ملخص: بين التبعية والاستقلالية تناقض ظاهري لا نقاش فيه؛ لكنّ أسبابهما قد تكون واحدة. التبعية العاطفية اعتماد مطلق على الآخرين؛ لكن ماذا عن الاستقلالية المفرطة؟ ما الأسباب التي تفسّرها في تاريخ التنشئة والطفولة؟ يعرّف المقال التالي الاستقلالية العاطفية ويحدّد أهم أسبابها وعلاقتها بصدمات الماضي، وإليك التفاصيل.
محتويات المقال
يصعب علينا أحياناً تحقيق التوازن المطلوب بين التبعية والاستقلالية في التعامل مع من حولنا. نقصد بالتبعية العاطفية الحالة التي يجد فيها شخص ما صعوبة في اتخاذ القرارات بمفرده دون تأييد الآخرين ويحرص على تجنّب الخلافات ويشعر بالقلق من الوحدة ويحتاج باستمرار إلى استحسان الآخرين وطمأنتهم له علاوة على سيطرة الخوف الشديد من الهجر عليه.
لكنّ هذا المستوى العالي من التبعية ليس صدفة؛ إنه استجابة إلى تجربة أو تجارب مؤلمة. توضّح المختصة النفسية كارولين دوما (Caroline Dumas) ذلك قائلة: "عندما يعجز الأب أو الأم بسبب عدم شعورهما بالأمان عن الاعتراف بعواطف الطفل وآلامه وتقبّلها فإنه ينشأ بتبنّي أساليب تسمح له بالتكيّف مع الأشخاص الذين يعتمد عليهم للبقاء". لكن إذا كنّا نعُدّ مشكلة التبعية العاطفية نمطاً ناتجاً عن الصدمة في أغلب الأحيان، فإن نقيضها البحت أي الاستقلالية المفرطة يمكن أن يكون أيضاً استجابة ممكنة إلى الصدمة.
ما الاستقلالية المفرطة؟
تقول المختصة النفسية إيمي مارشال (Amy Marschall) في تصريح لموقع فيري ويل مايند (Very Well Mind): "تعني الاستقلالية المفرطة محاولات الفرد تحقيق استقلالية في أموره كلّها حتّى إن لم يكن ذلك مجدياً أو كان في حاجة إلى مساعدة الآخرين أو دعمهم".
يتحدّى الأشخاص الذين يتمتعون باستقلالية مفرطة قدراتهم الشخصية ويرفضون تفويض الآخرين أو طلب المساعدة منهم، ولا يثقون في علاقاتهم ويتّسمون بقدر كبير من التكتّم وليس لديهم الكثير من الأشخاص المقرّبين ولا يتحمّلون الاحتياج إلى الآخرين. وإذا كان البعض ينظر إلى الاستقلالية المفرطة باعتبارها حالة مثالية فإنها قد تكون في الواقع مجرد استجابة إلى صدمة ما.
7 أسباب للاستقلالية المفرطة
عندما تكون الاستقلالية المفرطة استجابة إلى صدمة أو عدّة صدمات في الماضي فإن السلوكيات المرتبطة بها تتطور لا شعورياً وفقاً لما أشارت إليه المستشارة النفسية جوان فريدريك (Joanne Frederick) في تصريح لموقع سايك سنترال (PsychCentral). لذا؛ حدّدت المعالجة النفسية سوزان وولف (Susanne Wolf) في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام الأسباب التي قد تفسّر الاستقلالية المفرطة وفق ما يلي:
- ربّما تكون الاستقلالية أسلوب بقاء مستمدّاً من الطفولة.
- الحفاظ على دور "الشخص القويّ" في نظر الآخرين.
- عدم التمكّن من تعلّم التعبير عن الاحتياجات والمشاعر.
- عدم تعلّم الثقة في الآخرين.
- عدم إرضاء الاحتياجات الأساسية في الطفولة.
- رفض الآخرين للفرد وهجرهم له وتخلّيهم عنه مرات عديدة.
- عدم الشعور بالثقة والدعم والأمان من قبل.
اقرأ أيضاً: