ملخص: عندما تنهار علاقة زوجية في محيطنا القريب فإن ذلك يثير في أغلب الأحيان فضولنا وتساؤلاتنا عن الأسباب والدوافع. لكن ماذا لو حدث ذلك لا قدّر له لأحد أصدقائك المقرّبين؟ كيف ستتعامل مع هذا الموقف؟ وهل يمكن أن ينعكس على علاقتك الزوجية؟ يجيب المقال التّالي عن هذه الأسئلة ويقدّم بعض النصائح المفيدة التي تساعد الأفراد على تجاوز صدمة انفصال الأصدقاء.
تشهد فرنسا منذ 2010 نحو 425,000 حالة طلاق سنوياً وفقاً لهيئة البحث والدراسات والتقويم والإحصائيات الوطنية (Drees). هذا يعني أن زواجاً من أصل اثنين ينتهي بالانفصال في هذا البلد. قد تؤثر نهاية العلاقة بين شريكين من أصدقائنا تأثيراً عميقاً في نفوسنا وقد تتحوّل إلى مرآة تعكس حقيقة علاقاتنا العاطفية. لكنّ هذا الموقف المؤلم يتيح لنا أيضاً فرصة التفكير في علاقاتنا الزوجية وإمكانية إثرائها.
ضياع النموذج المرجعي
إذا كنت شاهداً على حالة انفصال بين زوجين صديقين لك تشاركت معهما أوقاتاً مهمّة في حياتك فقد يصيبك ذلك بصدمة عاطفية. يقول المختص النفسي سافيريو توماسيلا (Saverio Tomasella) في تصريح لصحيفة لوفيغارو الفرنسية (Figaro): "نحن في حاجة إلى القصص الرومانسية الرائعة وهناك أزواج من أصدقائنا يجسّدون ذلك، إنهم يمثّلون في أنظارنا نماذج السعادة، لهذا قد يؤثر انفصالهم فينا تأثيراً شخصياً بغضّ النظر عن علاقاتنا الزوجية الخاصّة، هذا الانفصال يمثّل انهيار نموذج علاقة عميق وقد يشكّل خيبة أمل حقيقية بالنسبة إلينا". قد تدفعنا هذه الصدمة إلى مراجعة علاقاتنا الزوجية الشخصية. يعكس هذا الشعور تفاعلاً إنسانياً طبيعياً مع فقدان نموذج علاقة مرجعية مهمّة بالنسبة إلينا. هكذا يضعنا انفصال الأصدقاء في مواجهة مباشرة مع مظاهر ضعفنا وقد يدفعنا إلى تأمل مدى متانة علاقاتنا الزوجية الشخصية.
التعامل مع العاصفة العاطفية
يدفعنا انفصال أصدقائنا إلى مراجعة علاقاتنا الزوجية. يوضّح المختصّ النفسي ليونيل سوش (Lionel Souche) أننا قد نطرح أسئلة مثل: "أين وصلت علاقتنا الزوجية؟ ماذا عن توازنها؟ ما الذي نفعله لإثراء حياتنا الزوجية؟". انفصال زوجين من أصدقائنا يمكن أن يؤدي أيضاً إلى نشوب نزاعات في علاقاتنا الزوجية لا سيّما إذا اختلفت آراءنا حول أسباب انفصالهما. يضيف سافيريو توماسيلا: "قد تشعر بالصدمة أو الإحباط وقد تتبنّى موقفاً متشدّداً تّجاه ما حدث، ويمكن أن يقود ذلك إلى جدال بينكما لا سيّما إذا كان لشريك حياتك رأي يخالف رأيك".
فرصة لإنضاج العلاقة الزوجية
يمثّل هذا الموقف أيضاً فرصة للحوار الصريح مع شريك الحياة حول قضايا مهمة مثل الوفاء أو القيم المشتركة أو أساليب تربية الأبناء. كما يعزّز هذا التواصل العلاقات بين الزوجين ويساعدهما على تجاوز أزماتهما. يؤكد المختص النفسي ليونيل سوش ذلك قائلاً: "نادراً ما نعترف بأن الحياة الزوجية اختبار حقيقي وأن الأزواج يمرّون بأزمات لا يعالجونها في الغالب، لذا؛ فإن اغتنام فرصة الحوار والتقييم يمكن أن يعزّز عوامل تنمية العلاقة ومساعدة الزوجين على التطوّر معاً". وهذا يعني أن لحظات ضعف كهذه يمكن أن تمدّ الزوجين بطاقةٍ جديدة وتدفعهما إلى اكتشاف ذاتيهما من جديد.
اقرأ أيضاً: