هذه التجربة الموسيقية يمكن أن تزيد عمرك المتوقع 10 سنوات

2 دقيقة

ملخص: كم مرّة حضرتَ حفلاً موسيقياً وشعرت بمتعة ونشوة كبيرتين؟ لا شكّ أنّك استمتعت بالإيقاعات والألحان وطرِبت لأصوات الفنانين المفضّلين مباشرة. لكن هل تعلم أن فوائد هذه التجربة الموسيقية الفريدة لا تقتصر على الجوانب الفنية والترفيهية؟ هناك فوائد صحية ونفسية عديدة تختزنها هذه الحفلات الموسيقية. تعرّف إليها من خلال المقال التالي.

ليست الحفلات الموسيقية مجرّد فرصة للترفيه والتسلية بل تشكّل أيضاً لحظات مناسبة لتعزيز شعورنا بالرفاهية. في هذا الإطار اهتمّت دراسة أجرتها جامعة زوريخ السويسرية (l’Université de Zurich) ونُشرت في فبراير/شباط 2024 بتأثير الحفلات الموسيقية في الدماغ والعواطف.

وأفادت الدراسة: "خلافاً للموسيقا المسجّلة في الاستوديو فإن العواطف الموسيقية المكثّفة تظهر بقوة أكبر خلال الحفلات الموسيقية المباشرة، ويشعر بها الفرد خلال الاستماع إلى الموسيقا في أثناء هذه الحفلات بفضل العلاقة التفاعلية بين الفنّانين والجمهور". وخلص الباحثون إلى ما يلي: "اكتشفنا من خلال هذه الدراسة أن الحفلات الموسيقية المباشرة يمكن أن تحفّز الدماغ العاطفي بقوة أكبر وثبات أكثر من الموسيقا المسجّلة". وعلاوة على إثارة الحماس والعواطف يمكن أن تشكل الحفلات الموسيقية عاملاً من عوامل طول العمر.

20 دقيقة لزيادة 10 سنوات في متوسط العمر المتوقع

وفقاً لبحث أنجزه الباحث في علوم السلوك باتريك فاغان (Patrick Fagan) فإن حضور الحفلات الموسيقية بانتظام يمكن أن يزيد متوسط العمر المتوقع في صحّة جيدة.

كما أن مشاركة بسيطة في حفل موسيقي مدة 20 دقيقة تزيد مستوى الشعور بالرفاهية بنسبة 21% والتقدير الذاتي بنسبة 25%، وتزيد تعزيز الروابط الاجتماعية بنسبة 25%. وتفيد خلاصات هذه الدراسة التي أنجزها باتريك فاغان بتعاون مع الشركة البريطانية أو تو (O2) أن حضور حفل موسيقى مرة كلّ أسبوعين يمكن أن يزيد نحو 10 سنوات في متوسط العمر المتوقع. وتكشف هذه النتائج التأثير المهم للتجارب الموسيقية في رفاهيتنا على المدى الطويل، وتؤكد أن الموسيقا تمثّل علاجاً حقيقياً.

علاج مضاد للتوتر: تأثير الحفلات الموسيقية في الصحة النفسية

من الأسباب التي تجعل الحفلات الموسيقية المباشرة مفيدة جدّاً لرفاهيتنا تأثيرها الذي يشبه تأثير الدوبامين المنشّط للدماغ. فقد أظهرت أبحاث علوم الأعصاب أننا عندما نستمع إلى الموسيقا في حفل مباشر فإن الدماغ يفرز هرمون الدوبامين المسؤول عن الشعور بالمتعة والسعادة. ولا تقتصر فائدة هذا الأمر على التّحسين الفوري للحالة المزاجية فحسب، بل يمكن أن تكون له تأثيرات إيجابية في الصحة النفسية والعاطفية على المدى الطويل. كما يشكّل حضور الحفلات الموسيقية وسيلة رائعة للحدّ من التوتر. فقد كشفت دراسة أجراها باحثان أحدهما من الكلية الملكية للموسيقى بلندن (Royal College of Music) والثاني من كلية الطبّ التابعة لكلية إمبيريال كوليدج لندن (Imperial College London) أن حضور حفل موسيقي يقلّل على نحو ملحوظ مستويات هرمون الكورتيزول المسؤول عن الشعور بالتوتر. كما يؤدي هذا الحضور إلى انخفاض معدّل نبضات القلب والضغط الدموي ووتيرة التنفس خلال الحفل الموسيقي وبعده. وهذا يعني أن الحفلات الموسيقية تمثّل مضاداً فعّالاً للتوتر.

قوة الروابط الاجتماعية خلال الحفلات الموسيقية

علاوة على الفوائد الفيزيولوجية فإن حضور الحفلات الموسيقية يسمح أيضاً بتعزيز الروابط الاجتماعية، وهو ما يشكل عنصراً حاسماً في التمتّع بحياة طويلة ومُرضية. فعندما تحضر حفلاً موسيقياً تصبح فرداً في مجموعة ذات شغف مشترك. كما أنك تتواصل مع هواة آخرين حيث تتشاركون المشاعر والعواطف وتصنعون ذكريات مشتركة. وقد وجد باتريك فاغان بالاعتماد على سلسلة من اختبارات معدل ضربات القلب والاختبارات النفسية أنّ مشاعر المشاركين مثل احترام الذات والقرب من الآخرين والتحفيز الذهني، زادت على نحو ملحوظ خلال الحفلات الموسيقية. وهذا يعني أنّ البعد الاجتماعي يساعد على تقليل خطر الاكتئاب والعزلة، وهما عاملان مضرّان بالصحة على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: من بينها محاربة الاكتئاب: 5 فوائد نفسية تجنيها من تعلم الموسيقا.

المحتوى محمي