ملخص: ينطوي الالتزام بقرارات العام الجديد على فهم علم النفس وراء المشاعر الإيجابية وتحديد الأهداف، فتحديد أهداف محددة وواضحة وقابلة للتحقيق يعزز المشاعر الإيجابية ويخفف السلبية. يكشف هذا المقال أهمية وضع أهداف للسنة الجديدة، ويبيّن كيفية الالتزام بتحقيقها.
بينما نبدأ عام 2024، يميل أغلبنا إلى وضع تصورات معينة حول مجريات الأحداث القادمة، ولا سيّما على المستوى الشخصي. ويذهب آخرون إلى اتخاذ قرارتٍ ووضع أهدافٍ تكون خارطة طريق لرحلة التغيير نحو الأفضل في هذا العام.
غير أن وضع الأهداف قد لا يشكّل صعوبة كبيرة، وبخاصة عندما تكون فضفاضة وغير واقعية أو قابلة للتحقيق؛ لكن يمثّل الالتزام بالعمل على تحقيقها في أرض الواقع الشقّ الأصعب من هذه العملية. تعرّف في هذا المقال إلى أهمية وضع الأهداف والتخطيط للمستقبل، واطلع على طرائق موصى بها للتغلّب على نمط وضع الأهداف ثم التخلي عنها لاحقاً.
ما أهمية وضع أهداف العام الجديد؟
في كل عام، يأخذ ملايين الأشخاص قرارات مع بداية العام الجديد، ويخطّطون بأملٍ كبير لعام آخر من حيواتهم، وتلك ظاهرة تُعرف باسم "تأثير البداية الجديدة" (Fresh Start Effect). وفي حين أن تحديد الأهداف الطموحة قد يكون أمراً مُرهقاً؛ إلا أنه يوفّر فرصةً لتعزيز قوة الإرادة والتصميم والإبداع. وسواءٌ تعلّقت الأهداف بفقدان الوزن، أو تناول الطعام الصحي، أو ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، أو تحسين الموارد المالية، أو الإقلاع عن التدخين، وقضاء المزيد من الوقت مع العائلة، فإن اتخاذ القرارات في بداية السنة والتخطيط لتحقيق الأهداف ينمّ عن وعي ورغبة كبيرة في تغيير السلوك وتحسين الحياة.
ويشير عالم النفس الكندي، جوردن بيترسون (Jordan Peterson) إلى أن المشاعر الإيجابية تأتي غالباً من السعي وراء الأهداف، وتخفيف الألم والتغلّب على السلبية. ولتعزيز تلك المشاعر الإيجابية، ينصح باختيار أهدافٍ واضحة ومدروسة تُشرك جوانب نفسك جميعها؛ بما فيها العناصر السلبية منها مثل مشاعر الغضب والخوف.
ويُضيف إن اختيار الهدف النبيل يمكن أن يبرّر تحديات الحياة ومعاناتها. وعلى الرغم من أن العثور على الهدف المثالي أمر غير مؤكّد، فإنها رحلة شخصية، يمكن للآخرين تشجيعك خلالها؛ لكن يجب عليك استكشاف أهدافك لاكتشاف تأثيرها في حياتك وهويتك. لذا؛ اسعَ وراء هدفٍ ذي مغزى لتكشف عن أفضل ما في حياتك، وهي رحلة لا يمكن لأحدٍ سواك القيام بها.
اقرأ أيضاً: كيف تحافظ على حماسك وتفاؤلك في بداية العام الجديد؟
6 نصائح تساعدك على الالتزام بأهداف العام الجديد
إن التحرّر من حلقة اتخاذ القرارات في بداية العام، والتخلّي عنها لاحقاً يتطلّب اتباع نهج استراتيجي لتعزيز تحديد الأهداف الواقعية والمرونة النفسية للفرد خلال العام بأكمله. فمن خلال صياغة الأهداف التي تتماشى مع السياق الشخصي للفرد، يمكن تعزيز احتمالية النجاح على نحو كبير، وتعزيز الشعور بالإنجاز والتحفيز. لذلك؛ نقترح النصائح التالية لزيادة احتمالية النجاح في الالتزام بأهداف العام الجديد:
- حدّد هدفك: ضع إطاراً زمنياً لهدفك، وتأكّد من قدرتك على الالتزام به في الإطار الزمني الذي حددته. على سبيل المثال؛ يجب أن يبدأ هدف مثل ممارسة التمارين الرياضية مدة 30 دقيقة كل يوم بخطوة صغيرة؛ مثل 15 دقيقة كل يوم.
- كن قوياً فكرياً: الالتزام بتحقيق الهدف لن يكون سهلاً؛ لكن امتلاك القدرة على مواصلة التحرّك نحوه بغض النظر عن الانتكاسات سيساعدك كثيراً.
- فكر بإيجابية: يؤدي التفكير الإيجابي وتشجيعك لنفسك دوراً حاسماً في التغلب على التشكيك الذاتي في قدرتك على تحقيق أهدافك.
- تحلَّ بالصبر: تحتاج إلى بذل جهدٍ واعٍ وجاهزية فكرية للبقاء على المسار الصحيح خلال عملية تغيير نمط التخلّي عن تحقيق أهدافك، فذلك قد يستغرق شهوراً طويلة.
- مارس التفكير المتقدم: لا تركز على أخطائك في الماضي؛ لكن يمكنك التعلم من خلالها كيف تحقق ما تريده في المستقبل. تصوّر النتيجة النهائية واستشعر إحساس النجاح.
- خذ قراراً بعدم الفشل: عندما تتخذ قرار النجاح، فإنك لا تترك مجالاً للفشل؛ ما يجعلك تتغلب على الظروف الصعبة، ولا تدع الأخطاء تعرقلك.
اقرأ أيضاً: ما هو اكتئاب نهاية العام؟ وكيف تتغلب عليه في 10 خطوات؟
يوضّح استشاري الطب النفسي، نادر عطا الله، إنه من الأفضل وضع أهداف محددة وقابلة لقياس تطوّرها، ويمكن تحقيقها في إطار زمني محدد، ولها علاقة بالقيم الشخصية التي يؤمن بها الفرد واهتماماته. فإذا كان أحدهم يعتقد بأن الزواج منظومة فاشلة، فليس بإمكانه وضع هدف ضرورة الزواج قبل سنٍ معينة مثلاً. كما يوصي بوضع أهدافٍ مرنة قابلة للتغيير والتعديل إن واجه الشخص باستمرار صعوبات في تحقيقها أو ظروف خارجية غير مُعينة على ذلك.