ملخص: الاعتذار أسلوب راقٍ نعبّر من خلاله عن الأسف بسبب سلوك أو كلام مؤذٍ للآخرين؛ لكن أحياناً يمكن أن نستخدم عبارات الاعتذار حتّى دون أن نرتكب خطأ أو نقترف ذنباً يستحقّ ذلك. والظاهر أن هذه العبارات التي تتضمن الاعتذار الحرفي تنطوي في الحقيقة على معانٍ أخرى عميقة يجب أن ننتبه إليها لنتخلص من عادة الاعتذار دون سبب، وإليك التفاصيل.
يُقال عادة إنّ من المهم أن يعرف المرء كيف يحسن الاعتذار. ولكن هل هناك اعتذار سيّئ أصلاً؟ ربّما، فقد يعتذر بعض الأشخاص أحياناً دون أن يقصدوا ذلك حقاً. هذا النوع من الاعتذار يبدو زائفاً؛ إذ غالباً ما يقلب صاحبه الحقائق أو يتنصّل من المسؤولية أو يدّعي أنه كان يمزح فقط أو أنّ الآخر لم يفهم قصده، أو يبحث عن مبرّرات لسلوكه أو كلامه الذي سبّب الأذى.
وإلى جانب هؤلاء الأشخاص الذين لا يعتذرون اعتذاراً حقيقياً هناك أشخاص آخرون يعتذرون باستمرار حتّى دون سبب يدعو إلى ذلك. ولكن ما المقصود من وراء هذا النوع من الاعتذارات في الواقع؟
4 أنواع من الاعتذار مع مقصودها الحقيقي
تقول المعالجة النفسية سارة كوبوريك (Sara Kuburic) في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام: "من المهم أن نعتذر عندما نخطئ؛ لكنّنا نستخدم في الغالب صيغة: أنا آسف، للتعبير عن معانٍ أخرى غير تحمّل مسؤولية أخطائنا أو الاعتراف بها". إذا كنت تعرف شخصاً يعتذر باستمرار أو كنت أنت نفسك من الأشخاص الذين يعتذرون كثيراً، فمن مصلحتك أن تفهم الدلالات الخفية والمقصود الحقيقي من وراء هذه الاعتذارات.
لهذا الغرض؛ حدّدت الخبيرة النفسية في المنشور ذاته 4 أنواع من الاعتذارات مع توضيح الدلالات المقصودة من ورائها:
- "أنا آسف لأنني كنت متطلّباً أو مفتقراً إلى المودّة" والمقصود من هذا الاعتذار: "شكراً لك لأنك وقفت إلى جانبي".
- "أنا آسف لأنني أتكلم كثيراً" والمقصود هو: "أعجبني كثيراً الحوار معك".
- "أنا آسف لأنني لم أردّ على اتصالك فوراً" المقصود هو: "أقدّر صبرك".
- "أنا آسف لأنني بكيت" والمقصود هو: "شكراً على إصغائك وإتاحة مساحة آمنة لي".
اللطف واللباقة بدلاً من الاعتذارات
القلق الاجتماعي أو غياب التقدير الذاتي أو الخوف من الانتقادات كلّها أسباب قد تدفعنا إلى الاعتذار أكثر من اللازم.
تقول المحلّلة النفسية كلود هالموس (Claude Halmos): "هذا الاعتذار الزائد كأنه اعتذار عن الوجود أو الحضور ببساطة". لذا؛ تدعونا الكاتبة المختصّة في علم النفس إلى التّريث قليلاً وعدم الاستسلام لهذا الميل إلى تقديم الاعتذارات الزائدة عن الحاجة. وتنصحك في هذا السياق بما يلي: "بدلاً من المسارعة إلى الاعتذار لاحظ إن كان الشخص الذي تريد أن تعتذر له منزعجاً فعلاً من سلوكك، وأصغ جيداً إلى طريقة تحدّثه وتصرفاته لفهم إن كانت هناك مشكلة حقيقية أم أنها موجودة في خيالك فقط". هذه الملاحظة هي التي ستسمح لك بالتأكد من ضرورة تقديم الاعتذار أم لا.
وتوصي قائلة: "بدلاً من الاعتذارات تعامل بلطف وعبّر بلباقة. على سبيل المثال؛ بدلاً من أن تقول: أنا آسف على إزعاجك، يمكنك أن تقول: إنه لطف منك أن تساعدني بهذه الطريقة، ثم لاحظ انعكاس ذلك عليك وعلى الآخرين".