شديد الحساسية، أم مفرط في التعاطف مع الآخرين، أم من ذوي الإمكانيات العالية... أحياناً يكون من الصعوبة بمكان التعرف على السمات المهيمنة على شخصيتنا خاصة عندما نحاول تعيين مشاعرنا وتجاربنا الخاصة! لمساعدتك على رؤية الأمور بشكل أكثر وضوحاً؛ إليك فك شفرة أربع شخصيات تتشارك جميعها في الحساسية المفرطة، على الرغم من تباين سمات كل شخصية عن الأخرى بدرجة كبيرة على أرض الواقع.
الشخص شديد الحساسية
يرى عالما النفس الأميركيان إيلين وآرثر آرون، أن "الحساسية العالية" هي سمة شخصية وليست اضطراباً عقلياً، وهي تتمثل في درجة عالية من الحساسية للمنبهات الخارجية، ومعالجة معرفية للبيانات الحسية بشكل أعمق، والاستجابة العاطفية القوية. وفقاً لهذين الباحثين؛ يشكل الأشخاص بالغو الحساسية (HSP) حوالي 15-20% من السكان.
الشخص شديد التعاطف مع الآخرين
وفقاً للطبيبة النفسية الأميركية جوديث أورلوف، يعاني 20% من السكان من شدة التعاطف مع الآخرين، فلديهم جهاز عصبي يتفاعل بشكل خاص، وهم لا يمتلكون تلك المرشحات التي تتيح لغيرهم تجنب الضغوط الحسية الزائدة، ولذلك فهم يتأثرون بالطاقات الجيدة بقدر ما يتأثرون بالتوترات المحيطة بهم، ويتفاعلون إلى حد كبير مع كل ما يدور حولهم.
وكثيراً ما يُقال إن الأشخاص المصابين بشدة التعاطف مع الآخرين "حساسون للغاية"، وننصحهم بـ "إعطاء الأولوية لذاتهم"؛ إذ يعانون في بعض الأحيان من إرهاق مزمن ويرغبون في الابتعاد، ويعود ذلك في الأساس لشعورهم بالإرهاق تحت وطأة العبء العاطفي المفرط.
الشخص المفرط في النشاط
يجمع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) بين اثنين أو ثلاثة من الأعراض؛ وهي: عدم الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية؛ والتي تظهر بدرجات متفاوتة. وبالتالي؛ يمكن أن يلاحَظ هذا الاضطراب لدى طفل يتشتت انتباهه بسهولة، ولا ينهي واجباته المدرسية، ولا يتذكر التعليمات التي تُلقى على مسامعه، ويفقد متعلقاته الشخصية، كما يلاحَظ لدى طفل آخر متهور ومضطرب، على الرغم من قدرته على القيام بعمل يستحوذ على اهتمامه.
وترتبط الصعوبات المدرسية التي يعاني منها معظم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ببعض السلوكيات المثيرة للمشكلات، أو بنقص في الانتباه؛ ولكن ليس بنقص الذكاء. سيؤثر هذا الاضطراب على حوالي 5-10% من الأطفال، و4% من بين الراشدين.
ملحوظة مهمة:
يندرج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ضمن فئات الطب النفسي السلوكي الأميركي، ولا يوجد اضطراب مماثل ضمن التيارات النفسية الأخرى والتحليل النفسي.
الشخص المفرط في التفكير أو "ذو الإمكانات العالية"
يُطلق المصطلح المهين "مفرط التفكير" على من يستغرقون في التفكير بشكل زائد عن الحد، ويُعملون أذهانهم طوال الوقت، حتى في الليل، وبالتالي فهم لا يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم.
أما مصطلح "ذو الإمكانات العالية"، فهو يُستخدم في وقتنا الحاضر بشكل أكثر تحديداً في البلدان الناطقة بالفرنسية، للإشارة إلى "النضج الفكري المبكر" أو "التمتع بموهبة ما" (أي أن تكون نابغةً). قد يتمتع الأفراد من ذوي الإمكانات العالية بمهارات "أعلى من المتوسط" في مجال واحد أو أكثر من مجال مهاريّ؛ مثل: المجال الفكري، والفني، والرياضي، وغير ذلك. ومع ذلك، فإن تبصرهم ومناشدتهم للكمال، يجعل الآخرين لا يعترفون بـ "نبغهم". قد تصل أعدادهم لما يقرب من 1-2% من السكان؛ نحصي من بينهم الكثير من الأشخاص الذين يتمتعون "بإمكانيات فكرية عالية"، وآخرين يتمتعون "بإمكانيات إبداعية أو إنتاجية عالية" كذلك.
تتقارب سماتهم لحد كبير مع الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة (انظر أدناه)، إضافةً إلى طبائع يتفردون بها تتعلق "بالتمتع بموهبة ما"؛ والتي تختلف من شخص لآخر. على سبيل المثال نجد لديهم في المجال الفكري:
- قدرة عالية على التفكير وحل المشكلات.
- السرعة في التعلم.
- اكتساب القدرة على القراءة في وقت مبكر جداً.
- مفردات معقدة ومتشعبة.
- ذاكرة ممتازة.
- سهولة التعامل مع الأرقام والحروف أو حل الأحجيات، وغير ذلك.
- غالباً ما يكون الأطفال "النابهون" أو "ذوو الإمكانات العالية" غير سعداء في المدرسة؛ حيث يحتاجون للتعبير بحرية عن مواهبهم، كما يكونون غير قادرين على الامتثال للقواعد التعسفية أو القواعد التقييدية المعمول بها في ظل الأنظمة التعليمية التقليدية.