ملخص: العواطف السلبية التي تنتابنا تؤثر بسرعة في مستوى تركيزنا وتشتّت أذهاننا بسبب رغبتنا الخفية في التهرّب من مواجهتها وإدارتها. هذا التشتّت الذهني يعقّد هذه النوعية من العواطف ويزيد شعورنا بالمعاناة والألم. لتجاوز هذه الاستجابة السلبية، يقترح المتحدث نير إيال نهجاً فعّالاً للتعامل مع مشتّتات التركيز وتخطّيها بإيجابية.
محتويات المقال
لا يمكن أن نتقدّم في الحياة إذا كنّا لا نهتم بعواطفنا؛ لأنها أفضل مؤشر يساعدنا على فهم قيمنا ومن ثمّ فهم ذواتنا. إنها مركز تفاعلاتنا والمؤثر الرئيس في أفعالنا المرتبطة بالمواقف كلّها.
على سبيل المثال؛ عندما نفعل شيئاً يقودنا إلى الأفكار السلبية والمشاعر المؤلمة فإننا نبحث عن متنفّس من خلال ما يشتّت الذهن، علماً أن مكافحة هذه المشتتات أمر مهمّ للتغلب على المثيرات العاطفية الداخلية التي تولّد لدينا هذه المشاعر السلبية.
تُظهر الأبحاث العلمية أن تحديد العواطف وقبولها وإدارتها، ولا سيّما السلبية منها، يمكّننا من تعزيز صحّتنا النفسية والنجاح في المسار المهني والتّواصل بفعالية وبناء علاقات متينة مع الآخرين.
في هذا الإطار، كشف المتحدّث والكاتب نير إيال (Nir Eyal) نهجاً مكوّناً من 3 خطوات للسيطرة على المثيرات الداخلية التي تولّد العواطف السلبية، واستلهم هذا النهج من التقنيات المستخدمة في مركز فريد هوتشينسون لأبحاث السرطان لمساعدة المدخّنين على التوقف عن عادتهم السيئة.
ووفقاً لما أوضحه إيال في موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) فهذه الخطوات الثلاث يمكن أن تساعدك في السيطرة على عواطفك في أيّ موقف. وينصحك المتحدّث أيضاً باستخدام هذا النهج للتحقّق من عواطفك مرتين في اليوم بحثاً عن هذه الأنماط المثيرة.
الخطوة الأولى: البحث عن العاطفة التي تسبق تشتّت الذهن
عندما تشعر بتشتّت الذهن أو استجابةٍ قوية فعليك أن تدرك العنصر الداخلي المثير لذلك. حاول أن تحدّد مشاعرك بدقة. من أهداف هذا التمرين أن يساعدك على الاستيعاب الجيد لما تحسّ به. سيساعدك ذلك على فهم ذاتك جيداً والتعبير للآخرين عن عواطفك على نحو أفضل.
ليس من السهل تحديد هذه العواطف، أولاً لأنها كثيرة جداً إذ تصل إلى 34,000 عاطفة موزّعة على 27 صنفاً، وثانياً لأن الإنسان كائن معقّد ويستطيع أن يحس بمشاعر عديدة في آنٍ واحد. وتعدّ عجلة العواطف أداة ممتازة لتحديد طبيعتها، فهي تصفها وترمز إلى كلّ صنف منها باستخدام الألوان، وتُبرز العلاقات القائمة بينها من خلال مقابلة بعض العواطف بالبعض الآخر على سبيل المثال.
الخطوة الثانية: تحديد المثير الداخلي
سجّلْ الشعور الذي تحسّ به وتوقيته والشيء الذي كنت تفعله عندما أحسست بهذا المثير الداخلي. المواظبة على تدوين أحداث يومك ستساعدك على الربط بين المواقف والسلوكيات الناتجة منها والمثيرات الداخلية التي تسبّبها. كلّما حرصت على ملاحظة الأفكار والمشاعر التي تسبق بعض السلوكيات ستنجح في إدارتها بمرور الوقت.
للمساعدة على ذلك، ابتكر نير إيال لوحة تتبّع مشتّتات التركيز وعواملها الثلاث المحتملة (المثيرات الداخلية والمثيرات الخارجية ومشكلات التخطيط)؛ لكنه يرى أنها تصلح للاستخدام العامّ كذلك في إطار تتبّع العواطف.
الخطوة الثالثة: استطلاع العواطف السلبية بدلاً من تجاهلها
ليس هناك مجال للشعور بالعار. الشعور بالذنب بسبب إحساس ما أو ردّ فعل معيّن يمثل معوّقاً لعملية السيطرة على العواطف. بدلاً من ذلك عليك أن تتحلّى بحبّ الاستطلاع تّجاه أحاسيسك. يمكنك على سبيل المثال أن تجيب الأسئلة التالية: هل تشعر بتشنّج في بطنك؟ هل تحسّ بضغط ما في صدرك؟ هل تشعر بالجوع؟ هل تتزايد درجة حرارة جسمك؟