لماذا نحتاج أحياناً إلى بعض العزلة؟ العلم يجيب

2 دقيقة

ملخص: في عصرنا الحالي الذي يولي الناس فيه أهمية للتفاعلات الاجتماعية يخاف كثيرون الوحدة ولكنهم يخلطون بينها وبين العزلة؛ إذ إن هنالك فرقاً كبيراً بين الأولى والثانية ومن الضروري معرفته، فالعزلة خيار وهي لا تعني أبداًَ الشعور بالوحدة الذي يمثل تجربة مؤلمة وسلبية لصاحبها.

في عصرنا الحالي الذي يولي الناس فيه أهمية للتفاعلات الاجتماعية يخاف كثيرون الوحدة ولكنهم يخلطون بينها وبين العزلة؛ إذ إن هنالك فرقاً كبيراً بين الأولى والثانية ومن الضروري معرفته، فالعزلة خيار وهي لا تعني أبداًَ الشعور بالوحدة الذي يمثل تجربة مؤلمة وسلبية لصاحبها.

لنأخذ مثلاً الرجل الذي اختار تناول الغداء بمفرده في أحد المطاعم، قد يرى البعض هذا المشهد حزيناً لأنهم لا يدركون أن هذا الرجل قرر أخذ استراحة اجتماعية والاستمتاع بوقت بمفرده مع نفسه لتناول الطعام أو القراءة أو الاسترخاء. وعلى العكس من ذلك، فإن الطفل الذي أهمله أصدقاؤه وأُجبر على اللعب بمفرده في الحديقة، سيشعر بالوحدة.

يوفر لنا العصر الحالي خيارات ترفيه مذهلة، من تصفح الشبكات الاجتماعية إلى مشاهدة الأفلام والمسلسلات على نتفليكس، وما إلى ذلك من الوسائل الموجودة تحت تصرفنا لتجنب الملل حتى وإن كنا بمفردنا. لكن رغبتنا الدائمة في الهروب من الملل أنستنا كيف نغتنم عزلتنا فصار الواحد منا يتألم إذا بقي وحيداً في صمت ولو لبعض الوقت.

تقبل العزلة يعني حب الذات

العزلة حالة إيجابية؛ وقت تقضيه بسعادة مع نفسك بعيداً عن التفاعلات الاجتماعية المستمرة. ولذلك تشير العزلة إلى حالة من الرفاهية تسمح للفرد بالعودة إلى نفسه والتفكير في وجوده. وعلى العكس من ذلك فإن الاعتماد العاطفي المفرط على الآخرين، سواء كنا نتحدث عن الأصدقاء أو شريك الحياة، يمكن أن يؤدي إلى اختلال التوازن النفسي، فالسعي الدائم إلى الهروب من الوحدة ليس دلالة على التمتع بصحة نفسية سليمة بل قد يدل على خوف الإنسان من الاختلاء بنفسه.

تقبلك لعزلتك يعني أن تحب ذاتك، نحتاج جميعاً إلى أخذ استراحة من التفاعلات الاجتماعية لنفكر في أنفسنا ونستطلع مشاعرنا ونحلم أيضاً. لكن كيف تبدأ بتخصيص وقت للعزلة؟

  • خصص للعزلة 10 دقائق يومياً. من السهل جداً أن تخصص 10 دقائق لعزلتك يومياً، وكل ما يتطلبه الأمر بعض السكينة والهدوء، أغمض عينيك وتنفس بعمق خلال عزلتك، فهذا يساعدك على الوصول إلى حالة صفاء داخلي.
  • استمع إلى نفسك: إذا حرصت على الاستماع إلى نفسك ومشاعرك، فسوف تدرك أنك تتصرف بصورة تلقائية في حياتك اليومية في حين أنك تشعر في أعماقك بنوع من الكسل. يرى الأستاذ الجامعي الأميركي كال نيوبورت (Cal Newport) الذي طوّر مفهوم "جينات التسويف"، أن شعور الإنسان بالكسل هو مؤشر يجب أخذه على محمل الجد؛ إذ يعني أن دماغه يطلب منه أخذ استراحة.

العزلة تعزز الإبداع

حينما يتقبل الإنسان عزلته ويحبها فإنه يتعرف إلى نفسه أكثر، ويتعلم تنمية الجوانب التي تمده بالرضا، فالعزلة تحفز الإبداع ولذلك نرى الكثير من المبدعين يميلون إليها. كذلك من الضروري أن يشعر الأطفال بالملل أحياناً بعيداً عن التحفيز المستمر، فتصبح العزلة متعة لهم في الكبر، دع طفلك وحده وراقب سلوكه: سترى أنه بعد دقائق سيطلق العنان لخياله وسيبتكر ما يشعره بالرضا.

كيف تغتنم العزلة لإطلاق العنان لخيالك وإبداعك؟ دوّن يومياتك: اهتماماتك ورغباتك وأفكارك، وإذا مارست هذا النشاط كل يوم، فسرعان ما ستتعلم كيف تستمتع بعزلتك وستنعم بحالة نفسية أفضل. مارس العزلة الإيجابية فهي طريق سهلة للاعتناء بصحتك النفسية.

المحتوى محمي