ملخص: ثمة أحداث مفصلية تؤدي إلى تحولات كبرى في حياة الإنسان، قد تكون إيجابية مثل الزواج أو ولادة طفل أو سلبية مثل خسارة وظيفة أو الإصابة بالمرض أو فقدان عزيز.
وفقاً للكاتب الأميركي بروس فايلر (Bruce Feiler)، مؤلف كتاب "تحولات الحياة: إتقان التعامل مع التغيير في أي سن" (Life Is in the Transitions: Mastering Change at Any Age)، نمر جميعاً بثلاث إلى خمس هزات خلال حياتنا. تمثل هزات الحياة الأحداث التي تغير حياة الإنسان وتؤدي إلى اضطرابه من الداخل، ويمكن لهذه الأحداث أن تكون شخصية تتعلق بالإنسان أو عائلته، أو جماعية مثل الأوبئة والكوارث الطبيعية.
كيف تؤثر تحولات الحياة في الإنسان؟
تُفقد هزات الحياة الإنسان مرجعياته المعتادة وتغرقه في أزمة وجودية عميقة، وتخلق حداً فاصلاً بين حياته قبلها وحياته بعدها. يقول الكاتب لموقع توداي (Today): "أثار اهتمامي حقاً كيف أنه عندما تمر حياة الإنسان باضطراب هائل، يتعين عليه إعادة اكتشاف ذاته".
وفقاً للكاتب ينبغي أن يكون التحول الذي يتبع حدثاً مزلزلاً طوعياً، أي على الإنسان أن يختار بنفسه خوض هذا التحول، ويقول: "التحولات وسيلة فعالة لتجاوز التغيير". تتميز هزات الحياة هذه بثلاث مراحل: مرحلة الوداع الطويل للشخص الذي كنت عليه، والمرحلة الفاصلة التي تتسم بالفوضى حيث تتغير العادات، ثم البداية الجديدة مع الذات الجديدة. خلال الفترات الانتقالية لا بد من أن يشعر الإنسان أنه تائه، ويقول الكاتب: "لن تخرج لاكتشاف أرض جديدة إلا إذا خسرت أرضك القديمة".
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر الغربة في الصحة النفسية؟
كيف تدير تحولات الحياة الكبرى؟
تقبل المشاعر التي أثارتها هذه المراحل الثلاث في نفسك سواء كانت مشاعر الخوف أو الحزن أو الخزي. يقول الكاتب: "أهم ما عليك فعله هو تحديد مشاعرك فهذا سيساعدك على تقبلها وتجاوزها"، وينصحك بتدوين أكبر مخاوفك لتتخلص من عبئها، ومن ناحية أخرى، يشير بروس فايلر إلى أن تحولات الحياة تمنح الإنسان فرصة لرؤية حياته من منظور مختلف، ويختتم قائلاً: "لا يتلخص الأمر في أوقات مرة نسعى إلى تجاوزها، إذ إن هذه الاضطرابات تمثل أيضاً فرصاً للإنسان لاكتشاف ما يمنح حياته معناها".