ملخص: القلق مشكلة نفسية انتشرت انتشاراً واسعاً ولا سيّما بعد جائحة كوفيد-19. إنه شعور مرهق يلقي أعباءً ثقيلة على أكتاف العديد من الناس، لكنّ الدراسات تؤكد أن النساء أصبحن أكثر قلقاً من الرجال. أدّى هذا الوضع إلى ظهور فجوة جديدة بين الجنسين أُطلق عليها اسم "فجوة القلق". فما المقصود بهذه الظاهرة؟ وكيف تؤثّر في الصحة النفسية للنساء؟ وكيف يمكن للمرأة أن تتجنّب تداعياتها النفسية؟ إليكِ الإجابات في المقال التّالي.
محتويات المقال
ما "فجوة القلق"؟
يصف مصطلح "فجوة القلق" (worry gap) القدرة على الشعور بالقلق طوال الوقت بشأن أيّ شيء، مع إظهار اهتمام دائم ورغبة مستمرة في مساعدة الآخرين. وتكشف دراسة أنجزها المركز الوطني الأميركي للأبحاث الاجتماعية (National Center for social research) أنّ "النساء أكثر عرضة للشعور بالقلق من الرجال بمقدار الضعف" ولا سيّما منذ جائحة كوفيد-19. فتدهوُر الصحة النفسية الذي لُوحظ في العالم خلال السنوات الأخيرة يمسّ على ما يبدو النساء أكثر من الرجال. كما اتّضح أنّ النساء أكثر شعوراً بالقلق في الحياة الشخصية أو المهنية، وهذا ما يؤدي إلى اتّساع هذه الفجوة.
وفقاً لدراسة المركز الوطني الأميركي للأبحاث الاجتماعية فإنّ 52% من النساء أفدْن أنهنّ قلقات جدّاً على صحة آبائهنّ علاوة على صحة أبنائهنّ وبناتهنّ، مقابل 32% من الرجال فقط. وبينما وصلت نسبة النساء اللواتي أفدْن أنهنّ قلقات للغاية بشأن رفاهية أطفالهنّ إلى 53%، فإنّ نسبة الرجال القلقين بهذا الشأن لم تتجاوز 34%. وتنضاف إلى مصادر القلق السابقة أسباب التوتّر اليومي المتناهية الصغر التي تشكل مصدر قلق للنساء، حيث تقع عليهنّ وحدهنّ أحياناً مسؤولية تحمّل العبء النفسي الذي تمثّله واجبات الحياة اليومية.
من المؤكد إذاً أن النساء مكلّفات بمهمة وحيدة هي تحمّل مسؤولية رفاهية الآخرين. ويعيدنا ذلك باستمرار إلى استحضار مشكلة العبء النفسي الذي تحمله النساء مثل حقيبة مثقلة بالواجبات والمشكلات الصغيرة أو المتوسطة التي يجب عليهنّ حلّها. ترتكز فجوة القلق إذاً على الإرث المجتمعي الذي يكرّس أفكاراً نمطية عن النساء المطالبات بإظهار التعاطف والشعور بمعاناة الآخرين واحتياجاتهم أكثر من الرجال.
لذلك هناك ميل طبيعي للقلق لدى النساء اللّاتي ينشغلن انشغالاً خاصّاً برفاهية الآخرين، ويحرصن على السّير الطبيعي للكيانات التي ينتمين إليها مثل أماكن العمل أو الأسرة أو غيرها. من حقّ النساء أن يفرحن بحسّهنّ المرهف وتعاطفهنّ وعنايتهنّ بمن حولهنّ، بل حتّى باهتمامهنّ بمشكلات الكوكب كلّه، لكن من المؤكد أن هذا الشعور بالقلق البالغ أمر صعب بسبب احتمالية تحوّله إلى قلق مرَضيّ مضرّ للغاية.
كيف تنقذين نفسك من "فجوة القلق"؟
هل تشعرين بأنك معنيّة بفجوة القلق؟ لا نستطيع التّخلص نهائياً من القلق في حياتنا لكن من الأفضل أن نتعلّم الحفاظ على درجة معقولة منه، لأنّ هذا المستوى المقبول من القلق يمكن أن يكون مصدر قوة تساعدنا على السير قُدماً في مواجهة تحديات الحياة. تقول الخبيرة في قضايا تحوّلات ميدان العمل ليتيسيا فيتو (Laetitia Vitaud) في مقال لها على موقع ويلكام تو ذا جانغل (Welcome To The Jungle): "يمكن أن يكون القلق محفّزاً على حلّ المشكلات، وقد يساعدنا أيضاً على تقييم المخاطر واتّخاذ أفضل القرارات".
ومع ذلك لا بدّ أن نتجنّب سيطرة القلق على نفوسنا، لذا؛ من المهم أن نجد نقطة التوازن المطلوبة بين القلق واجترار الأفكار. لكن اطمئنّي. بإمكانك الحدّ من شعورك بالقلق من خلال تغيير مستوى انخراطك في بعض المواقف أو طريقة تعاملك معها، أو الابتعاد عن الأشخاص الذين يمتصّون طاقتك أو يتميّزون بسلوكيات سامّة. ننصحك أيضاً بأن تعتني بنفسك وتمنحيها بعض الراحة والاسترخاء، وتحرصي على تخفيف أعبائك لأنّ ذلك مفيد جدّاً لصحتك النفسية. من الضروري إذاً أن تتمكّني من التكيّف مع حساسيتك تّجاه مشكلات الآخرين واحتياجاتهم، لكن من المهّم أيضاً أن تعرفي حدودك الشخصية كي لا تعرّضي صحتك النفسية إلى الخطر.
اقرأ أيضاً: