ملخص: من منّا لا يحبّ أن يتذوق طعم السلام الداخلي؟ هذا الشعور الذي يصفه البعض لكنّ معظم الناس يعجز عن بلوغه. لا داعي للقلق فثمّة تقنيات بسيطة يمكن أن تساعدك على الشعور بالسلام الداخلي إذا حرصت على تطبيقها يومياً. هذا المقال يعرض 6 من هذه التقنيات ويشرح لك كيفية تنفيذها، وإليك التفاصيل.
محتويات المقال
قد يبدو السلام الداخلي هدفاً بعيد المنال أحياناً، ولا سيّما في مجتمعنا الحالي الذي يتّسم بإيقاعه المتسارع. لكن في غياب هذا الإحساس قد نشعر بالتيه وقد تبدو لنا الحياة سطحية وشاقة. عموماً، لا يأتي هذا السلام الداخلي من ذاته؛ بل يتطلّب منّا خلق الظروف المناسبة التي تولّده سواء في أنفسنا أو محطينا الخارجي. هناك إذاً تقنيات ومعايير بسيطة ينبغي لنا الاعتماد عليها يومياً لخلق هذه الظروف كي يسود السلام الداخلي الدائم قلوبنا وأنفسنا. إليك إذاً 6 تقنيات تساعدك على ذلك وفقاً لما أورده موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today).
1. تريّث وتنفّس واستشعر وجودك ببساطة
أخذ الوقت الكافي خلال اليوم للتريّث قليلاً وملاحظة تنفسّك يمكن أن يساعدك على زرع الشعور بالسلام الداخلي والإحساس بالمزيد من اليقظة الذهنية والانسجام مع الذات والتفاؤل. يساعدنا الوعي بالتنفس على الارتباط باللحظة الحاضرة، وهي المساحة الوحيدة التي يمكن أن نتذوق فيها مظاهر الحياة الفعلية.
إذا لم نكن نشعر بما يجري الآن وهنا ومنتبهين إليه فهذا يعني أن أجسادنا وحواسّنا منفصلة عن أنفسنا. يحدث هذا عموماً عندما يسيطر علينا التفكير في الماضي أو المستقبل، فيؤدي ذلك إلى شعورنا بالتوتر أو الإرهاق.
لذا يتعيّن عليك أن تأخذ في الصباح وبعد الظهيرة والمساء استراحة تتراوح مدّتها من 5 إلى 10 دقائق، لا تفعل خلالها شيئاً سوى التركيز على التدفق الطبيعي لشهيقك وزفيرك. توقّف وتنفس وجرّب استشعار وجودك.
2. تخلّص من المشتّتات
للشعور بالسلام الداخلي لا بدّ من بلوغ درجة من الهدوء والصفاء الذهني، وهذا أمر صعب إذا كان بالك منشغلاً أو مشتّتاً. لا يقلّل انشغال أذهاننا باستمرار قدراتنا على الوعي بذواتنا فحسب؛ بل يمكن أن يجعلنا أكثر اضطراباً وقلقاً وأقلّ رضاً.
لذا حاول ألا تهدر فترات الاستراحة أو أوقات الفراغ في استخدام الهاتف أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو اللعب بألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفزيون. وإذا كنت تجد صعوبة في تنظيم عملية استخدام الشاشات حاول أن تخصّص فترة معينة تتراوح مدّتها على سبيل المثال بين 30 إلى 90 دقيقة تحظر فيها على نفسك استخدام أجهزتك، وتخصّصها لتهدئة ذهنك والتفرّغ لنفسك.
3. تحرّر من الرغبة في السيطرة
خصّص 10 دقائق من وقتك يومياً للتركيز على نفسك وتحديد أسباب قلقك الرئيسة. يتعلّق الأمر بتمرين تعترف من خلاله بأن المشكلة التي تواجهك مجرد ثقل نفسي تحمله على كاهلك، قبل السعي إلى فهمها أو حلّها. يمكنك أن تضع لكلّ مشكلة اسماً وتصنّفها على سبيل المثال وفقاً لما يلي: مشكلة صحية أو مشكلة في العلاقات، أو مشكلة مالية أو مشكلة مهنية.
بعد أن تصنّف أسباب قلقك عليك أن تنساها وتحاول التعايش معها. إن تصنيف مشكلاتك والتعامل معها بهذا الأسلوب يساعدك على الانفصال عنها وإدراك عدم حاجتك إلى التّماهي معها. يتيح لك ذلك فرصة النظرة الموضوعية والانسجام من جديد مع ذاتك على نحو يسمح لك بالتركيز على مشكلاتك بناء على وجهة نظر أوضح وقرارات أفضل.
4. احرص على النوم المريح
لتهدئة ذهنك، لا بد من الحرص على أخذ قسط من النوم المريح والكافي الذي يصعب الحصول عليه إذا كان بالك منشغلاً.
لذلك احرص يومياً قبل ساعة ونصف من موعد نومك على بذل جهد واعٍ لتهدئة الذهن وخلق شعور بالاسترخاء الجسدي والذهني وفي محيطك الخارجي أيضاً. يمكنك على سبيل المثال الاستماع إلى الموسيقا الهادئة أو إشعال بعض الشموع وممارسة التأمل أو قراءة كتاب يُشعرك بالارتياح أو الجمع بين هذين النشاطين معاً. علاوة على ذلك، حاول أن تتخلّص نفسياً من أيّ مشكلة تعكّر ذهنك أو تشكل مصدر قلق بالنسبة إليك حتّى تتمكّن من النوم وأنت تشعر بالسلام والرضا.
5. كن لطيفاً وسخياً
يُقال عادة: "إننا نأخذ عندما نعطي"، وقد ثبتت صحّة هذه المقولة علمياً. إذ يمكن أن يُحدث التعامل بلطف وسخاء مع الآخرين تغييرات في كيمياء الذهن ويؤثر في حالاتنا المزاجية إيجابياً.
لا تشمل فوائد العطاء واللطف الآخرين فحسب؛ بل تسمح لنا أيضاً بالشعور بالرضا والسلام. يمكن أن نمارس العطاء بهذا المعنى يومياً ولا نقتصر بالضرورة على تقديم العطايا المادية؛ بل يمكن أن نتبرّع أيضاً بأوقاتنا وجهودنا وصبرنا.
لا تأتي المشاعر الإيجابية التي يمكن أن تنتابنا بسبب ذلك من فعل العطاء المادّي لشخص أو عدة أشخاص بل تنبع من النية الحسنة التي تسبقها. بعبارة أخرى: عندما نرغب في التعامل بلطف وسخاء فعلينا أن نفعل ذلك بقدر كبير من الشعور بالسلام والودّ مع تمنّي السعادة والراحة للشخص الذي نعامله وفقاً لذلك.
6. لا تنتظر المقابل
في إطار الحديث عن العطاء أيضاً، ننصحك أن تعطي دون انتظار المقابل؛ وذلك لسبب وجيه هو أن العلاقة القائمة على الودّ والرحمة والخالية من أيّ مصلحة تساعدك على نسيان نفسك ومشكلاتك.
ينغمس الناس عموماً في مشكلاتهم الشخصية لكن هذا الانغماس يولّد في معظم الأوقات دورة أفكار سلبية تؤدي في النهاية إلى الإرهاق النفسي والعاطفي. توظيف اللطف والعطاء إذاً في "التركيز أكثر على الآخر" يمكن أن يساعدك على كسر هذه الدورة وتطوير قدرة أكبر على الصبر في التعامل مع مشكلاتك والسماح للسلام الداخلي بدخول قلبك ونفسك.