إرشادك ومرافقتك في هذه الرحلة المؤلمة حتّى تشعر بالتحسّن.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي