هل ترتيب ميلادك بين إخوتك يؤثر في علاقتك العاطفية؟ إليك رأي العلم

2 دقيقة
ترتيب ميلادك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

ملخص: ترتيب ميلادك بين إخوتك عامل يؤثر في طبيعة شخصيتك وقد يشكّل سماتها الأساسية مثل روح المسؤولية والرزانة والطيش إلى غير ذلك. لكن هل يمكن أن يصل تأثير ترتيب ميلادك إلى علاقاتك العاطفية؟ هذا السؤال يشغل بال الكثيرين من مستخدمي منصة تيك توك مع تزايد الشهادات التي تؤكد العلاقة بين ترتيب الميلاد وطبيعة المواعدات أو علاقات الحبّ. هذا ما أدّى إلى ظهور ترند "مواعدة ترتيب الميلاد"، وإليك التفاصيل.

وسط ركام النظريات الذي يملأ مواقع التواصل الاجتماعي حول قضايا العلاقات الزوجية، ظهر توجه جديد يُسمّى "مواعدة ترتيب الميلاد". تفترض هذه النظرية أن ترتيب ميلاد الفرد بين إخوته يمكن أن يؤثر في اختياراته المفضّلة في العلاقات العاطفية.

وبينما يتزايد انتشار هذه الفكرة في منصات مثل تيك توك التي يتبادل فيها المستخدمون التجارب الشخصية، ويلاحظون أنماط الارتباط الشائعة في علاقاتهم، من حقّنا أن نتساءل: هل ترتكز هذه النظرية على مضمون حقيقي أم إنها مجرد صدفة مثيرة للاهتمام؟

ما نظرية "مواعدة ترتيب الميلاد"؟

تجد نظرية "مواعدة ترتيب الميلاد" جذورها في أعمال المعالج النفسي النمساوي ألفريد أدلير (Alfred Adler) الذي أكّد في بداية القرن العشرين إنّ موقع الفرد في هرم الأسرة يؤثّر في شخصيته على نحو ملحوظ.

وفي عام 2015، دعّم باحثون من جامعة إلينوي الأميركية (University of Illinois) هذه النظرية في دراسة نشرتها دورية أبحاث الشخصية (Journal of Research in Personality) من خلال تحليل شخصيات 377,000 طالب، وكشْف السمات المميزة الشائعة بينهم والمرتبطة بمراتب الميلاد المختلفة. واتّضح على سبيل المثال أنّ الأخ الأكبر يميل إلى تحمّل المسؤولية والسيطرة؛ بينما يُنظر إلى الطفل الأوسط باعتباره وسيطاً قادراً على التكيّف. ويُوصف الأخ الأصغر بأنه عنصر اجتماعي لا يأبه لشيء؛ في حين يعدّ الطفل الذي يكون وحيد أبويه شخصاً مستقلاً وناضجاً.

هل هذه النظرية مجرد مصادفة؟

عبّر الكثيرون من مستخدمي منصة تيك توك عن اندهاشهم من اكتشاف اتّجاهات مطابقة لهذه النتائج في تجاربهم العاطفية الشخصية. لكن المدرّبة المختصة في العلاقات العاطفية، فلورنس إسكارافاج (Florence Escaravage)، حذّرت في تصريح لموقع هاف بوست (HuffPost) من التفسير الحرفي لهذه النظرية.

وعلى الرغم من اعترافها بأننا غالباً ما نبحث في الشريك عن الأمور التي نفتقدها في بيئاتنا العائلية، فإنها تشبّه هذه النظرية باستخدام التنجيم لتفسير ديناميات الحب؛ وهي ممارسة غالباً ما تستند إلى الصدفة أكثر من استنادها إلى الأسباب المنطقية.

عوامل إضافية

تثير هذه المسألة التساؤل التالي: هل يحدّد ترتيب ميلاد كل منا سلوكياته العاطفية سلفاً أم أننا نميل فقط إلى البحث عن الدوافع خارج سياقها الحقيقي؟ ولا سيّما أنّ تربيتنا وتجاربنا الشخصية وتفاعلاتنا مع الآخرين هي التي تسهم دائماً في صقل شخصياتنا، بأسلوب أدقّ وأعقد من مراتبنا التي نحتلّها في هرم الأخوّة.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي