ملخص: السلام الداخلي حالة من الانسجام والتناغم مع الذات لا يصل إليها إلا القليل من الناس. لكن علماء النفس اكتشفوا المبادئ التي يشترك فيها هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بهذا الشعور الراقي، إذ ثمة 9 مبادئ رئيسية يؤمنون بها ويطبّقونها في حياتهم اليومية. تابع هذا المقال لتتعرّف إليها.
محتويات المقال
وفقاً لعلماء النفس فإن الأشخاص الذين ينعمون بالسلام الداخلي يطبقون 9 مبادئ رئيسية. وقد يساعدنا تطبيقها نحن أيضاً على التمتع بهذا الشعور.
قابلنا جميعاً أشخاصاً تظهر عليهم علامات السلام الداخلي ومشاعر الطمأنينة والرضا والراحة النفسية والحكمة. وكثيراً ما تساءلنا عن السرّ وراء ذلك. يبدو الأمر بسيطاً في الحقيقة إذ يكفي التمتع بقدر من الانضباط والرغبة في اكتشاف الذات وتقبّل أبعادها العميقة والجوهرية. وفقاً لموقع هاك سبيريت (Hack Spirit) فإن الأشخاص الذين يتمتعون بهذا السلام الداخلي يطبقون عموماً 9 مبادئ أساسية.
التقبّل الكامل
يمارس الأشخاص الذين يتمتعون بالسلام الداخلي ما يُسمى التقبّل المطلق. لا يعني هذا أنهم لا يسعون إلى تحسين أحوالهم أو تغييرها. ولا يعني أيضاً أنهم لا يهتمون بمعاناتهم الشخصية أو ما يتعرّضون إليه في الحياة. إنهم ببساطة يتقبّلون المواقف التي يواجهونها كيفما كانت. هذا التقبّل الفعليّ والشامل وغير المشروط مصدر قوة هائلة تساعد على التغيير والتطور.
تجنّب لوم الآخرين باستمرار
لا يركّز الأشخاص الذين يتمتعون بالسلام الداخلي على مظاهر اللوم وإطلاق الأحكام والانتقادات التي يتعرضون لها. وبالمثل لا يحاولون معرفة المسؤول عن هذه المشكلة أو تلك، بل يركزون على ما سيفعلونه عندما يستيقظون في صباح اليوم التالي وكيف يمكنهم إدخال البهجة إلى حياة أحدهم إذا أتيحت الفرصة لهم.
الالتزام بالقيم الشخصية
عندما نصل إلى مرحلة السلام الداخلي فإننا نصب اهتمامنا على قيمنا وأفكارنا وقضايانا الجوهرية. لا نبيع ضمائرنا مهما كان الثمن، ونتصرف دائماً بناءً على قناعاتنا فقط. توضّح المعالجة النفسية والمساعدة الاجتماعية إيمي مورن (Amy Morin) ذلك قائلة: "يأتيك الشعور بالسلام الداخلي من تحديد قيمك واستعدادك للتصرّف بناء عليها".
الاستغناء عن قبول الآخرين
يحتاج كثيرون في الحياة المهنية والشخصية إلى قبول الآخرين ليشعروا بقيمتهم وأهميتهم. لكن هذه ليست حال الأشخاص الذين وصلوا إلى السلام الداخلي المستمر، وإذا أخذوا تعليقات الآخرين وانتقاداتهم بعين الاعتبار فإنها ليست العامل الحاسم في القرارات التي يتخذونها.
عدم التعلق بالآخرين
التعلّق بالآخر نمط شائع في الكثير من العلاقات التي تتميز بوجود طرف "منقذ" وآخر "ضحية" لكنه نمط غير صحيّ. أما الأشخاص الذين يتمتعون بالسلام الداخلي فيتخلّصون من هذه السمة الشخصية الكامنة التي تؤدي إلى التعلّق بالآخر والحاجة الماسة إليه. لقد أجروا مراجعة نفسية عميقة كي ينعموا بالسعادة دون حاجة إلى أيّ شخص أو مكان أو أيديولوجية معينة أو موقف خارجي لإثبات ذواتهم.
عدم التهرّب من العواطف والمواقف الصعبة
الأشخاص الذين بلغوا مرحلة السلام الداخلي أدركوا أن الحياة ليست مجرد أفراح ومسرّات، وقبلوها بِحُلوها ومرّها ولا يحاولون التهرّب من المعاناة بسلوكيات مثل الإدمان أو الإنكار. يواجهون أحزانهم ويتحمّلونها ويدركون أن العواطف المؤلمة مقبولة وأصيلة أيضاً مثل العواطف السارة.
الثبات والواقعية في مواجهة تقلبات الحياة
لا يمكن أن نستعد تماماً لما تجلبه الحياة، فثمة فترات تنتشر فيها الفوضى والحوادث التي لا يمكننا التنبؤ بها ولا السيطرة عليها. لكن بدلاً من الانهيار، يجد الأشخاص الذين يتمتعون بالسلام الداخلي الوسيلة المناسبة للحفاظ على ثباتهم. إنهم مستعدون للتكيّف مع رياح الحياة المفاجئة عندما تهبّ عليهم.
وضع الأهداف والمخططات العملية
يبذل الأشخاص الذين ينعمون بالسلام الداخلي عموماً جهداً في عمليات التأمل لاكتشاف جوانب الحياة المثيرة بالنسبة إليهم والقضايا التي يريدون تخصيص أوقاتهم لها. يمنحهم هذا التأمل نقطة مرجعية نفسية كالبوصلة التي يهتدون بها. عندما تسوء الظروف يتشبثون بهذه النقطة مثل طوق نجاة ويستمرون في السعي إلى أهدافهم الشخصية والمهنية.
تجاهل الخلافات القديمة وتجنّب الشخصيات السّامة
يتخلّص أصحاب السلام الداخلي من أحقاد الماضي وضغائنه ومشاعر الاستياء المرتبطة به. وغالباً ما يصفحون عن الأشخاص الذين أساؤوا إليهم. وعلاوة على ذلك فإنهم يتجنبون إنشاء علاقات مع الشخصيات السامة مثل "مستنزفي الطاقة" والمستبدّين والمنحرفين النرجسيين، فلا يعيرونهم أيّ اهتمام، لأن هذه العلاقات ليست جزءاً من فرص التعلّم أو التطور التي يرغبون فيها.