ملخص: نستكشف في هذا المقال الأسباب التي تجعل الجيل زد يفضل الرسائل النصية كوسيلة أساسية للتواصل. بدءاً من إمكانية التحكم في الوقت إلى أسباب نفسية قد تتمثّل في القلق الاجتماعي. اطلع على المزيد من التفاصيل الشيقة في هذا المقال.
محتويات المقال
إذا كان هناك فن للعيش في العصر الرقمي، بالتأكيد سيكون الجيل زد متمكّناً فيه. لكن معضلة هؤلاء الشباب هي المكالمات الهاتفية؛ تخيّل أنك تقضي يوماً حافلاً ومليئاً بالاجتماعات والمواعيد. يرن هاتفك، وعوضاً عن التحقق من هوية المتصل، تنزعج وقد تصيبك نوبة ذعر.
لذلك؛ يفضل الكثيرون إرسال الرسائل النصية أو استخدام منصات التواصل الاجتماعي، ويَعدّون المكالمات مصدراً للقلق. فإذا كنت تتساءل عن سبب عدم رد صديقك من الجيل زد على مكالماتك، فمن المحتمل أنه لم يحفظ رقمك، أو أنه يستخدم المكالمات الهاتفية في حالات الطوارئ فقط.
ما الخصائص النفسية لجيل زد؟
يتميّز الجيل زد، المعروف أيضاً باسم "جيل ما بعد الألفية"، بميوله إلى التعاون مع الآخرين، وتقدير التنوّع والمرونة والأصالة والقيادة غير الهرمية، والاهتمام بقضايا عالمية مثل تغير المناخ. يكشف ذلك البحث الذي أشرفت عليه الباحثة روبرتا كاتز (Roberta Katz) من مركز ستانفورد للدراسات المتقدمة في العلوم السلوكية (Stanford's Center for Advanced Study in the Behavioral Sciences) عن رؤى جديدة لهذا الجيل، المولود بين منتصف التسعينيات وعام 2010؛ الذي نشأ في حقبة زمنية توفّر سهولة الوصول المستمر إلى الأدوات الرقمية.
وعلى الرغم من الانتقادات والتصورات الشائعة حول الجيل زد بخصوص الكسل، والتردّد في النمو وتحمل المسؤولية، فيُعرف بقوته وواقعيته. فعندما يتعلّق الأمر بسوق العمل، يتميّز أسلوب عملهم بالتعاون والمرونة، وتقدير التواصل الذي ينمّ عن مهارة كبيرة في التكيّف مع العصر الرقمي.
اقرأ أيضاً: لماذا يعد جيل زد أكثر وعياً بصحته النفسية؟ وما دور منصات التواصل الاجتماعي في ذلك؟
لماذا يفضّل جيل الألفية والجيل زد التواصل النصي؟
سلط استطلاع للرأي أجرته شركة ميتو (Mitto)؛ وهي شركة عالمية مُزودة لحلول الاتصالات، الضوء على أهمية الرسائل النصية القصيرة في التجارة الإلكترونية؛ حيث يفضل 90% من المستهلكين، وبخاصة من الجيل زد وجيل الألفية، التفاعلات النصية مع العلامة التجارية في إتمام عملية الشراء ومتابعة تطوراتها.
وفي أستراليا، أبلغ 90% من أفراد الجيل زد في استبانة عن شعورهم بالقلق والخوف بشأن التحدّث عبر الهاتف وتفضيلهم للتواصل النصي. وقد صنفوا المكالمات الهاتفية ضمن أهم الأشياء التي يرغبون في تجنّبها خلال حيواتهم.
إذ يقول أحد المشاركين: "من السهل جداً إرسال رسالة نصية بسرعة إلى شخص ما، علاوة على أنها أكثر خصوصية من إجراء محادثة بصوت عالٍ". وتضيف: "إن الإمساك بالهاتف والتحدث طوال الوقت يتطلب جهداً كبيراً".
قد يرتبط هذا التفضيل بانخفاض معدل استخدام الهواتف الأرضية وسهولة استخدام الهواتف المحمولة. ويشير أستاذ علم النفس، نيك هاسلام (Nick Haslam)، من جامعة ملبورن (University of Melbourne) الأسترالية إلى أن الرسائل النصية تسمح بالتحكم في الوقت. إذ يُنظر إليها كوسيلة سهلة وأكثر موثوقية، وأقل عرضة إلى حدوث مواقف محرجة. هذا بالإضافة إلى بعض الميزات الأخرى مثل القدرة على التعديل، ومراجعة الرسائل السابقة؛ ما يخفف الضغط مقارنة بالمكالمات الفورية.
كيف يمكن تحسين استخدام الرسائل النصية من أجل تواصل فعال؟
تُعد الرسائل النصية طريقة شائعة وسهلة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة، ولا سيّما إن كانوا من جيل الألفية والجيل زد. ووفقاً لمركز بيو للأبحاث (Pew Research Center)؛ يستخدم 73% من الأميركيين البالغين الرسائل النصية على هواتفهم المحمولة؛ حيث يرسلون قُرابة 42 رسالة يومياً في المتوسط.
وتشير نتائج دراسة من جامعة كاليفورنيا في بيركلي (UC Berkeley) إلى أن الرسائل النصية يمكن أن تعزّز السعادة من خلال الحفاظ على استمرارية التواصل. فإذا كنت من مستخدمي الرسائل النصية على نحو متكرّرٍ، فقد تجد النصائح التالية مفيدة لتحسين تواصلك:
- كُن على طبيعتك: كُن واعياً ومنتبهاً في أثناء إرسال الرسائل النصية؛ أي أن تأخذ بعين الاعتبار احتياجاتك واحتياجات الشخص الآخر؛ ما يجعل رسائلك مُباشرة وصادقة وواضحة.
- التزم بالموضوعات الخفيفة لتسهيل التواصل: تفتقر الرسائل النصية إلى الإشارات الاجتماعية؛ ما يجعل سوء التفسير محتملاً. لذا؛ اجعل الأمر بسيطاً ومباشراً قدر الإمكان.
- اتبع أسلوب الشخص الذي تراسله: استخدم نمط تواصل مشابهاً لنمط رسائل الشخص الذي تراسله لأن أنماط الرسائل النصية المتطابقة تساعد على تحسين التواصل والرضا في العلاقات.
- استخدم علامات الترقيم والرموز التعبيرية: تؤثّر علامات الترقيم في كيفية فهم الرسائل النصية، فالنقطة مثلاً قد تجعل النص يبدو أقل صدقاً بخلاف علامة التعجب. كما تبثّ الرموز التعبيرية الروح في الرسائل فلا يتأثّر التواصل بانعدام تعابير الوجه ونبرة الصوت.
اقرأ أيضاً: لماذا يُصاب الجيل زد بالقلق والوحدة؟ وكيف يمكنه التغلب عليهما؟
بالنسبة إلى مَن يفضلون التواصل النصي بصفة عامة، يوضح الاختصاصي النفسي، سلطان العنزي، إن بعض الأشخاص يكونون بارعين في التعبير عن أنفسهم بالكتابة؛ غالباً لأن تعبيرات أجسادهم وأصواتهم لا توصّل أفكارهم بالفعالية نفسها. لذلك؛ يفضّلون الرسائل النصية. أما بالنسبة إلى مَن يخافون الرد على الاتصالات الهاتفية بسبب القلق الاجتماعي، فهو ينصح بتغيير أنماط التفكير السلبي، وعدم الاستسلام للتفكير الزائد والتوقعات السيئة.